أميمة عبدالله تكتب:ولا حتى انت يا مريم.

الخرطوم:م مرايا برس

وجفا النوم ، عانده الجفن
والدنيا سكون
والسحاب يمر متفرقا
والسماء بلا قمر
وكأن الروح راحلة ابى مكانٍ آخر
غفا القلب بعيدا راح حيث الأيام الزاهيات
عندما كان نضرا بالحب المغامر
نابضا بالأحلام فتيا
محتفلاً بالحياة متفائلا بالصباح
مشتعلاً بالعشق السماوي ينتظر النجوم ليعلو معها
والحروف منه تشع كما المرجان
تشع كما مريم تماما
والكلمات تتدفق كما الحب
و الطرقات تغض الطرف عن أفعال رجل مجنون يسترق الأوقات
ليلتقي حبيبته ، يعد الدقائق ، والدقائق عنده حسابها يطول
أو ربما يسترق السمع علّه يعرف عنها شيئا
وليس كل الأخبار صحيحة
فكثير منها يُلتقط ثم يؤول وفقا للأهواء
والذاكرة مع القلب تسرح
تعود لأعوام عديدة مضت
ويالها من أعوام ، زاهية ومشرقة
زمانٌ كان !
انظري يا مريم الآن
كيف انك قد مضيت دون أن تترك خبراً
و كيف أن الأيام دول
وكيف أن الحال يتبدل
وكيف أن المواسم تمضي وتعود في كل عام
في كل عام و كأن شيئا لم يحدث
و كيف أن الأزهار تذبل و تذهب رائحتها كأن لم تكن يوما تجذب الفراش أوتصنع العسل
كذلك الحضارات و الممالك والحكومات والدول والبيوت والناس والدروب و خرائط الحدود
يتغير الحكام و مع كل حاكم جديد كراسي وأناسّ جدد
انظري الآن كيف أن العمر يخبو ثم يخبو ثم يصبح أكثر بعدا ثم ينطفئ
إنني الآن أنطفئ بعيدا عنكِ
ثم يأتي أناس آخرون وآخرين بعد أن نمضي
وتظل المواسم هي ذاتها رغم شيخوخة الأرض
انظري إلى الطرقات لقد تبعثرت وصارت أكثر وحشة و كآبة
ما الداعي لكل هذه الذكريات الآن وقد مضت عليها عشرات السنوات
انظري يا مريم
كيف أن السنوات تغير الحياة
وأن الحياة ذاتها تغير القلوب
و أن القلب الذي كان يتقلب على مشاعر الخوف والفزع والحب والكراهية والشوق والحنين والنفور والركض خلف المغامرة
لم يعد يشعر الآن بشئ
أصبح الفرح عنده سيان مع الحزن ، والإبتسامة دون بريق والعيون دون آلق
مطلقا لا يشعر بشئ
ولا حتى أنتِ يا مريم

مارس ٢٠٢١م

تعليقات
Loading...