يعتبر التطريز على القماش من أميز الفنون القديمة التي احتلت مساحة مقدرة وسط الأعمال النسوية اليدوية في الماضي والحاضر ويختلف التطريز من حيث توزيع الألوان وأنماطها وأشكالها المختلفة التي يمكن أن تعتبر سمة من سمات كل منطقة وجزء من تراثها المحلي،وتستخدم في التطريز أساليب تقليدية تستعمل فيها الإبرة والخيط والتي تحتاج إلى صبر وقدرة على التحمل وهو يعتبر من الحرف التي يتم توارثها من الجدات وذلك من خلال الحفاظ على طريقة وأسلوب التطريز ومؤخرا أسهم دخول التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في الماكينات وإستعمال بعض مواد التزيين في العمل أسهمت في إضفاء صورة جمالية جديدة فأصبح التطريز لوحة تمتزج فيها التقليدية بالحداثة .في هذا الإطار التقت (مرايا برس) بالأستاذة الجميرية حسين الرشيد المتخصصة في أعمال الخرز والطباعة. قالت: كنت أهوى العمل في مجال التطريز منذ نعومة أظافري وتحول الأمر بعد ذلك إلى الإحتراف وقد ولجت هذا المجال كمحترفة منذ خمسة أعوام وأضفت الى عمل التطريز إعمال الخرز والطباعة.
متطلبات العمل…
تضيف الجميرية بداية لا بد من توفر بعض المواد الأساسية لأنها تمثل أركان العمل مثل (القريتر) وهي المادة اللامعة والمعروفة لدى الناس بـ(الرقاش) و (الطار) وهو دائري الشكل مصنوع من الخشب يتم تثبيت الجزء من الثوب المراد رسم الشكل عليه ومن ثم مادة الصمغ لتثبيت القريتر والشكل وكل هذه المتطلبات موجودة بالاسواق المحلية واشهرها سوق أمدرمان
الكريستال والترتر…
تواصل الحديث قائلة: يتم العمل أولا برسم الشكل المحدد من قبل المصممة أو الزبونة داخل الطار وأحيانا يرسم الشكل بواسطة قماش ومن ثم تضاف إليه مادة الصمغ ويلي ذلك إضافة القريتر وتقول لابد من تعريضه للتهوية لتجفيفه ومن ثم كيه ويعزى ذلك إن هذه الخطوة تعمل على منع القريتر من التساقط أثناء غسله وتشير قائلة أحيانا يضاف ( الترتر) أو(الكريستال) وذلك لإضافة لونية جمالية للثوب السوداني.
ألوان البيبو…
توضح الجميرية إن مرحلة الطباعة تتم داخل الطار أو المنسج ويكون ذلك بواسطة فرش وألوان البيبو بجانب محدد لتحديد الجزء المراد تلوينه وتقول يعتبر عمل الشك على الإبر من أصعب المراحل في عملية التطريز إضافة إلى العمل بواسطة المكواة وبواسطة الطارة.
ثياب الشيفون والتواتل…
وتضيف في سياق متصل أنهم يستخدمون أنواع محددة من الثياب مثل الشيفون والتواتل إضافة إلى الحرائر وتقول يختلف تصميم كل مصممة عن الأخرى ويعزى ذلك لإختلاف الشكل الجمالي لتميز كل مصممة في رسوماتها عن الأخريات وعادة ما ننصح النساء بشطف الثياب المطرزة بواسطة الصابون السائل او البودرة بسرعة زائدة وتجنب عدم نقع الثياب المطرزة لفترة طويلة في الصابون او غسلها بواسطة الغسالة الكهربائية لأنها تزيل كافة الإشكال الجمالية الموجودة على الثوب.
التسويق…
تذكر الجميرية أنها بدأت عملها في مجال تطريز الثياب وهي تمتلك ماكينة واحدة للخياطة استطاعت بعد مضي ثلاثة أعوام فقط من بداية العمل التطور وإفتتاح مشغل يتكون من خمسة ماكينات ولا زالت تسعى للمزيد وتضيف أنها استطاعت من خلال عملها في هذا المجال مساعدة أفراد اسرتها والتكفل بنفقات دراسة ابنائها الجامعية مبينة ان مهنة تطريز الثياب الحديثة يمكن أن تجد موقعا متميزا بمرور الوقت وسط رصيفاتها من المهن الأخرى اذا وجدت أسلوب العرض والتسويق المناسبين وخاصة أن الإقبال على شراء الثياب المطرزة والمطبوعة يكاد يكون موسمي يرتبط بمواسم الأعياد التي تكثر فيها الأفراح والمناسبات.