بابكر يحي يكتب :إلى الإسلاميين .. أتركوهم وشأنهم..!!

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

صفوة القول.. بابكر يحي 

إلى الكيزان، إلى كل التيارات الإسلامية ، أتركوا الشعب وحكومته، أتركوهم (عسكر ومدنيين وحركات مسلحة) ، أتركوا هذه الضجة كما قال دكتور أمين حسن عمر ، أتركوا السودانيون ليتعرفوا أكثر على اليسار – فجيلنا لم يتعايش مع أي تجربة حكم غير تجربة البشير ، ولم يعرف بعد إلى أي مدى يكون اليسار فاسدا في السلطة؟ فقد ملؤوا الدنيا ضجيجا وهم معارضة ؛ ملؤوا الدنيا صخبا ولم يتركوا صغيراً ولا كبيراً إلا وقدموا له شكواهم ضد حكومة الإنقاذ، ولم يتركوا بابا إلا وطرقوه ، لم يتركوا زيفا إلا وصنعوه..!!
أتركو الشعب يتعرف على بؤسهم، على كسلهم، على فشلهم، على بطشهم، على ضيق صدرهم، على انتهاكهم للخصوصيات، على تدخلهم فيما لا يعنيهم ، على اقتحامهم لبيوتهم؛ أتركوا الشعب يتعرف على ممارسة جديدة في السلطة، أتركوه يتعايش مع أناس لن يجدهم إلا في شاشات التلفاز ، فبيوتهم غير معروفة ، وهواتفهم لا يمكن الوصول إليها، فلا مساجد يقصدونهم فيها، ولا أتراح أو أفراح تجمعهم بهم..!!
أتركوا الشعب يكتشف حقيقة الزيف ولا تهتموا للأيام مهما تطاولت، أتركوهم يوزعون عليهم الأماني العذبة، أتركوهم (يطعمونهم) بخطاب الكراهية والبغضاء حتى يقودونهم لمزيد من الجحيم ؛ أتركوهم يوزعون عليهم (صكوك الرحمة والرضا) ، فمن وافقهم أصبح (منهم) ومن خالفهم أصبح (كوزا) ، دعوهم يوزعون عليهم (الظلام) ويقنعونهم بأنه( نور) ، أتركوهم يفعلون بهم ما شاءوا ؛ أتركوهم يمدون فترتهم الانتقامية إلى ثلاثين عاماً ؛ يعيدونهم فيها إلى ما قبل عصر (بنو أمية) و(دولة بنو بويهة) ، أتركوهم يجعلونهم (أغراب) في عالم متطور، دعوهم يحكمونهم ثلاثين عاماً عجافا سيتعرفون فيها على المعنى الحقيقي (للفقر) و (الإفقار) ويتعرفون فيها على الإحساس الفعلي للجوع ؛ بعدها سيفيقون ولن يدركهم الندم..!!
دعوهم يكونوا أسرى لليسار المتطرف المتعجرف ، فسيصرف لهم الحريات ( بالقيراط) وسيتدخل في أدق وأبسط تفاصيل حياتهم اليومية ؛ سيتدخل في تفاصيل أسرهم وشؤون (بناتهم وزوجاتهم) ، سيفرض عليهم رسوم في (عبور الطرقات العامة) و(سيتجسس على هواتفهم) و(بيوتهم) و(سينهب أموالهم وثرواتهم بلا قانون) ؛ وسيعاقبهم بلا جريمة ؛ ستنام حكومة الكسل ويصرفون عليها من عرق جبينهم ، سيخطؤون ويتحمل الشعب أخطائهم ومصائبهم ، سيذنبون ويتحمل الشعب آثامهم..!!
سيحكمونهم ثلاثين عاما في فترتهم الانتقامية هذه سيتعايشون فيها مع (صيف ممتد)، ولن يدخل عليهم (ربيعاً) أو (خريفاً) وسيألفون فيها (زمهرير الشمس) ؛ دعوهم يحكمون ثلاثين عاماً سيرى فيها السودانيون ما لم يروه من قبل ، سيصبحون مثل (السلعة) تباع وتشترى بحسب أمزجة الأطراف الدولية ؛ فتارة يباعون في سوق نخاسة الخليج ؛ وتارة يباعون في سوق نخاسة أمريكا ؛ وتارة أخرى يباعون في سوق نخاسة فرنسا أو بريطانيا وكل ذلك مقابل ثمن بخس دراهم معدودات..!!

صفوة القول

إلى الإسلاميين أختصر حديثي في جملة واحدة وهي (أن من صنع ٦ أبريل وما بعدها هو ذات الشخص الصانع لتظاهراتكم حتى الآن ) فاتركوا التظاهر من الآن حتى لا تصبحون سلعة أخرى لتحقيق الأجندة الرخيصة، وادعوكم جميعاً للاكتفاء بالمشاهدة ؛ (بالطناش) ؛ فنحن مع ما يريده الشعب ، وستجدوننا مراقبون (غير متابعين) وزاهدون لمرحلة ما بعد التصوف ؛ اصمتوا قليلاً واتركوا الشعب وشأنه (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ، احفظوا كلماتي هذه لله وللتاريخ، والله المستعان.

تعليقات
Loading...