أمينة الفضل تكتب :هل يعود راشد واخوته لحضن الحركة الإسلامية مجدداً.؟.

الخرطوم :مرايا برس

ليس سراً ولا أمرا خارقا للعادة أن يختار أحدنا إنتماء لفكرة يؤمن بها ويحاول جاهدا أن يظل على العهد.
هذا الأمر لا يخص الإسلاميون فقط إنما كل شخص انتمى لحزب أو كيان أو مجموعة، وبحسب قوة اندفاع الشخص في الإنضمام للكيان المعين وصدقه واخلاصه في العمل ومحاولة تطبيق الفكرة التي آمن بها على أرض الواقع تكون خيبته كبيره وكرهه أكبر حينما يواجه بحقيقة أن هؤلاء أناس مثله وليس ملائكة، ولذا هم يخطئون ويصيبون وجل من لا يخطأ.
لا أود الخوض كثيرا حول الذين آمنوا بفكرة وانتموا لكيان لكنهم غادروه بمثلما دخلوا وآخرين شاهدوا سلوكا لم يعجبهم أو سمعوا كلمة نابية أو أي فعل من أي شخص آخر منتم مثلهم، لم يصبروا وآثرو المغادرة استنكارا.
هذا حقهم وهذه حريتهم وليس الحزب أو الكيان أو المجموعة تتسم بالقداسة حتى لا تنتقد أو يعتبر من غادرها كأنما ارتكب جرما لا يغتفر.
اما فيما يخصني فإن انتمائي لا يهم أحدا سواي وإيماني بفكرة ومبدأ لا يقلل من شأني، وفي ذات الوقت لن يرفعني درجة فوق العالمين.
كنت وما زلت اردد أن سلوك بعض الأفراد وأخطائهم لا تعمم على الكل حتى لا نقع في دائرة الظلم والغيبة، وسلوك كل شخص مسؤوليته هو وليس سواه.
ولذا فإن أكبر صدمة جعلتنا نفقد البوصلة كانت المفاصلة التي قسمت الإسلاميين وابعدتهم عن بعضهم البعض ورغم أن التواصل الإجتماعي لم ينقطع بصورة كبيرة إلا أن مجرد فكرة أن الوحدة التي جمعت الكل قد انفصلت وتشظت كانت فوق طاقة البعض الذين لم يحتملو ذلك وبالطبع هؤلاء هم الأكثر
صدقاً وأرق جانباً.
كثيرون خرجوا وخسرتهم الحركة الإسلامية، وكثيرون كانوا من الشجاعة بحيث أنهم صرحوا بذلك الخروج والابتعاد.
عن نفسي ما كنت أرغب أن تخسر الحركة جزءاً من عضويتها وهم كثر، أن تفرط الحركة في مثل راشد عبدالقادر وخالد التجاني وحمدي خليل والعيدورس والكودة ومجموعة السائحون ومجموعة شباب الإحياء والتجديد ،وغيرهم كثيرون ممن لا تتسع المساحة لذكرهم، ومثل هؤلاء الأخوة هنالك اخوات أيضاً آثرن الإبتعاد والمشي بجوار الحائط حرصاً وهن كثر. فهل يعود كل هؤلاء الذين خرجوا من جلباب الحركة الإسلامية لحضنها مرة أخرى؟.
إن كان ثمة كلمة أخيرة فهي أن تتم إعادة صياغة ووضع أسس وشورى حقيقية لا صورية أمام أضواء الفلاشات.
على الحركة أن تراجع نفسها وأن تتخلى عن ربط المؤتمر الوطني بخاصرتها حتى لا يعيق تقدمها. على قيادات الحركة الإسلامية مراجعة الكثير وتطهير تجربتهم من الغث والزبد.
وعليهم إعادة من خرج منهم إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
ولنا عودة.

تعليقات
Loading...