د. عصام صديق يكتب : دولة رئيس الوزراء والحل الناجع.

الخرطوم :مرايا برس

أحداث مهمة مرت على بلادنا بعد مظاهرات ٣٠ يونيو ، تزامنت مع قرار رفع الدعم عن المحروقات ، أهمها رفع مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو الى أجل غير مسمى وتسريباتها وخطاب دولة رئيس الوزراء دحمدوك للشعب السوداني الأسبوع المنصرم والمؤتمر الصحفي للمبعوث الاممى السيد فولكر فى نفس الوقت ، وتأتي الاهمية لانها تناولت أهم مشاكل السودان وآفاق الحلول لأمهات قضايا السياسة والأمن والإقتصاد ، فلا أمن ولا اقتصاد بدون رشد وحكمة سياسية ، وهنا أفلح الدكتور حمدوك بمطالبته لقوى الثورة للتوحد ونبذ الخلافات ، وأن السبيل الوحيد الى ذلك هو الحوار الذي لايستثني أحد ، وأبدى استعداده للمساعدة في ذلك ، وهذا يتفق تماما مع ما ظل الزعيم الزاهد في المفاوضات الثنائية ، الأستاذ المحامي عبدالواحد محمد نور ، ظل يطالب به كل القوى الحية بالجلوس للحوار بالعاصمة الخرطوم ، حقيقة لاجدوى لمفاوضات ثنائية بغياب منبر جامع للحوار يسبق او يتزامن مع المفاوضات ، وما تجربة حوار كافة قوى المعارضة والحكومة في منبر ملتقى السلام الذي بادر به العبد الفقير الى الله ، فى الخرطوم متزامنا مع مفاوضات نيفاشا عام ٢٠٠٣ بين الحركة الشعبية بقيادة الراحل دقرنق وحكومة حزب المؤتمر الوطنى ، ببعيدة عن الأذهان ، فرغم أن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم قد إنسحب من ذلك الحوار ، فقد تمكنت القوى السياسية الفاعلة آنذاك من إصدار وثيقة السلام والعدالة والتحول الديمقراطي، وسلمت الى طرفي التفاوض بنيفاشا ، وقالت الحركة الشعبية أنها تتفق مع ٨٠٪؜ من ما جاء بها ، فهلا إلتقط حكماء السودان ومنظمة التوافق الوطنىSONC السودانية المستقلة ، دعوة عبدالواحد ودحمدوك ، ودعوا لمائدة مستديرة للحوار ، وهنا تقفز الحالة الأمنية الخطيرة بوجود أكثر من جهة تحمل السلاح خارج القوات النظامية ، للسطح ، بما تسرب ان كمرد الحلو طالب بدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة قبل مناقشة الترتيبات الأمنية في مفاوضات جوبا وكانت السبب الرئيسى في رفعها ، وقد اوحى بذلك المؤتمر الصحفى للمبعوث الاممى فولكر ، الذى شدد على ضرورة أن يكون لأي بلد جيش وطني واحد ، ومد يد العون لذلك ، وهنا نذكر القوى السياسية الحية بمقترح منبر السلام بعقد ورشة بعنوان” حمل السلاح الجذور والحلول” في ٢٠٠٥م والتي أجهض قيامها الحزب الحاكم الفاشي ، بتنظيم ورشة مماثلة بالقاهرة!! ولعل هذه القضية تكون ضمن اجندة الحوار الشامل ، فلا دولة ولا إقتصاد ولا إستثمار فى ظل وجود هذه القوات الحاملة للسلاح خارج القوات المسلحة ، أما الإقتصاد فقد وضع دحمدوك نموذجا يحتذى باعترافه بإخفاقات حكومته ، خاصة عدم اكتمال بيانات الفقراء ، فلدى الحكومة بيانات ٨٠٠ الف أسرة وتبقى ٦ مليون ! وقد سبق أن اقترحنا ، قبل تشكيل حكومته قيام حملة قومية لحصر الفقراء والعاطلين عن العمل والدفع لهم قبل إلغاء الدعم ، كما عرض دحمدوك نجاحات حكومته ، وقدم لأول مرة حلا متكاملا بأولويات، خلافا لحشد الالاف من توصيات المؤتمرات الاقتصادية كافة ، قال بالحرف الواحد(
فالحل الناجع لبلادنا في الزراعة والثروة الحيوانية، والصناعة التحويلية الناتجة عن ذلك، ونحن نعمل على جذب الاستثمار على ضوء رؤية واضحة وفق الأحزمة الخمسة للتنمية في بلادنا، واستخدام التقنيات الحديثة التي توفر الوقت والجهد والموارد. لكن هذا الأمر يحتاج إلى تمويل، وتمويل كبير جداً، كما تعلمون أنه ليست لدينا موارداً مالية كافية، لذلك سعينا للحصول على التمويل عبر فتح المجال لمؤسسات التمويل الدولية والشراكات وجذب الاستثمارات) إنتهى قول دحمدوك الذي أعطى ألمانيا أهمية خاصة فسجلها ناصع فى تحول بلادنا للصناعة التحويلية ، وحاليا تعمل بيوتات استثمارية عبر بنك الائتمان والتمويل الحكومي الألماني لتنفيذ مشاريع السودان الإستراتيجية ومن ضمنها الصمغ العربى والموانئ والسكة حديد والانتاج الحيواني ، دحمدوك هو أول قائد ذو رؤية فردية شاملة وواقعية للنهوض بالبلاد سياسيا واقتصاديا ، فقد ركز من اول يوم لتوليه على الصناعة التحويلية ، كالحل الناجع لأزمة البلاد الإقتصادية ، ولم يكتفى بذلك بل ركز على مناطقيات خمسة وسمى الصمغ العربى( سوبر فوود) كأولوية وهذا صائب لانه مورد علاجى وقائي مناعي هضمى وذو إرتباطات أمامية وخلفية بأهم الموارد ، والعالم فى اشد الحوجة له ، وهو لايوجد خارج السودان ، ولا يحتاج الى طاقة غير متوفرة حاليا ، وتقنيات معقدة وكان دحمدوك واقعيا بقوله ، عدم توفر الموارد الداخلية ولذلك فتح الباب على مصراعيه للشراكات والاستثمار الدولى ، وتأكيداً لذلك عين الخبير عمر قمر الدين مستشارا للشراكات الدولية ودعوته هذه هي ما دفع حوالى ٥٠ خبيرا ومستثمرا للتقدم بتصور متكامل لتأسيس اكبر شركة فى العالم لتصنيع الصمغ العربي( سوبرفوود) والدخن( سوبرسيريال) وطاقة الايثانول الخضراء من العنكوليب( سوبر فيول ) وتعتبر أكبر شركة صديقة للبيئة فى العالم وتمدن الريف بتوازن بيئي يحسده عليها جبل مرة جنة برة ، لو شفتو مرة ، وتشغل عدد هائل من الشباب والخريجين وتحقق ٨ مليار دولار هى كل واردات السودان حاليا ، خلال خمسة أعوام من تشغيلها ، تلبي رؤية دولة رئيس الوزراء عمليا وقد شارك السيد مصطفى السيد رئيس مجلس الصمغ العربى فى الترويج لها وبارك قيامها وزراء المعادن والزراعة والاستثمار ومستشار حمدوك للشراكات الدولية ، والسيد محمد الحسن التعايشي عضو مجلس السيادة ومن المنتظر ان تنظم ادارة شراكات القطاع الخاص بوزارة المالية اجتماعا تفاكريا حول قيامها برعاية وزراء القطاع الإقتصادي قريبا.

تعليقات
Loading...