مدخل…
د.زينب السعيد. الكاتبة والقانونية والإعلامية. استطاعت أن توفق بين القانون والإعلام في الكتابة الصحفية والإعداد والتقديم التلفزيوني.
روائية وقاصة…
نشرت لها رواية بنفسج في حديقة البارود..ومجموعة قصصية بإسم بنات شوارع..
لها تحت الطبع روايتان..احلام في بئر يوسف..
ورؤوس برسم التسعيرة..
زينب السعيد كانت ضيفة في صالون (المرايا) مجيبة على أسئلة رواد الصالون المتنوعة.
شكراً لهم وشكراً لها.
*هل كانت النشأة والطفولة في ربوع الجزيرة. وماهو أثر تلك النشأة في تشكيل شخصيتك خاصة موهبة كتابة الرواية واكتساب خيال واسع؟.*
أنا افتخر دائما وأقول انا بنت جزيرة ..أبي كان يحب قريتنا أبوفروع ريفي الحصاحيصا ولأني كنت احب أبي أكثر، كنت أذهب وابقى معه اكثر من اخوتي..مابين العاصمة والريف ( شهيد بينهم طيفي) …الطبيعة والطيبة والحب السري بين حسان القرية الخجولات وفرسانها ..حتماً شكلت وجداني الكتابي واول قصة كتبتها كانت هناك ورغم اني هنا إلا أنه بقانون النقاء لازلت هناك.
الجزيرة كلها خيرات ويكاب وعصيدة ومطمورة وكورة لبن عزة ونبل شقيش وسماحة لوبة وجاروف هي الجزيرة أرض المحنة.
*القانون جاف وصعب والإعلام إرهاق وبحث عن المعلومة والأدب الروائي شفيف رومانسي كيف استطعت أن تلجمي هذا الثالوث. وهل جاء أحدهم على حساب الآخر؟.*
القانون رغبة ومنهاج حياة ..منذ الصغر كنت مع اخوتي امثل دور القاضي..وحين نختلف كنت دائما الحكم…القانون هو اكتشاف العالم الحقيقي للبشر دون اقنعة ملساء وزائفة. سبر الدواخل وكشف معادن الناس..
الإعلام هواية رغم الرهق عالم مضئ وملئ بحراك انفعالي يتقاذفك من (صي لواحة)..
والكتابة حالة تأتيك لتفرغ ماتعلمته في القانون وماعايشتة في الاعلام..
اللجام صعب سيدتي إلا لفارسة عنيدة مثلي تعرف كيف تسوس مهرها..
*هل تجربة كتابة الرواية في زمن القراءة والكتابة العابرة خلقت بداخلك تحد وارادة ام كان ميلاد الرواية تمرحل في أزمان مختلفة وهل زينب المحامية لبست ثوب الناقد لتحاكم كتابتها ام لها مجلس شورى نقدي قوم معها التجربة؟.*
قبل أن أكتب الرواية فعلا هناك تمرحل للكتابة الأولى والقصة..الرواية تحتاج نفس طويل وقيادة للشخصيات والإمساك بكل خيوط الإدهاش حتى لايفقد القارئ ألق الكلمة ويرمي بالكتاب بعيداً، أحاكم نفسي بقسوة..ولي أصدقاء خلص اشورهم ويشورون علي واصحح عثراتي بنقدهم
*خضت تجربة الإعلام المرئي ماذا إضافت لك هذه التجربة؟.*
يالها من تجربة ثرة تعلمت منها الكثير ..وأضافت لي الكثير، وصادفت أساتذة كبار أمثال عمر الجزلي ويسرية محمد الحسن وعصام الصائغ تعلمت منهم دروس مجانية على الهواء الطلق..حتى المصور والمخرج تعلمت منهم بكل حب ..تجربة رائعة.
*هل عرضت عليك جهات خارجيه تحويل روايتك بنفسج في حديقة البارود لعمل درامي؟.*
قلت في لقاء تلفزيوني من قبل اننا لانجيد التسويق لبضاعتنا..ولا نحسن الترويج..مهما اتقنا الصناعة. وهذا ما ينقصنا. الترويج لما نملك.
*لاتوجد جرأة لدى المنتجين والدراميين والمخرجين السودانيين لتحويل كثير من النصوص إلى دراما هادفه حتى تسهم في نقل النصوص إلى تجسيد يسهل هضمه ما السبب؟.*
الروايات على قفا من يشيل فيها كل الدراما والفنتازيا المعاشة ومحض الخيال..لكننا نعيش في بلد تقتل الإبداع والمبدعين ونفتقر حقيقة لمنتجين وتمويل وشجاعة،
لذا ظل تاريخنا الدرامي فقير للغاية، رغم تطورها حتى في دول الخليج التي لاتزخر مثلنا بأدباء وكتاب…لكنه التراجع في كل شئ نحن نتراجع بالرغم من أن غيرنا يتقدمون.
*في لحظة المحاكمة النقدية القاسية إلى من تميل زينب هل للكاتبة ام الناقدة، ومتى يحتاج الكاتب للنقد؟.*
بالتأكيد أية تجربة تزيدك معرفيا وثقافياً، تعلمت مثلاً ..كيف بالإمكان أن تضحك للمشاهد وانت ترغب بالبكاء. ثم أني
أميل لزينب المتجردة التي تطمح نحو الأفضل..فلو ظننت نفسك انك وصلت فتأكد انك في حفرة عميقة..نحن لازلنا وسنظل نتعلم أبجديات الحرف ونفك أوابده.
*الإضافات الإعلامية فرضت عليك نوع من الراحة مع الضيف؟.*
طبعا اكييد…كنت اعد وانتج برنامجي بالتالي أستطيع أن أتخيل شخصية الضيف الذي يمكن أن أجد عنده ضالتي..وغالبأ معرفة أو من طرف اناس اعرفهم.
*بعيداً عن الإعلام هل أثر القانون على شخصيتك؟.*
مثلأ انا ام حازمة بقدر ما احب ابنائي..لكن هناك اشياء لا اتهاون فيها اطلاقآ..والقانون يمنحك تلك السمة حتى ولو لم تكن كذلك …بقدر ما انا بسيطة وسهلة لا أعقد الامور بقدر ما انا جادة آخذ الحياة بجدية لا أعرف السبهللية ولا الخط الوسط..
*الشريعة والقانون.كيف يتماشى الإسم مع من ينادون بفصل الدين عن الدولة؟.* الشريعة شرعت لتكون إطار لحياة المسلم لاينفك عنها..تحدد له دينه ودنياه ومعاملاته..القانون يرسم الحدود ويدخلها داخل الإطار وهذه هي الحياة الحقيقية بكل مافيها حتى السياسة وانظمة الحكم ..لأن القانون الإلهي مع البشري..ومادون ذلك هو محض خروج عن حدود الله لاتقبله النفس السوية..
*هل يمكن تفصيل القانون لأي مرحلة أو غرض دون الرجوع لمصادر التشريع والقوانين المشابهة في الدول الأخرى ذات الوضع السياسي المتشابه أو الحوكمة المشابهة؟.*
القانون منهاج ثابت يصلح للقيم والقواعد الكلية ولايفصل حسب المصالح ولا المراحل فهو يكتسب القوة من الرسوخ والثبات والديمومة..
ولكل دولة قوانينها الخاصة والدولية المشتركة..ولا يجب بحال أن يؤثر الوضع السياسي في تغيير أو تفصيل القوانين لتتماهي مع الحكومات والايدولوجيات..
ان كنا في دولة عدالة يجب أن تخضع السياسات للقوانين..وان كان هنالك بعض الاستثناءات.
*الشريعة الإسلامية هي منهاج المسلم ومصدر تشريعه ومنها نستمد قوانين الحياة والقانون هو مصدر تنظيم التشريع المستمد من مصادر متعددة؟.*
مايتوافق مع شريعة الإسلام من قوانين وضعية نعتمده ومايخالف الشريعة بالطبع نرفضه كمسلمين وللقانون مصادر عديدة يستمد منها. كالعرف وتقاليد المجتمع والعقيدة. والقانون بالطبع لا يلقي العمل بالشريعة بالنسبة لنا كمسلمين وهي منهاج متكامل صالح لكل زمان ومكان وليس بها مايشوبها من خلل لأنها قانون الخالق عز وجل ولكن قد يكون الخطأ خطأ تطبيق بشرى وهنا لاتقول غير صالحة بل نقل هناك قصور في الفهم و التطبيق..
*آخر انتاجك الأدبي؟.*
رواية أحلام في بئر يوسف، تتحدث عن الهجرة غير الشرعية، رؤوس برسم التسعيرة.
*في الختام*
أن كان زمني قد انقضي فإن وجودى بينكم كان له طعم مختلف. شكراً لكم.