أمينة الفضل تكتب: التصريحات الهوائية لن تجدي نفعاً يا مناوي.

دعوة السيد اركو مناوي للحكومة الإنتقالية بالإسراع بدفع مستحقات السلام المقررة لدارفور وفقاً لإتفاق جوبا للسلام الذي تم توقيعه نهايات العام الماضي يجعلنا نتساءل عما انجزه السيد مناوي منذ أن تم تعيينه حاكماً لدارفور في تخط واضح لخمس من الولاة يقومون على الحكم بدارفور ودون استشارة أو حتى إنتظارا للإنتخابات التي سيقول فيها الشعب كلمته ويختار من يحكمه.
ما فعله السيد مناوي هو أنه ادخل قواته الخرطوم عنوة واحتل منطقة مكث فيها وبدأ في استقبال الوفود وكتابة التغريدات، هذا قبل التعيين أما بعد أن اطمأن إلى استحواذ لمنصب حاكم إقليم ممتد فقد حزم حقائبه في رحلات مكوكية حول العالم، ولم ينسى الإطمئنان على أسرته المقيمة بإحدى الدول الأوروبية ثم ختمها بحضور مؤتمر باريس.
وبدلاً من زيارة الإقليم الذي عين عليه حاكماً والاطمئنان على المواطنين الذين مات جلهم بالحروب الأهلية والمشاكل القبلية والأمراض المتوطنة نتيجة إنعدام الأمن والدواء، إذا به يطالب بمستحقات تبلغ أكثر من ٧٠٠مليون دولار، في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة لقروض وتمويل وإنهاء ديون، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص في الغذاء والدواء والوقود ويموت مواطنها أمام بوابات المستشفيات.
ولم ينسى أن يطالب ب٤٠٪ من موارد دارفور تسلم له فورا وتكوين القوات المشتركة وفقاً لإتفاق جوبا للسلام، هذا قبل أن يؤدي القسم حاكماً فعلياً للإقليم.
إذا كانت هذه النظرة الأحادية للأمور مسيطرة على من يسمون أنفسهم قادة وحكام فعلى الدنيا السلام ولن تقوم للبلاد قائمة.
السيد مناوي هذا وقع سلاما مع النظام السابق نال بموجبه منصبين ضخمين هما مساعد رئيس الجمهورية ورئيس السلطة الإنتقالية بدارفور فماذا أنجز، المحصلة كانت صفرا كبيرا ولما فشل بالوفاء بمستحقات مناصبه غادر مخاصما ولائما ليعود مرة أخرى وبثوب جديد لكنه هذه المرة أكثر جراءة وتغريدا وتصريحا.
نصيحتي لمناوي أن تمهل فليس هناك ما يمكن أن تناله من حكومة لا تستطيع الإيفاء بأبسط متطلبات الحياة لمواطنيها ، وإن كان ثمة مساعدة لأهل دارفور فعليك برأب الصدع وتوحيد الكلمة وعدم تقديم مجموعة وتهميش مجموعة أخرى. أعمل على تبرئة الجراح بالكلمة اللينة وجمع الصف وبناء دارفور والحرص على مواردها من التهريب للدول المجاورة، أما الجلوس في الخرطوم والتصريحات الهوائية والشو الإعلامي فلن تجدي نفعاً لبطون جائعة ونفوس حزينة واواصر متقطعة.
مكانك هناك وسط اهلك لتصنع لهم واقعاً أفضل وإلا فلن يكون الحاضر بأفضل من المستقبل.. وعندها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب.

تعليقات
Loading...