الرفيع بشير الشفيع يكتب : هل بدأت الثورة في ٢٠١٩ كما ترآءى للبعض؟

الخرطوم :مرايا برس

إندهش أغلب الشعب في الصورة الناعمة التي تمت بها وتجيير ما يسمى ثورة ٢٠١٩م ، وكأن الأمر مسرحية خيالية من أفلام عالم النجوم، ولكنهم لا يدركون أن هذه الثورة انما هي حمل ست وثلاثون عاما بالتمام والكمال بدأت في ١٩٨٣م وانتهت بوليد خديج ومشوّه في ٢٠١٩م.

عندما نقول لبعض الشباب أن ثورة ٢٠١٩ وبنفس شعاراتها ، وأجندتها ومشروعها العلماني، التقسيمي، الإرتهاني، لم تبدأ في ٢٠١٩م ، يندهش الشباب ولا يصدقون.

عندما نقول لهم أن قوى الحرية والتغيير وتنسيقية قوى الحرية والتغيير ، كمشروع، لم تبدأ في ذلك الحين، كان البعض يتهمنا بشرف ( الكوزنة)، لكّن الأمر كان نتاج “نضال ضد الوطن” منئذ تضافرت فيه قوى داخلية وخارجية أقليمية وعالمية وأيديولوجية ماركسية تقود وتدعم حركات التحرر الأفريقية، ونقيضها من حركات قومية “عربية” ، ومنظمات دولية مشبوهة وصهيونية إستعمارية، بنت مشروعها التصادمي منذ أن قامت مملوكة سنار وانتهت على يدها دولة علوة المسيحية، وقد تم استدعاء كل ذلك التاريخ وأطلق من أجله شعار ( تحرير السودان)، وأفرقته، وتقسيمه، كما كانوا يشتهون.

بدأ التخطيط لثورة ٢٠١٩ ومشروع التغيير في الشمال كنسخة بالكربون من مشروع الحرب على الوطن والدين ومنذ ١٩٨٣م، بمبرر، الثقافات المتعددة والديانات ، وبأكاذيب التهميش والهوية وغيرها.

الرسالة التي كان يحملها اليسار (شماليّيه وجنوبيّيه) ممثلا في الحركة الشعبية(لتحرير السودان)، لكثير من الدول الأفريقية ، والرسالة تقول، ( أن الشماليين العرب ، المسلمين في شمال السودان، ينكلون بأخوتكم الأفارقة المسيحيين في الجنوب ، وحتى الأفارقة المسلمين في مناطق دارفور والنيل الأزرق)، فحصلت التحالفات لصناعة التغيير وحدث إنفصال الجنوب اولا، وبعده بدأ مشروع الحرية والتغيير.

ولمواصلة تحرير السودان أو بالأحرى تفتيته، وانهاء رسالته ودوره الخلاسي(العربي، الأفريقي)، تم تجهيز حكومة التغيير بعيد نيفاشا، وتم إعلان مسمى حركات التحرير *شمال*، ولعب فيها ماركسيو وعلمانيو ويساريو دارفور والنيل الأزرق دور وضع اليد ، على هذه المناطق مدعوما بدولة وليدة نتاج مشروع السودان الجديد، والمشروع يستهدف حكم السودان لتحقيق شعار السودان الجديد، أو تقسيمه ، ولعب فيها ابناء جون قرنق ولا يزالون، فرض أجندة السودان الجديد، والمشروع تحالف فيه الشرق والغرب والدول المحيطة، وحاولوا التغيير في ٢٠١٣ ، وحققوه في ٢٠١٩م .

أجزم أن هذه الحراك السياسي الماركسي ، العلماني، بصورة عملية ، بدأ بعد يوم واحد بعد فصل الجنوب، وانتهى بثورة ٢٠١٩ ، وأشترك فيه كل لاعبي مشروع فصل الجنوب، كجزء من المشروع الكلي تفتيت السودان وعلمنته وأفرقته.

ما حدث من تغيير في ٢٠١٩ بكل حذافيره وما مكّن أصحاب المشروع من مؤسسات الدولة ووضع اليد على مقّدرات البلاد وإيصال الحال إلى حالة اللادولة ، وتنفيذ البرامج العلمانية والإنفصالية، والأفرقة الماثلة للمركز وموسم الهجرة للشمال لإفراغ السودان من مكونه العربي ، مع وضع وثيقة دستورية تنهي قوامة القوانين والدستور ، وتعطيل المؤسسات التشريعية، لم يبدأ في ٢٠١٩ ، انما بدأ وبنفس المخطط في ٢٠١١ مشروع ماركسي علماني متكامل (إقرأ المرفق المكتوب في ٢٠١٣ والمنشور في صورته الاخيرة في ٢٠١٥، لتعرف بنفسك ما حدث ولتقف على نفس المطالب وما تحقق منها كجزء من المشروع الكلي ، بعد ٢٠١٩ ، إقرأ :-

بهذا نُطالب بالآتي :
1. تنحي النظام و *حل كافة أجهزتة التشريعية والتنفيذية*.

2. تشكيل “حكومة انتقالية” تضم كافة أطياف الشعب السوداني تتولى اداره البلاد في فترة انتقالية.

3. تكوين لجنة تحقيق محايدة تتولى التحقيق في جرائم قتل المُتظاهرين.

فقد تم تغيير النظام، وتعطيل المؤسسات التشريعية، وقد تكونت الحكومة الانتقالية من نفس الكابِنت الماركسي العلماني، وتمت المحاصصة مع حركات تحرير السودان ، كما تم تكوين لجنة التمكين إضافة لتمكين فولكر وغيره ، كمرحلة أولية من تنفيذ كامل المشروع.

إن أي تباطؤ وغفلة وطيبة زائدة من الوطنيين ومن القوات الامنية ومن الاحزاب الوطنية ومن حماة الدين والوطن، ستأتي بمجموعة أخرى من قوى الحرية والتغيير لتواصل هذا المشروع الإستراتيجي.

أرفق لكم هذا المنشور ،من (تنسيقية) قوى التغيير السودانية في ٢٠١٣- ٢٠١٥م ، وأذكركم أن تنسيقية قوى التغيير بدأ إنشائها في ٢٠١١ كانت تمثل مؤسسات متكاملة لدولة سودانية بديلة لها مكاتب في الدول الهامة في العالم.

سنواصل الكتابة، إن شاء الله ، عن بداية المشروع بما فيها بداية تصنيع حكومة الفترة الانتقالية ورسم ( زول) رئيس وزرائها وأجندة المشروع منذ ١٩٨٣م ، وتكليف رئيس الوزراء بما يراد للسودان،؛ ودوره المنوط به، مما حققه حتى الآن، من إملاءات ومشاريع خارجية، وأسباب الفشل او تعطل المشروع ، وما يتوهم الناس به من فشل المشروع الماركسي، التغريبي، العلماني، إلى الآن ، لكن المحاولات ، ستتواصل إلا أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

(فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌۢ بِٱلْعِبَادِ)صدق الله العظيم. 

تعليقات
Loading...