آمنة الفضل تكتب :لكل مرحلة أصدقاء.

الخرطوم :مرايا برس

في وقت ما.. كنت مؤمنة بأن الأصدقاء لا يمكن استبدالهم بآخرين.. كنت مؤمنة بأن الصداقة تأتي مرة واحدة في العمر كما الحب ، لكن أدركت مع تقدم العمر وتعدد المهن وإختلاف أوجه الحياة ، أن لكل عمر صديق ولكل وجه صديق، ولكل مرحلة صديق ، ولكل مناخ صديق، ربما نصل مرحلة من التصالح النفسي يجعلنا نصادق أي شي في الكون يشعرنا بوجودنا وليس بالضرورة أن يكون بشرا…
ربما حجر أو نبات ، حيوان ، أو كتاب أو ربما نوتة موسيقية أو طيف من عالم آخر، وان كان لابد من الصورة البشرية فيكفينا انعكاسنا في المرآة…
قابلت الكثير من الأصدقاء في طريقي بعضهم تلاشى من ذاكرتي مذ غادرنا مكان اللقاء وبعضهم صمد لبضع أيام والبعض الآخر مكث سنين عددا في ذاكرتي لكنه سقط أيضا بقصد أو دون ذلك، الصديق الذي يستحق أن نحتفظ به طويلا في الذاكرة عليه أن يجيد الاستماع إلينا دون ضجر، يشاركنا افراحنا وأحزاننا بكامل العاطفة، يحتوينا بكل الوفاء.
ليتنا نخطو إلى مابعد التوغل في ذاكرة الصداقة الهشة ، ليتنا نتحرر من عبودية الإلفة الخانقة، ليتنا نبحث عن صديق يشعرنا بأننا علامة فارقة في هذا الكون الشاسع.

تعليقات
Loading...