أمينة الفضل تكتب :الحقوا ما تبقى من السودان

الخرطوم :مرايا برس

الخرطوم :مرايا برس 

مرايا…أمينة الفضل 

استبشرنا خيرا بنداء السودان والتئام شمل السودانيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم في قاعة الصداقة ملبين نداء الشيخ الطيب الجد، ليضعوا جميعاً حلولاً ناجعة تخرج السودان من القمقم الذي وضع فيه ممن لا يجيدون العمل السياسي ولا التنفيذي انما بدأو تجاربهم في الشعب السوداني دون خبرة تؤهلهم لشغل المناصب التي كانت أكبر مقاساً منهم، فسقطوا في اول امتحان للعمل التنفيذي والسياسي، وظهرت حقيقتهم البائسة، وبعد ان أوردوا السودان موارد الهلاك والقوه في جب البؤس والعوز، عاد بعضهم من حيث أتى بعد ان جعلوا من السودان بلدا مشوها لا ينافس غيره من البلدان التي تقدمت بفضل ابنائها.
واني لاعجب والله من عدم حيائهم ومطالبة بعضهم بالحكم المدني حتى يعود مرة اخرى لشغل المناصب الدستورية التي لم يفعلوا تجاهها شيئاً يذكر ، لكن اعتقد ان الشعب السوداني قد وعى الدرس جيدا ولن يترك لاؤلائك المخربون فرصة مرة اخرى لهلاك السودان، يكفي الآن ما يعانيه في ظل الوضع الراهن. 
الأمر الآخر تلك الإتفاقية الظالمة (إتفاقية جوبا) التي لم تراع للتوزيع الجغرافي ولا للتعداد السكاني في بعض الولايات ولا للظلم الواقع على بعض الولايات المنتجة، فأخذت تلك الإتفاقية كل خيرات السودان والقتها في يد الحركات المسلحة والتي كان من المفترض ان تضع سلاحها جانباً وتنخرط في البناء والتعمير، بعد انتفاء السبب وقيام ثورة ديسمبر التي اطاحت بالحكومة التي كانت تقاتل ضدها لكنها تشبت باتفاقية مجحفة جففوا بها جيوب الشعب السوداني عبر وزير المالية الذي تخصص في افقار الشعب السوداني دون أن يجد من ينصحه أو يشير عليه أو يحاسبه.
ما هكذا تورد الإبل يا جبريل ويا حركات مسلحة، أليس هذا بلدكم فكيف إذن تعمدون لتدميره بتلك السياسات الفاشلة وذلك الإصرار على تنفيذ بنود اتفاقية تعلمون جيداً أنها مجحفة وظالمة.
عليكم أن تخلعوا تلك الأقنعة وتنخرطوا في بناء السودان مع بقية الشعب بالتساوي فلا شئ يميزكم عن بقية الشعب سوى حمل السلاح، عليكم أن تكونوا حركات منتجة عاملة مفيدة وليس حركات مسلحة. على الجميع أن يثوبوا لرشدهم وأن يعلموا ان هذه البلاد تسعنا جميعا ويجب أن نتركها مزدهرة ومتطورة لأبنائنا من بعدنا. الحقوا ما تبقى من السودان قبل أن يندثر للأبد.

تعليقات
Loading...