..
بذات ذاك السمت الساكن والملامح الصبورة ؛ رحل الاخ يوسف لبس ؛ مضى الى كريم لا يظلم عنده احد او يضام ؛ رجل إحتمل مرارة عداوة الاخوان ورفاق الطريق ؛ وضعوه في جب المرارات وعراكات المجايلة ؛ سجن بالاشتباه وبالاحكام القضائية وبإفتراضات النوايا ؛ ثم اطلق فكان مثل مانديلا يستضيف في مائدته حامل مفاتيح الزنزانة والمرشد عليه والمتطوع بالبيانات والشواهد ؛ تسامح وغفر ولزم اخر الصفوف لا يتخطى الرقاب الى منابر الانتصار للذات او عرض فريات البطولات ؛ لزم قناعاته في زمان تنصل عنها الذين كانوا يصلون المغرب في صف ويأتون الصبح بذات الوضوء وان نقضوه ؛ بالتخاذل ولبس الاقنعة ؛ مات يوسف لبس ؛ واخذ معه اماله وشهاداته ؛ لفها في طود عظيم من العفو الطليق ؛ ولعل الله اراد إكرامه فغمض عينيه في مواقيت التخاذل العام ؛ فمثله رجل لا يعيش في ظلال رزاز منابت الحلاقيم العريضة ؛ مضى (يوسف) ليترك لغيره حل شفرة قميص الخيانة هل قد من قبل ام دبر ؛ مضى يوسف لبس والله حسيبه ؛ ببر واعمال صالحات وجسارة ومظالم لا اعرف كيف ستغمض عنها أعين من حقدوا عليه ثم اكتشف الجميع ان يوسف كان صديقا ؛ وهم سماسرة ؛ بسالتهم حينها غبن عليه وجسارتهم لوحاتها صفراء . ما ان سقطت حتى انكروها . وخلف من بعدهم خلف علامة ملكهم قميص ممزق وشيخ بيوت الاعتقال مضى 12 عاما ؛ ولزم جانب الطريق حتى خرج عنه بحادث سير في هذا الاحد الغائم ..بالسخونة والرطوبة.
سيتلون على قبرك اليوم ايات الود والوفاء ؛ وتدمع اعينهم كأنهم لم يعلونك من قبل. هم انفسهم ذاتهم ! نحن سيدي صرنا حتى في اللطم ..ننافق!