ناجي فرح يكتب:سلام جوبا نيفاشا.. كلاكيت للمرة الثانية والنتيجة واحدة.

زاوية شوف أخرى

ما أشبه الليلة بالبارحة، كان يومها علي عثمان نائبا للرئيس، واليوم دقلو نائبا للرئيس، كان الحشد بالأمس في ضاحبة نيفاشا، واليوم يحتشدون في جوبا، والذي كان صاحب قضية بالأمس و قوبل بذات الزخم في نيفاشا يرعى أحداث اليوم بعدما اصبح بعد ذلك العرس رئيسا لا نائبا، وأصبح مكان هذا الحشد عاصمة لدولة جديدة وليدة خرجت من صلب ذلك العرس.

حاولت الفرح كما يفرحون، وتمنعت الأفراح علي، ولم اجد منه إلا ما في اسمي، و أتاني حديث الماضي، و ثور الطيب مصطفى الذي ذبحه فرحة بتلك المآلات، وهو أحد أطقم كابينة المفاوضات تلك.

ومازالت فرحتي تلك تقف في حلقي حيمنا وقع الفراق، وتأكد لي انهم، وأعني السابقون واللاحقون، ينفذون مخططات المستعمر الخفي، ويخدعوننا بشعارات السلام الجاذب، بدلا من السلام الكاذب، و عرس السودان بدلا من مأتم السودان.

أنها الاحزاب والتكتلات التي تتمشدق وتنادي بالحرية والديمقراطية والعدالة، وهي مجتمعة لا تعرف للعدالة طريقا، لا بين مكونها ولا مع ما سواها، ولا تمارس الديقراطية في أضابيرها، وليس فيهم من ينعم بها،   لا يملكون من الحرية أكثر منا يملكه شارع الحرية بقلب الخرطوم، وإن بدا لنا ذلك، لكنهم جميعهم سجناء لعدو خفي لا يعلم بعضهم إلا بعض وسطائه وهم يلفون سلاسل النقود حول السنتهم.

و في ذات الإطار تقع قحت، لكنها طالما رمت بها الاقدار، برغم ضعفها وهزالها،، ان تكون حاضنة سياسية، كان الأولى ان تنبري هي لهذه المفاوضات لأنها وبرغم تحفظنا، فهي التي جالست المجلس العسكري وفاوضته.

و كانت بذلك ستتمكن من إدخال بعض الروح للوثيقة الدستورية بأن يرتدي عريس اليوم  عباءة هذه الوثيقة بكل تفاصيلها، وينقذها هي والشعب والوثيقة من التعدي الواضح الصريح.

وكلنا نرى ان كل يوم يمر تقطع ورقة من هذه الوثيقة ويرمى بها في وجه هذه الحاضنة.

وفي كل يوم يدخل فيه طرفا للتفاوض يبدأ العد من جديد تسعة وثلاثون شهرا نصفها للعسكر ونصفها الآخر للمدنيين في رئاسة المجلس العسكري للفترة الانتقالية، ولن تأتي أبدا فرصة ان يتسلم المدنيون هذه الرئاسة.

هذه قضية شعب لا أفراد، فالأفراد هم من فتلوا خيوطها، و هاهم ينسجون تلك الخيوط حسب طلب ذلك العدو الخفي، و نعود نحن الى نفس الدائرة أو أشد إظلاما منها.

هناك ألف ثور كثور الطيب مصطفى سينحر ليس فرحة بما سيطول شعبنا من خير بل فرحة بانجاز مهمة لذلك السيد الخفي وامتلاء الحسابات البنكية بالدراهم.

والقصة أننا لم ننل إستقلالنا أسوة بغيرنا وإننا بتنا نطلق على المستعمرين المحاور مداراة لسوءات المفردة لنرتمي في احضانهم على عجل بدون استحياء أو خجل.

إستقلال السودان هو المطلوب الآن.

تعليقات
Loading...