أحمد ميرغني معتوق يكتب:عسكرياااااااااااو

مقالات :مرايا برس

أن تجد نفسك امام عدة خيارات لتختار أفضلها فهذا مربك. إما أن تجد نفسك امام ثلاث خيارات لتختار أفضل السيئين فذاك مؤلم  لأنك حينها تكون قد تمرحلت من مرحلة الأمل والتفاؤل مرورا بمرحلة القبول بما هو امامك ثم أخيرا مرحلة انقاذ ما يمكن انقاذه.

   برغم اختلافي مع السيد الصادق المهدى في كل شيئ تقريباً ، الا أنني اجد نفسى أتفق معه في رؤيته للسيناريوهات المحتملة لمستقبل الوضع السياسي للبلاد اثناء الفترة الإنتقالية والتي تنحصر في ثلاثة احتمالات.

إستمرار الوضع الراهن

إنتخابات مبكرة

إنقلاب عسكري

سرقت الثورة وفشلت قحت بكل ما تحمل الكلمة من معنى. الأحزاب التى صرحت والثورة في اشدها بأنها لن تشارك في الفترة الانتقالية ، وستفسح المجال للكفاءات وللتقنوقراط ، تهافتت على المناصب والمحاصصات وقدمت الولاء على الكفاءة تماما كما فعلت الانقاذ وكان هذا تحديدا وراء ما اوصلنا الى ما نحن فيه. قدم الولاء على الكفاءه في تعيين الولاة والشيئ نفسه يفعله الولاة الان في تعيين الوزراء ومدراء عام الوزارات وهؤلاء سيفعلون الشيئ نفسه لمدراء الإدارات ومدراء المؤسسات لنحصل على جهاز تنفيذي في الولايات لا يختلف عن ما كان في زمن الإنقاذ إلا في تغير الوجوه . حكومة حمدوك فشلت في إدارة كل شيئ برغم السند الشعبى والعالمي الغير محدود. بالتالي إستمرار الوضع الراهن يعني إستمرار التدهور والتردي في كل شيئ وبالتالي فهذا الخيار هو الأسوأ على الاطلاق.

إنتخابات مبكرة تعني أحزاب وتعنى سياسيين. تعني ما حدث فى الديمقراطيات الثلاث والتى تنتهي اما  بتسليمهم السلطة للجيش بارادتهم او غض الطرف عن تحركات الجيش حتى يستلم السلطة لانهم حينها ( غلبهم البسوهو ) .

من يصنف حكومة الانقاذ بانها حكومة عسكرية فهو اما جاهل أو فاقد للبصيرة. حكومة الإنقاذ هي حكومة الجبهة الإسلامية والتي أصبحت فيما بعد حكومة المؤتمر الوطني. العسكر لم يكونوا الا واجهة وأداة وهذا ينطبق الى حد كبير على حكومة نميري.

الحكومة العسكرية الوحيدة التي حكمت السودان هي حكومة عبود. قام عبود فور توليه السلطة بحل الأحزاب ومنع العمل السياسي. عين كفاءات وتكنوقراط استطاعوا في ستة سنين إنجاز ما لم تنجزه الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان منذ الإستقلال والى يومنا هذا. نفس الشعب الذي حركته الأحزاب لإسقاط عبود عاد ليهتف وبعد فترة وجيزة ( ضيعناك وضعنا معاك يا عبود). نجحت حكومة عبود لأنها خلت من الأحزاب ومن السياسيين الذين هم أس البلاء.

الخيار الوحيد المتبقي هو خيار الحكومة العسكرية وهو أفضل الخيارات السيئة. ربط المشهد السياسي الحالي مع تقاطعات المصالح الدولية والإقليمية يبين أن المحور الذي يدعم العسكر ( محور السعودية ، مصر ، الامارات) ومن وراءهم أمريكا هو محور ضد الاسلاميين بمعنى أن أية حكومة  عسكرية قادمة نصيب الإسلاميين فيها كنصيب ابليس من الجنة ان لم تكن أشد فتكا بالكيزان من لجنة إزالة التمكين التي يترأسها العسكر نفسهم.

إنقلاب العسكر على قحت هو إنقلابهم على بقية الأحزاب ، وذلك يعني حكومة عسكرية بدون حاضنة سياسية. يعنى حكومة بلا أحزاب. يعنى حكومة تكنوقراط.  وهذا بالضبط البنحلم بيه يوماتي ونقولها بالفم المليان:

عسكريااااااو

تعليقات
Loading...