مرايا برس
بالواضح… فتح الرحمن النحاس
حتى إن إفترضنا أن منزل الشيخ علي عثمان الذي تم إخلاءه أمس (بالقوة الجبرية) وإخراج أسرته إلى الشارع بلا رحمة وبلا مروءة وبلا رجولة، تم تشييده (بمال عام)، لماذا لم تضع (لجنة التنكيل) الأمر أمام منصة القضاء، قبل المبادرة بهذا (الأسلوب الهمجي) الذي أفضى لإذلال نساء وأطفال ورميهم في الشارع قبل أن يحزموا أمتعتهم وتملأ الأمهات (بزازات أطفالهن) بالحليب..؟! وقبل أن تفكر القوة العسكرية في تفتيش وتصوير حتى الأمتعة الخاصة بأهل الدار..؟!..من المؤكد أننا لا ننسى أن العدالة أصلاً في (إجازة إجبارية)، ولكنا كنا نرجو على الأقل ألا (تدين) لجنة التنكيل نفسها بنفسها بهذه الإدانة الصارخة و(تثبت) للرأي العام السوداني أنها في حل من إحترام القانون والعدالة، وأنها مهمومة فقط (بإشباع نهمها) للتشفي والكيد… وهل يا ترى هنالك (شطط) أكثر من هذا حتى تحاول اللجنة أن تنفيه عن تصرفاتها الحمقاء..؟! أم أننا اليوم على موعد مع شطط مستحدث مبرأ من (القبح) يكون حلالاً فقط لهذه اللجنة..؟!!
اللجنة تسقط في وحل (العار الفادح) الذي لم ولن نجد له مثيلاً في تأريخ القيم والأخلاق السودانية منذ وجود هذا الوطن في الدنيا وحتي اليوم، فهل يحق لنا أن نقول أن لجنة التنكيل رأت أن عملها يتيح لها أن تستهدي (بالتجربة الإسرائيلية) في التعامل مع الشعب الفلسطيني وهي تمارس (جرائم) هدم المنازل أوإخلاء سكانها بالقوة الجبرية..؟!.. إذاً لو كان صدام حسين حياً، لكان أطلق علي لجنة التنكيل أحد (صواريخ اسكود) كما أطلقها من قبل على تل أبيب، أو ربما تفاجئنا كتائب القسام (برشقات صاروخية) هدفها هذه المرة الخرطوم، فإسرائيل تبدو اليوم وكأنها وجدت لها (مرتعاً) في عاصمة (اللآت الثلاث)..!!
قد تحتاج لجنة التنكيل بكامل عضويتها أن تعيد فهم برنامجها المسمى (تفكيك التمكين) علها تعرف أن مصادرة الحقوق والتشفي والإعتقالات، لن تصل بهم لأي (نتائج حاسمة) طالما أن الإنسان المستهدف (سيحيا ويبقي) في وطنه رغم أنوفهم، وأن الأصول الثابتة هي التي (ترث البشر) وليس البشر هم من يرثها، فإن استطاعت لجنة التنكيل أن ترمي بكل الإسلاميين في (العراء) أوتعمل فيهم قتلاً وتنكيلاً، فسيأتي (الغد) العاجل أو الآجل ويسكن الخلف منهم في مساكن الذين سبقوهم وتكون خالصة لهم، وحينها يكون (انتصر الحق) أما الظالم فيكون في عالم الموت (معذباً) وفي الدنيا تلاحقه لعنات الناس ويدوس التأريخ علي ذكراه..!!
أكثر من ذلك فإن لجنة التنكيل، قد لاتكون أدركت بعد أنها تمثل الآن عند غالبية الشعب، (وصمة عار) في التغيير بعد أن حولت أمنيات الشعب بحياة أفضل لمجرد (أفعال عبثية) لن (تسترد) حقوقاً عامة تتوهم إستحواذ النظام السابق عليها، بل أن اللجنة في واقع الأمر تفتح الباب وتكرس (لإنحطاط) سياسي وأخلاقي في التعامل بين الخصوم في السياسة والفكر، و(ستتجرع) كأسه في زمن قادم…فالدنيا دوارة والأيام تتبدل وأنظمة الحكم لاتدوم…فهل يتعظ من يقودون هذه اللجنة المنبوذة..؟!
*حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم..*
*سنكتب ونكتب!!..