أمينة الفضل تكتب :المصير المجهول للمعتقلين السياسيين.

الخرطوم :مرايا برس

كتبت قبل الآن أن قيادات الحكومة السابقة الموجودين الآن في السجن يواجهون مصيرا مجهولا بسبب تعنت الحكومة وعدم الإسراع في المحاكمات وكأنما الأمر مقصود بالإهمال التام حتى يموت كل المساجين من قيادات حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وتخلو الساحة السياسية منهم ومن ثم تفعل الحكومة الانتقالية ما تشاء في بلد فقد مقومات استقراره وتنميته وعدالته. البعض لم يعجبه ما قلت فرموني بدائهم وانسلوا، لكن الدليل وضح الآن من خلال مطالبة بعض المحكومين بالإسراع بمحاكمتهم والبعض الآخر كمولانا أحمد هارون فضل المحكمة الجنائية على محاكم البلاد لعدم اطمئنانه لإجراء محاكمات عادلة في ظل حكومة انتقالية همها الإنتقام والتشفي ممن كانو يمسكون بمقاليد الحكم قبلها. لن يكون مولانا أحمد هارون الوحيد ولا الأخير الذي يطالب بمحاكمة عادلة ويبحث عنها خارج حدود الوطن فربما سار على دربه بعض المسجونين الآخرين الأمر الذي سيربك حسابات الحكومة ويوقعها في مربع الكذب والخداع مما سيؤثر على علاقاتها الخارجية ومستوى الأمانة والأمان في السودان،وربما الإتهام بعدم نزاهة القضاء السوداني الذي عرف بنزاهته على مر التاريخ.
القائد القدوة لا يلهث خلف التشفي والانتقام لنفسه بل يعمل على تحري الدقة والصدق والعدالة. ولأن حكومتنا حكومة شراكات ومحاصصات وكل حزب يريد لنفسه وعضويته أكبر قدر من كعكة الحكومة فإن ممارسة العدالة في محاكمة مسجوني الرأي الذين يقبعون داخل السجون دون محاكمات غير واردة في الوقت الحالي في اجندتهم.
فالصراع بين مكونات الحكومة ومحاولة الانتصار الذاتي لا تتيح فرصة حتى للنظر في القضايا والبلاغات المرفوعة ضد هؤلاء المساجين السياسيين الذين فقدوا ابسط مقومات الحياة الكريمة داخل معتقلات سيئة البيئة وتنعدم فيها الرعاية الصحية ونهاية المكوث فيها معروفة.
نطالب بمحاكمات عادلة للمعتقلين قبل أن تدور الدوائر.

تعليقات
Loading...