أحمد كنونة يكتب : العطش في كرتالا والحكومة ولا على بالا والمنظمات في حالا.

ليس ببعيد : أحمد كنونة

لا شك أن منطقة كرتالا هى واحدة من أهم الوحدات الإدارية بمحلية هبيلا قلعة الإنتاج الزراعي بجنوب كردفان ويعرفها كل أهل السودان بإعتبارها من مناطق المخزون الإستراتيجي لمحصولي الذرة والسمسم لما بها من مشاريع زراعية واسعة للدولة والمستثمرين كبار المزارعين والأفراد من صغار المزارعين .
يبلغ عدد سكان كرتالا حوالي 20 ألف نسمة وبها ما يقارب 10 ألف رأس من الماشية بمعنى منطقة تداخل زراعي رعوي وتضم سكان المنطقة الأصليين والرحل والنازحين وكانت تعتبر من أهم محطات شارع الهوى الذى يربطها بالرهد والسميح والله كريم بالطريق القومي الأبيض الخرطوم حينها.
بالمنطقة حفير خالى من المياه نحو أكثر من شهر وواحد مرشح هو الآخر خالى من المياه تماماً لسنين كما بها ثلاث مضخات يدوية ومحطة مياه صغيرة بطلمبة غاطسة تعمل بالطاقة الشمسية في الفترة النهارية فقط .
لقد ضرب العطش الحاد المنطقة بسبب الحفير الوحيد المذكور والذي تعتمد عليه المنطقة بإنسانها وحيوانها ولم تجرى له عمليات الصيانة والتأهيل لأكثر من خمس سنوات وقد نضب وجف ماؤه منذ أكثر من شهر وظل إنسانها وحيوانها يعانيان من العطش وشح المياه طيلة شهر رمضان المعظم ويبيت الكبار والصغار في مصدر المياه للحصول على جركانة واحدة وهو صيام بالليل والنهار وليس ببعيد الشكوى التي جأر بها أهل كرتالا للجهات الحكومية والمنظمات الأممية والوطنية العاملة في مجال المياه ولا مجيب وظلوا ينتظرون رحمة السماء ويتسابقون للحصول على ماء المطر بصورة مقززة لشربه. ولقد ذكر بعضهم أن الأسرة بأكملها تركت أعمالها لتخرج من الصباح لتعود في المساء بعدد ثلاثة جركانة علماً بأن متوسط الأسرة يبلغ مابين خمسة إلى عشرة فرد وهذا مالا يكفي حاجتها للشرب والطبخ والنظافة وكلكم يعلم الإستخدام الزائد للمياه في رمضان بالإضافة إلى تسبب قلة المياه في نفوق عدد من المواشي .
لقد نادى أهل كرتالا كثيراً حكومة الولاية والمنظمات الأممية والوطنية العاملة في مجال المياه مطالبين بحل المشكلة التي أرقت مضاجعهم حتى بح صوتهم  العطش دون جدوى مما زاد الضغط على القرى المجاورة لها مثل الكدرو والكافير والرجول والدباتنة والتيتل والليونة وحتى أن الأهل ناشدوا الخيرين في داخل السودان وخارجه بالمساعدة في الحل . هي أربع مطالب عاجلة أطلقها مواطنى كرتالا إلى حين هطول الأمطار يمكن أن تسهم في الحل تمثلت في ضرورة توفير تانكر لنقل المياه من المناطق المجاورة خاصة وأن الولاية قد جلبت عدد من التناكر في الفترة الماضية ضمن مشروع السقيا وإعادة تأهيل وتحويل المضخات العاملة إلى محطة تعمل بالطاقة الشمسية وصيانة الحفير الذي يمثل المصدر الوحيد خلال هذه الفترة وأخيراً صيانة وتأهيل سد المرشح.
هذه هي المطالب والعطش في كرتالا والحكومة ولا على بالا والمنظمات في حالا دون أن يحرك أحدهم ساكن تجاه سكان المنطقة وتحية وتقدير للضابط المتقاعد عمران آدم عمران كرنقا على المعلومات ولأستاذنا الصحفي داؤود أبو كلام صاحب ( زاوية خضراء ) ولكل الأسرة والأهل بكرتالا والكافير والقرى المجاورة على صبرهم ومقاوتهم للعطش.
آملين أن تجد هذه القضية الحل العاجل من المسؤولين في الحكومة والمنظمات الأممية والوطنية والخيرين حتى تعود لهذه المنطقة حيويتها وتنهض من كبوتها وتسهم في عمليات الإنتاج وزيادة الإنتاجية عبر المحاصيل التي إشتهرت بها دعماً للإقتصاد السوداني.

تعليقات
Loading...