أمينة الفضل تكتب :من قلب الحدث مع خطاب عوض السيد.

الخرطوم :مرايا برس

بالأمس ذهبت لمنطقة الإعتصام جوار القصر الجمهوري حتى اقطع الشك باليقين وأرى بعيني.
منذ أن ولجت منطقة التفتيش وأنا اعبر خلال الخيم المتراصة والمعتصمين الذين توزعو بين البرامج المصاحبة من مخاطبات وانشاد ومدح وأغاني وحماسة وفنون شعبية معظم قبائل السودان كان لها ممثلون، الإدارات الأهلية، النظارات والعمد، المرأة والشباب، المفصولون تعسفيا، مصابو الثورة، البائعون المتجولون.
كل السحنات والألوان واللهجات والثقافات كانت في محيط القصر.
تحدثت مع بعضهم سألت البائعين البسطاء الذين يبيعون الحلويات والفول والتسالي وغيرها عن بضاعتهم وعن بيعهم سألت المفصولين وقضيتهم سألت بعض العمد والنظار، سألت النساء والأطفال استمعت للمتحديثن ولمن يخاطبون المعتصمين رأيت الباصات والعربات تأتي للمشاركة من كل الولايات ، سألت المصابين عن مطالبهم تحدثوا معي عن أحلامهم حينما اندلعت الثورة وعن الآن بعد عامين من الثورة استوقفني مشهد أحد المصابين، كان يحمل علم السودان ممزق ومتسخ سألته لما تحمل هذا العلم بهذه الصورة اجابني هذا حال البلد اليوم وغداً سينصلح الحال.
رغم الحزن الذي يخفيه بين عينيه إلا أنه يتحدث بثقة وحب لهذا البلد تلتمع عيناه ثقة بأن القادم أجمل.
سألته من انت وما حكايتك. أجابني قائلاً :أنا الخطاب عوض السيد من مصابي ٨ رمضان ثورة ديسمبر. انا مصاب وراقد قريب سنتين ماف زول سأل عني أو زارني، ولمن قمت لقيت ثورتي الطلعت عشانها سرقوها. بعد اتعافيت شوية، اتصل علي الثوار المصابين بأن لديهم اعتصام في لجنة التمكين طوالي مشيت عليهم وقعدت اسبوع في لجنة التمكين
اتحركنا مجلس الوزراء صبيناها اسبوعين، سمعت بتحرك الموكب ثوار أحرار حنكمل المشوار يبقى هدفنا واحد، ثورة ديسمبر المجيدة حقتي، الحصة وطن ياها حقتي ومن مجلس الوزراء وصلت إعتصام القصر ولي تلاتة يوم وصابيها وما اتحركت خالص من مكاني نهار ليل، شمس سخانة انا في مكاني دا.
عايزين سودان جديد وطن موحد معافى. كلنا سودانيين وانا طلعت زمان عشان التغيير وهسة عشان التغيير خليت أولادي في البيت ولي تلاتة يوم انا هنا. دي بلدنا يا أستاذة.
الخطاب شاب متزوج ولديه أسرة، كريم يوزع على المارين التمر تعلو وجهه ابتسامة صادقة لا تفارق وجهه.
طلبت منه صورة ضحك واجابني ايوة اتصوري معاي عشان تشتري!.
خطاب عوض السيد مثل كل الشباب كان يحلم بالتغيير، ووطن يسع الجميع ورغم ذلك هو يكافح ليربي أجيال ينتظرها مستقبل آمن إن شاء الله اذا توافق حكامنا وقادتنا واحتكموا لصوت الحق لتجنيب البلاد والعباد الفتن والحروب. يكفي ما حدث للسودان منذ الاستقلال وإلى الآن.
وطن واحد وشعب واحد في ظل قيادة مسؤولة لأننا نستحق الأفضل.
لأجل خطاب واخوته عمرو السودان بدلا عن الخراب.

تعليقات
Loading...