أبو المواهب أمين مكي يكتب :قصة ميري (٢-٢).

الخرطوم :مرايا برس

استمرت علاقة السلام و الوقوف لي لحظات معاها اسألها عن حالها و احوالها و كنت دائما بعرض عليها ان اساعدها اذا احتاجت شي و كانت ترفض بتهذيب و بترد بانها لسه بتقدر علي حاجاتها كلها و عرفت منها بانها عندها ولد وحيد وقع نفسو مع شلة من اصحاب السوء و اخر مرة شافتو او سمعت عنو كان قبل ١٥ سنة و حاولت ان تتواصل معاه فطلب منها انو ما تتصل بيه تاني و بعد داك اختفى من حياتها و هي قنعت منو .. و ما عندها اخوان ولا اخوات و عايشه براها من ما نزلت المعاش كممرضه ..
يومين ما شفتها اليوم داك جيت ماري بالشارع لقيته واقفه قدام البيت مع بتاع اكل دليفري و يدها مجبصة و مربوطه علي رقبتها و اليد التانية متكلة علي عصاية وقفت لمن بتاع الدلفري فات سألتها الحاصل شنو قالت وقعت من السلم كسرت يده و لوت رجلها قلت ليها كيف بتقدري تعملي حاجاتك قالت لي ما قادرة اعمل اي حاجة حتي الموية كملت مني بقيت اشرب من الماسورة و الاكل بطلبو دليفري قلت ليها خلاص قولي لي الحاجات الدايراها وانا بكتبها و بجيبها ليك و الاكل انا كل يوم بجيب ليك من اكلنا البنعملوا لروحنا استمريت كدا معاها لمدة اسبوعين اجيب ليها طلباته و اعمل ليها غداءها معانا و انضف ليها البيت كل يومين بعد داك قالت لي خلاص انا بقيت قادرة اقيف على رجلي و امشي السوبرماركت و اعمل حاجاتي ازدادت العلاقة و بقت تجينا في البيت و تسوق بتي معاها بيتها تراجع ليها بعض المواد .. لاحظت انو بتي لمن تكون معاها و تجي مواعيد صلاة المغرب بتستاذن منها بانه لازم تمشي البيت علشان تصلي لان وقت المغرب ضيق و بترجع ليها بعد داك يوم قالت ليها انتي صلي هنا انا بطلع ليك من الصالة وقت الصلاة بتي قالت ليها انا لازم اصلي في مصلاية و ما جبته معاي قالت ليها بتجيبيها من وين؟. بتي قالت ليها ابوي اشتراها من محل الحلال بعد كم يوم البت فاتت ليها لمن جاء وقت الصلاة قالت ليها ما تمشي البيت انا جبت ليك مصلاية ..
جابت المصلاية ليها دايره تطلع بتي قالت ليها مافي مشكلة انا ممكن اصلي و انتي قاعدة.. بتي حكت لي بعد ما رجعت منها انها سالتها بتحسي بي شنو لمن تصلي و بتقولي شنو قامت بتي حكت ليها بشكل عام بتعمل شنو و بتحس بي شنو طبعا سلمى عمرها ١٢ سنة و هي الحفظت زوجتي الخواجية القران و علمتها تصلي كيف و تسبح كيف ربنا يحفظها فلقت فرصتها في ميري حكت ليها انها بتحس بالطمانينة و السعادة لمن تصلي و تدعي الله انو يحفظها و يحفظ والديها و كل حاجة شاغلاها حتي كان اتخاصمت مع صاحباتها بتدعي الله يساعده و قالت ليها طوالي ربنا بساعدني
ميري اصبحت مهتمه بموضوع الصلاة و الطمانينة فقالت لسلمى علميني اصلي كيف و احفظ قرآن كيف فبقت سلمى تخلص درسها و تدي ميري درس لمن يوم ميري قالت ليها انا بقيت برضو بحس براحة شديده لمن اصلي بعد كم شهر قلت لسلمى كلميها مادام انها حست الاحساس دا بانها تسلم و انا ما حبيت اتدخل اصلو علشان سلمى تلقى الأجر بعد تلاته شهور سلمى جاتني و قالت لي ميري قالت دايره تسلم نعمل شنو قلت ليها خلاص انا بكلم ناس المسجد علشان يشهدوا لمن تتلقن الشهادة ففعلا دا الحصل ميري اسلمت و ما تمت اربعة اسابيع من اسلامها اتوفت بذبحة قلبية كان الم ما بعده الم لانها اصبحت جزء من الاسرة بكيت عليها زي ما بكيت على والدي له الرحمة كل ما اتذكرها دمعتي تجري شالتني من الناس و شالتني من عالمي و بعدتني عن كل شي .. بعد وفاتها باسبوع اتصل علي المحامي بتاعها قال لي ميري خلت ٥٠٠٠ الف يورو في وصيتها لسلمى و الفين يورو للمسجد كملت مكالمتي معه بكيت زي الطفل نسأل الله ان يرحمها و يغفر لها و يعظم مكانتها في الجنة و يجعلها مع اصحاب اليمين.
قال تعالي: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}صدق الله العظيم.

تعليقات
Loading...