أميمة عبدالله تكتب :الشرق وحكاياته.

الخرطوم :مرايا برس

الشرق ليس مدينتي بورتسودان وكسلا ولا جمال الميناء ليلا
ولا انواره الملونة المنعكسة على سطح البحر
و لا الجلوس لإحتساء القهوة تحت أضواء فندق هيلتون
ولا نظافة بعض شوارع مدينة بورتسودان المسفلتة
الشرق قصص وحكايات تشبه الغربان في سوادها
الشرق قفر وثغر عطشان و تمر تحمله المدينة زينة دون أن تتذوقه
الشرق فقر و تأخر كرامة ونقص حياة
الشرق حياة بلا نساء
والنساء هن الحياة
الشرق قيود متينة تحد من حركتها
لا صوت لها و لا حق و لا تعليم و لا شئ تتطلع إليه
المجتمع رجال ونساء ، فتيان و فتيات ، شباب وشابات
المجتمعات لا تنهض بالرجال وحدهم
المجتمعات تتقدم و يتغير حالها بالرجال والنساء على السواء
لماذا لا يثور القادة إلا في المناصب السياسية
والمخاصصات الحزبية والمقاعد الوزارية
لماذا لا يثور القادة من أجل نقص مدارس ومراكز الصحية و قلة طرقات
لماذا لا يثورون من اجل كرامة الإنسان
وتوفير الحياة ومتطلباتها الأساسية
لماذا لا يعتكف القادة الولائيين وحكام الولايات في الدواوين الحكومية في العاصمة من أجل أن ينشأ طريق أو لإقامة مشروع زراعي يستوعب الف شاب أو من أجل بناء قرى و مراكز صحية
او مراكز مجتمعية من أجل محو امية النساء أو مراكز تدريب
المرأة في الشرق لا حياة لها
لماذا نتجاهل قضايانا الحقيقية وندفن رؤوسنا في رمال السياسة قاتلها الله
هل الفترة الانتقالية
توزيع مناصب السيادي ومجلس الوزراء
هل اهتمام الحكومة بدولتها يعني فقط ترضية وزارية أو تعين أحد وجهائها ممن يحتمون بالقبيلة
لماذا ضمير القادة غائب
أم أنهم عميان بصيرة
وقلة احساس بالوطن
وحال المرأة في الشرق دفنها كما العصور الجاهلية
تكبلها تقاليد تعود إلى العصور المظلمة
حتى حقها في إعلان موتها ممنوع
اما مشاركتها في صناعة الأحداث فذاك حلم مشتهى
وما الشرق رغم الميناء و حركة التجارة والأموال المتدفقة ؟
الشرق قرى منتشرة على طول الطريق وبيوت من طين و قش وخيام بين هيا وسواكن وسنكات وحتى الوصول إلى مدينة بورتسودان
قرى ظلها هجير و أكلها جوع وشرابها قهوة
الشرق يخلو من مناطق ترفيه للشباب مع انه يجاور البحر والأصداف والبواخر العامرة
وما شباب الشرق إلا الفراغ العريض والبطالة وقلة الحيلة والعمل في المقاهي وتحضير القهوة
وقديما مدن المؤاني هي الأكثر حضارة و بهجة حياة وحركة تجارة
مدن لا تهدأ من كثرة العابرين كما محطات القطارات العامرة بالمسافرين
الشرف قهر المراة مع انها كان من الممكن أن يكون لها مائة مهنة ومهارة
الشرق كرامة منقوصة
حد أن الرجل يستحي أن يخبر بوفاة أمة أو شقيقته ، كيف تسير الحياة عندهم ؟؟
و دنياهم مكشوفة للشمس والرقراق وفوق الرمال و تحت قبضة الرياح ، فضاء ممتد و سموم لافحة و بشرة يكسوها السواد
نساء عشن وأنطفأن في الهجير ، انتشار كثيف للجهل والأمراض ، خاصة أمراض الجوع ، أي مجتمع فقير يجب أن يكون دعم المرأة هو الحل لأنها تمثل الرافد الاقتصادي لمجتمعها ، مهم أن تتعلم المرأة ذلك حقها الذي منحها له ديننا
والمرأة رفع الاسلام قدرها و جعل نصف ديننا مأخؤذا عن الحميرا كما قال رسول الله خذوا نصف دينكم من هذه الحميرا ، يقصد عائشة.
في تعليم المرأة استقرارها و استقرار بيتها ومجتمعها ، الفقر يقلل من قدرتها ويضعف مشاركتها في المجتمع ويؤذيها ، لابد من فتح المجتمعات المغلقة علي الجهل والتخلف وتبصير النساء وتعليمهن مهارات الحياة والمهن الصغيرة التي تساعدها على فتح عقلها وقلبها
يجب أن تبذل الحكومة جهودا اضافية لإصلاح حال المجتمع ، فلا يعقل أن تعيش عرضة للفقر و الجهل والامراض والشرق أصلا يعد من أفقر وأقل المناطق نمواً حيث تعاني الكثير من الأسر الفقر المزمن
البؤس يجعل الملامح ضامرة مكتئبة والقامة نحيفة و الحياة شاقة ، وقسوة الطبيعة تحول الأوقات إلى سلسلة متصلة من التعب والجهد
تنهزم المجتمعات عندما تتحول أساسيات الحياة إلى أحلام صعبة التحقق ، وأن تتمنى الفتيات الصغيرات المدرسة والقلم والكتاب ،
حقهن
ومع ذلك يكون عصيا على المنال
ظلت الاقلام تكتب منذ عهد الحكومة السابق أن الشرق لابد له من انفتاح ومدارس وثورة وعى و الحد من الفقر فيه
الصغار هناك يحتاجون إلى اللقمة والشبع
والمرأة تحتاج التدريب والصحة ومعرفة كيف تدار الحياة
والأرض تحتاج أن تعمر
والشباب يحتاج إلى العمل والمشاريع
نستحي من الدول الأخرى أن نملك ساحلاً كما ساحل البحر الأحمر ونعيش الفقر والجوع
الشرق لا يدرك ب لقاء قادة المجتمع وحدهم ولا بالمؤتمرات و لا الترضيات السياسية ولا المناصب الدستورية
ولا بالمساندة القبلية
الشرق يدرك بالوعي و بناء انسانه
بناءاً حقيقا ومعرفة قيمة ما يملكون
والناس هم القوة والثروة وليس المال.
لا مشكلة في السقوط يا بلادنا فقط سقطنا عميقا
المشكلة في ضعف المقدرة على النهوض مجددا و عجز التفكير وقلة إنتاج الحلول وإهدار فرص السلام الحقيقي.

تعليقات
Loading...