آمنة الفضل تكتب: تحديات الكتابه النسوية في السودان.

من حسن حظ الكاتبة السودانية أنها ومنذ زمن بعيد وضعت لنفسها مكانة في مجال الكتابة المختلفة لا سيما الأدبية والتي سردت فيها معاناتها كسيدة نشأت في مجتمع يقوم على التمييز النوعي وتسود فيه السلطة الذكورية.
بدأ ذلك واضحا في رواية ” الفراغ العريض ” لرائدة الرواية السودانية “ملكة الدار محمد ” في خمسينيات القرن الماضي والتي تناولت المناخ القمعي على الأنثى في وصف تفاصيل البيت السوداني آنذاك بكافة زواياه وإنهماك المرأة طوال الوقت في الواجبات المنزلية وخدمة الرجل..
ثم إنتقلت بعد ذلك الكتابة النسوية من الدوران حول الهموم الذاتية إلى الطموح الفضفاض وكسر حاجز الرتابة في المجتمع التقليدي والتعبير الحر عن القضايا الفكرية والسياسية والإجتماعية بلا خوف لتصنع خطا دفاعيا لشخصيتها الإبداعية مابين الأدب القديم والحديث.. فكان لها دور في تطوير العمل الثقافي الأدبي و معالجة كثير من القضايا الإجتماعية في بلد يتسم بالتنوع الثقافي والتقاليد الاجتماعية، بجانب الحروب والفقر وحركة التنقل المستمرة من الريف إلى المدينة و التي أحدثت تغيرا ديموغرافيا منح الكاتبة السودانية الكثير من المعطيات لصناعة صورة ذهنية متكاملة في إنتاجها الأدبي الحديث … وكنت قد تناولت في رواية “بعض الذي دار بيننا” والتي نشرت في ” أبريل2018″ التحديات التي تواجه الكاتبة حتى تنتقل بالسرد الأدبي من مرحلة التفريغ النفسي الذاتي إلى رسالة إنسانية تأخذ بيد الآخرين إلى تحقيق السلام والاستقرار وممارسة كافة حقوقهم في الحياة..
و يظل ضعف الإنتشار ومحدودية النشر وقلة فرص الترجمة إلى لغات مختلفة بالإضافة إلى رقابة المجتمع التقليدي لأعمال الكاتبة السودانية من أهم التحديات التي تواجهها في تعريف العالم بشخصيتها الأدبية والتضامن مع قضاياها وهمومها وأحلامها..

تعليقات
Loading...