بروفسور.عبدالرحيم الخضر يكتب: الإستثمار في تسمين الماشية وإنتاج اللحوم الحمراء بالسودان.

مقالات:مرايا برس

قطاع الثروة الحيوانية بالسودان يمتلك 105.4 مليون رأس من الماشية (أبقار + أغنام + ماعز + جمال) تقدر في مجموعها بحوالي 43 مليون  وحدة حيوانية ( الوحدة الحيوانية = 250 كجم وزن حي). و هذا القطاع يعيش تقريبا في ظروف تقليدية يعتمد فيها أساسا على المراعي الطبيعية و ما يتوفر له  سنويا من الأعلاف من المصادر المختلفة تقدر بحوالي 108.1 مليون طن. علما بأن القطاع يحتاج فعليا تقريبا إلى 122.5 مليون طن  وعليه فإن النقص السنوي يقدر بحوالي 14.4 مليون طن من الأعلاف (حسب تقديرات وزارة الثروة الحيوانية الإتحادية). لذلك فإن السلالات المختلفة من الماشية السودانية من الناحية الغذائية وأيضا التربوية و الرعاية  لم تتح لها الفرصة المثالية لإبراز كوامنها الوراثية الإنتاجية خاصة في مجال التسمين و إنتاج اللحوم الحمراء و أيضاً إنتاج الألبان. وحسب التجارب البحثية العديدة التي أجريت لتسمين العجول من أنواع البقارة و الكنانة و البطانة  فإنها ذات إنتاجية جيدة بالرغم من أنها تؤخذ مباشرة من أسواق الماشية للتسمين. أما الإغنام السودانية من الحمرى و الكباشي و الدباسي و البلدي فإنها ذات إنتاجية ممتازة مقارنة بالسلالات العالمية خاصة إذا تم إنتخابها و تربيتها من الميلاد و حتي الفطام ثم التسمين بالطرق العلمية الصحيحة. فوزن الميلاد للحمل يتراوح بين 3 إلى 6 كجم و الوزن النهائي لتسمين الحملان حوالي 40 كجم في عمر لا يتجاوز الستة أشهر حسب التجارب التي أجريت بمركز بحوث الإنتاج الحيواني بحلة كوكو (شرق النيل) بينما هذا الوزن إذا ما تمت تربيتها بالطرق التقليدية تصله الحملان في عمر يتجاوز العام.

فالثروة الحيوانية في السودان تعتبر من الموارد الإقتصادية الهامة و تتفوق على جميع الموارد الأخرى كالبترول و المعادن  لما تتميز به من  الخواص التالية:

1- مورد متجدد لا ينضب.

2- ينتج سلعة ( لحوم + ألبان) لا بديل لها و هامة لتغذية الإنسان و لا يستغني عنها مطلقا.

3- مورد منتشر ومتحرك على مساحات شاسعة بالبلاد و ليس له موقع محدد قابل للتدمير من الأعداء.

و حسب تقديرات منظمة الأغذية و الزراعة العالمية  فإن سكان العالم يقدر بحوالي سبعة بليون شخص فيهم حالياً واحد بليون يعانون من نقص الغذاء و تتوقع المنظمة خلال العقدين القادمين من الزمان أن يرتفع هذا العدد إلى إثنين بليون علما بأن أهم مدخلات الغذاء للإنسان هو البروتين الحيوان لذلك فإن السودان بما يمتلكه من الثروة حيوان يعتبر فعلا سلة غذاء العالم و بالإستغلال الإستثماري الأمثل و العلمي لهذا المورد سيصبح السودان من أغني الدول إقتصادياً في العالم.

عموماً يقترح أن يبدأ الإستثمار في تسمين الماشية بالسودان بالطرق العلمية من ناحية التغذية و الرعاية و التسكين بإستخدام ما هو متوفر حاليا من سلالات بالإسواق ثم توضع خطة إستثمارية إستراتيجية للتطور تضع في إعتبارها النقاط التالية:

1. إنشاء المزارع الرعوية.

2.برنامج للإنتخاب التناسلي للسلالات المحلية المختلفة لتطوير ورفع إنتاجيتها.

3.البحث العلمي لإيجاد سلالات مركبة بالنسبة للأبقار في مجال التسمين (synthetic breeds) وهو إتجاه عالمي حاليا في دول كثيرة متقدمة في هذا المجال. ففي كندا شاهدت عجلاً من هذه السلالات بوزن حي 1510 كجم.

تغذية الماشية تعتمد على الأعلاف الخشنة (≥16% ألياف) و الأعلاف المركزة (طاقة ممثلة فوق 9 ميجاول /كجم مادة جافة و بروتين 12 – 16%) و تقدم هذه الجزيئيات العلفية للحيوان بنسب لا تتجاوز 80% للأعلاف المركزة و لا تنقص عن 20% للخشنة من كمية العلف الذي يقدم يوميا  للحيوانات المجترة.

و بما أن السودان به من المخلفات الصناعية و الزراعية ما يزيد على 22 مليون طن في العام خاصة مخلفات صناعة السكر (5.85 مليون طن) و مخلفات مصانع الزيوت بالإضافة لمخلفات المحاصيل النقدية الأخرى فإن هنالك أهمية للإهتمام بهذه المخلفات و إستخدامها في تغذية ماشية التسمين و أيضاً الحلوب. و لكن ذلك يقتضي الإهتمام بالتقنيات التالية:

1.المعالجات الكيميائية لبعض المخلفات لتحسين جودتها الغذائية.

2.المعالجات الميكانيكية كالتقطيع و التحزيم لتخفيض تكلفة ترحيلها وأيضا تحسين قيمتها الغذائية.

3.الإهتمام بالتركيبات العلمية الصحيحة للإعلاف المقدمة للحيوان عن طريق الإرشاد و التدريب للمنتجين.

مما تقدم يتضح أن تطويرقطاع  الإنتاج الحيوان و الإستثمار الأمثل فيه خاصة في مجال إنتاج اللحوم يحتاج لتطبيق النقاط التالية:

1. الإهتمام بالبحث العلمي, الإرشاد و التدريب للمنتجين مع إنشاء مشاريع نموزجية في مجال تسمين الماشية.

2.تشجيع خريجي البيطرة و الإنتاج الحيواني للعمل الإستثماري في هذا المجال.

3. الإهتمام و تشجيع إنشاء مصانع إستثمارية للاعلأف حيث أنها تعتمد على خلط العلف بمعايير علمية.

4.تحسين المراعي و طرق الإستفادة القصوى منها.

5.الإستخدام الأمثل لمخلفات المحاصيل و التصنيع الزراعي في أعلاف الحيوان.

6.إنشاء مسالخ لصادر اللحوم حسب الضوابط  و المعايير العالمية.

7. أن تعمل الأسواق في بيع وشراء الماشية حسب معاييرأوزان و سلالات الماشية.

8.الإهتمام بمخلفات المسالخ خاصة الجلود بإنشاء مدابغ لهذا الغرض.

تعليقات
Loading...