أميمة عبدالله تكتب: أشواق السلام.

على تمام المحبة.

أشواق السلام

إننا في بلادنا كسائر البلدان الأخرى مررنا بمنعطفات كبيرة و محطات عظيمة سيظل التاريخ يذكرها من بعدنا للأجيال الآتية بيد أننا شعبا ذو طبيعة خاصة ب إختلافاتنا و تنوعنا الذي يشبه قوس قزح بكل الوانه المتدرجة حد الإحساس أننا عدة شعوب في شعب واحد
لكننا على الرغم من ذلك يجمعنا الوجدان السوداني والصحراء والنيل والغابة و المفازات البعيدة والبوادي
أننا نسعي الآن بكل جدية
لأن نترك تاريخا مشرفا للقادمين من بعدنا وحكما رشيدا يشبه ما حدث في ثورة ديسمبر
وليت توقيع السلام لا يشبه ما مضى من توقيعات ومهرجانات و احتفالات وابتسامات وإطلاق حمام ابيض في الفضاء المفتوح
درب السلام صعب كما قرار اختيار الحرب
كلاهما تكمن صعوبته في تحمل مشاقه، درب السلام يحتاج إلى عزيمة وإرادة ووطنية ، لأن الشعوب التي تعاني لأزمانٍ طويلة من حروبات ونزاعات مسلحة تحتاج إلى أزمان تعافي طويلة أيضا
درب السلام يحتاج إلى حنكة وحكمة لأن الاذئ طال جميع مكونات المجتمع ، مجتمعات متاخرة تعاني من عدم توفر إبسط مقومات الحياة الكريمة لازال الناس يعيشون على نور القمر ليلا ولا زالت الحياة تنطفئ مع المغيب ، ولا زال معظم الأطفال خارج مظلة التعليم
ولا زالت النساء تشقى لتعيل الصغار ، و طوق الحياة خانق والفرج قد لا يبدو قريبا
بلاد لم تكسب من خيراتها إلا التعب والخلافات والمشاكسات السياسية و الخصام والاتهامات
والانقسامات الحزبية
لازالت نسبة كبيرة من الشباب لا تدري ما تفعل بسنواتها النضرة وطاقتها الناضجه، لا وظائف ولا مشاريع تستوعبهم ولا برامج تدريبية ولا خطط مستقبلية
ويظل السؤال
هل أحلام السلام ممكنة ؟
نعم ، بيد أن العهد قد يطول حتى نقطف ثمارها، لأن المدن الكبيرة بلا خدمات أساسية وبلا رؤية واضحة أيضا ولا خطط استراتيجية
و التنمية في المجتمعات البعيدة المنتجة و القرى والفرقان لن تحدث قريبا ، خزينة فارغة و حكومة جديدة و حياة ضاغطة وغلاء متصاعد ، فنحن نحتاج إلى نظرة مختلفة لهذه المجتمعات والى نهج مختلف من الحكومة الجديدة
لأن أكثر من تضرر من إنتاج البترول هو مجتمعاته ، الناس في تلك المناطق تحملت ضررا عظيما من فقدان ثروتها الحيوانية و فقدان خصوبة اراضيها الزراعية دون جبر لهذا الضرر ، كذلك المجتمعات الزراعية و مجتمعات إنتاج الصمغ العربي كلها مجتمعات لم تكسبها ثرواتها الربانية غير التعب المستمر
لذلك الدرب يحتاج إلى صبر وعزيمة ونكران ذات وتقديم مصلحة البلاد على المصالح الحزبية والفردية
ويحتاج أيضا إلى أفكار جديدة و أشخاص بارعين في إدارة الأزمات وإلى حكم رشيد و إلى اطلاع على تجارب الشعوب الأخرى في إدارة أزماتها
أشواق السلام الآن تحلق في مناطق النزاعات و معسكرات النازحين ومن يسكنون الجبال و يعيشون الخوف فلا تذبحوها قربانا لأهواءٍ شخصية ومكاسبٍ حزبية زائفة
وكلنا أمل لأننا عندما نتفق على الوطن نستطيع التغير

تعليقات
Loading...