خالد البلولة يكتب : مصعب الصاوي والمهمة الصعبة في أغاني وأغاني.

الخرطوم :مرايا برس

جاء في الأخبار ان الهرم الفني السر قدور يغيب هذا الموسم عن تقديم برنامج أغاني وأغاني واسند مهمة تقديمه للباحث والناقد الاستاذ مصعب الصاوي ويعد مصعب الصاوي من الباحثين المجدين في الفنون الاذاعية متخصصا في دراسة الدراما بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح ،وممارساً للصحافة الفنية ،وله تجربة في تحليل الأغاني من خلال برنامجه اغنيات من البرامج واعتقد هذا هو السبب المباشر الذي أهله ليخلف السر قدور .
ويأتي الاستاذ مصعب الصاوي خلفا للاستاذ السر قدور المولود في العام ١٩٣٤م الذي ترعرع في اسرة فنية، فقد كان والده أحمد قدور مادحاً يلقي الإنشاد الديني وقصائد مدح الرسول(ص) وكان مغني المنطقة في ثلاثينات القرن الماضي، وكان جده من ناحية أمه شاعراً وكذلك الحال بالنسبة لجده من ناحية أبيه وعماته التوأمتان أم الحسن وأم الحسين حيث كانتا تؤديان المديح والغناء وتقرضان الشعر، ويعتبر أخوانه الثلاثة من الشعراء الكبار: عبد المنعم قدور، وله ديوان بعنوان «عودة» وعمر قدور وله ديوانان «عيون الآخرين وصوت من السماء» ومحمد أحمد قدور شاعر معروف.
يعد السر قدور فنانا شاملاً ،طرق مجال الشعر الغنائي  وغنى له الفنان الكبير العاقب محمد الحسن(ظلموني الحبايب) و(غني يا قمري) وحبيبي نحن إتلاقينا مرة”. وباستثناء إبراهيم الكاشف والعاقب محمد الحسن فكل أشعار “السر قدور” التي تغنّى بها بقية الفنانون كانت من تلحينه. وتغنّى بأشعاره “كمال” ترباس فكانت “يا ريت”الريد يجمع ويفرِّق بحر، يا نسيم شبّال عيونك فيها شى يحيِّر”وغنى له صلاح ابن البادية.يا حلوة يا ست البنات و أنا عمري ما غنيت قصيد”القبلي شال وتاجر عطور وقدّم له “صلاح محمد عيسى”إنت حبيبي وأنا بهواك الناسيك يا قلبي أنساه” ثم “محمد ميرغني”حنيني إليك”و”القلّع عبد الحفيظ لاموني فيك الناس”و”عناقيد العنب وخارج الحدود غنت له “وردة الجزائرية”أسألوا الورد”
فالسر قدور شاهد عيان للحركة الفنية السودانية وشريك اصيل وفاعل في ابداعها ،وهذا هو السبب الذي رشحه لبرنامج اغاني وأغاني الذي بدأ في قناة النيل الأزرق عام 2006 في رمضان 1427 وفكرته هي تعليم الشباب الغناء وتعريفهم بالموروثات الفنية وبالجيل القديم من الفنانيين والشعراء وهذه تعد أهداف جميلة ونبيلة والان نجد ركائز البرنامج بدات تتساقط، اما بالرحيل او بالمرض او بأسباب اخرى ورغم ذلك تصر ادارة القناة على استمرار البرنامج ليواصل مسيرته. 
اذا عقدنا مقارنة بين السر قدور ومصعب الصاوي نجد فروقات واضحة تؤثر لاشك على طبيعة وشكل البرنامج فالسر هو العمود الفقري لبرنامج أغاني  وأغاني ، عايش احداث وتاريخ الاغنية السودانية ومصعب مثقف مطلع على تاريخ الاغنية ، وهناك مواقف وتفاصيل السر قدور يعد جزءا منها وحاز ذلك بشخصيته الجريئة المقتحمة،وذكائه الوقاد، وطموحه الذي لا تحده حدود، وبروحه المرحة، وحضوره الطاغي استطاع أن يجد طريقه بسهولةٍ وسط زمرة الأدباء، والمفكرين والفنانين، والممثلين والمسرحيين، والسياسيين.
يذكرني برنامج أغاني وأغاني ببرنامج الصلات الطيبة لصاحبه محجوب عبد الحفيظ عليه رحمة الله فبعد وفاته اوكل مهمة اعداد وتقديم البرنامج للمرحوم فيصل مكي لكنه لم يوفق في قيادة البرنامج واستمراره مع انه كان معينا ورافدا لعبد الحفيظ وبذل غاية جهده في انجاح البرنامج .
هناك برامج ترتبط بكريزما معديها او مقدميها ، مثل برنامج صور شعبية للطيب محمد الطيب ، والحقل والعلم لنور الدين سيد احمد ، وصحة وعافية لعمر محمود خالد ، ومشوار المساء هبة المهندس والطيب والشفيع عبد العزيز. 
قيمة برنامج أغاني وأغاني ليس فى اداء الأغانى التي يؤديها المطربين ،فهي متاحة على المنصات الاجتماعية المختلفة لكن في اسلوب الحكي والمواقف والطرائف والمعلومات التي يسردها قدور ..باسلوبه وضحكاته المميزة ..
نتمنى للزميل والصديق مصعب الصاوي التوفيق والسداد في مهمته الجديدة اعداد و تقديم برنامج أغاني وأغاني ونتمنى ان يضع بصمته وشخصيته واسلوبه الخاص في البرنامج.

تعليقات
Loading...