أمين مجلس الطفولة :اللبن الفاسد وراء حالات الأنيميا وسوء التغذية للأطفال (١-٢)

الخرطوم :مرايا برس

-نحن في مجلس الطفولة نهتم بكل الأطفال في أية بقعة بالسودان. 

-وقعنا عدد من المذكرات مع الجامعات لمصلحة الأطفال. 

المجلس القومي للطفولة يهتم بشريحة الأطفال ويعمل المجلس كجهة حكومية مهمتها احكام التنسيق الإجتماعي والثقافي والصحي، ويعمل على تفعيل المسؤولية المجتمعية حتى يتشارك المجتمع مع الدولة في الإهتمام بهذه الفئة. صحيفة (مرايا برس) جلست مع الدكتور عبدالقادر أبوه الأمين العام للمجلس لمزيد من التوضيح وإلقاء الضوء على مهمة المجلس.

حوار :أمينة الفضل 

– مجلس الطفولة المهام والادوار؟
يقول الله تعالى (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون). والإحسان كلمة تشمل البر لكل ما هو ضعيف، أو قوي ولذلك كتب المولى عز وجل على نفسه هذا الإحسان، انا أرى مجلس الطفولة على المستوى الرأسي، فإن رئيس الحكومة أو رئيس الوزراء هو الرئيس المباشر، والوزراء هم أعضاء في هذا المجلس، الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة هو عضو ومقرر لهذا المجلس، وعلى المستوى الأفقي وزير التنمية الإجتماعية هو المشرف ادارياً على هذا المجلس ومتابعة خططه ومرجعياته، وتقاريره العامة الوطنية والإقليمية.
– كيف يتم تعيين أمين المجلس؟.
يعين الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة من مجلس الوزراء بتزكية أو اقتراحات موجهة من وزير التنمية الإجتماعية لأنه هو جهة الاختصاص. ونحن نسمي المجلس جهة حكومية مهمتها احكام التنسيق الإجتماعي والثقافي والصحي على مستوى منظمات المجتمع المدني الوطنية والدولية وله قانون خاص به، يعتبر هيئة لها قانون (٢٠٠٨م).
– هل تم تغيير القانون وما هي الفلسفة التي يقوم عليها المجلس؟.
نحن بصدد تجديد هذا القانون لعام ٢٠٢٢م.
وللمجلس قانون الطفل ٢٠١٠م، وهنالك القانون الجنائي قانون العدالة الجنائية للأطفال، فالمجلس بقوانينه وهيئته هذه لايمان دولة السودان بالأطفال كشريحة هشة محتاجة لتقديم خدمات اساسية في مجال التعليم، الصحة وترقية المعيشة، هذه هي الفلسفة التي يقوم عليها المجلس القومي للطفولة، وعليه ان يتابع أي طفل في أية بقعة من بقاع السودان، ويرفع عنه تقرير. ولذلك يجب أن يكون المجلس مؤهل من الناحية العلمية والمهنية واقصد بها كل العلماء والباحثين والمهتمين بمجال الطفل.
الطفل في البلاد المتقدمة يوضع له صندوق يسمى صندوق الطفل يرعى من المجتمع، ومفعلين المسؤولية المجتمعية، وعلينا نحن كذلك ان نفعل المسؤولية المجتمعية، نسدد ونقارب.
– هل لديكم إهتمام بشريحة معينة أم كل الأطفال؟.
نحن كجهة مسؤولة نهتم بالطفل من لحظة ولادته، يكون تحت مظلة مجلس الطفولة بغض النظر عن شرائحهم ومستوياتهم المادية وفقاً لقانون المجلس اهتماماً وثقافة وصحة، المستشفيات الخاصة بهم هل هي مؤهلة وهل بيئتها صالحة ام لا، وهل الجهاز التنفيذي اهتم بهذا الأمر ام لا. والأمراض سواء كانت دائمة ام موسمية أم مستوطنة، فالمجلس عليه إعداد التقارير حول كل ما يتعلق بالطفل صحته وتعليمه ورفعها للجهات المحلية والدولية ذات الصلة.
نحن نهتم حتى بطلاب الخلاوي، والذين قد تغض الدولة عنهم الطرف وتسلمهم لجهات لتحفيظ القرآن، نحن مع تعزيز العقيدة لدى الطفل لكن يجب أن يأخذ الطفل حقه في التعليم ليكون طبيباً أو مهندساً أو معلماً مع حفظه للقرآن، هذا حق أساسي.
نحن ننادي بالاهتمام بطلاب الخلاوي وأن تتبع هذه الخلاوي لوزارة التربية والتعليم مباشرة، حتى ترعى حقوق الأطفال، والذين يعتبر ٨٠٪ منهم تحت خط الفقر، ونحن كمجلس مسؤولين عن أي طفل في هذه البلاد كما اسلفت سابقاً.
– هل هناك تقاطعات بين المجلس وبعض الجهات؟.
بالتأكيد هناك تقاطعات بين المجلس والجهات ذات الصلة، مثل وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم مع وزارة العمل ووزارة الاوقاف، وعملنا تنسيقي في إطار بناء مؤسسي قوي، نريد أن نكون رؤية مستقبلية للأطفال الذين هم في أشد الحاجة والمعاناة، نريد اضفاء مسؤولية مجتمعية على كل مواطن، باستصحاب مسؤولية الأطفال،
نحن مؤسسة تنسق الجهود الرسمية وغير الرسمية فيما يختص بالطفل.
– هل هنالك تعارض بينكم ووزارة الرعاية الإجتماعية ام عملكم تكاملي؟.
عملنا تكاملي بالدرجة الأولى و اشرافي بالدرجة الثانية، والمجلس هو وحدة من وحدات وزارة التنمية الإجتماعية ولكن لها كيان قانوني ويرأسها الأمين العام كجهاز تنفيذي إداري، وداخل المجلس توجد تقسيمات إدارية الغرض منها رسم سياسات عامة، وبرامج وأنشطة لهؤلاء الأطفال، نحدد رؤية الدولة ونتنزل إلى الولايات، وكل ولاية بها مجلس يعمل بهذه السياسات ونحن نقيمها وندفع بها ونراقبها، ليكون العمل في تناسق وتماسك من أجل هؤلاء الأطفال، لكني اقول أن هذا ما ينبغي أن يكون عليه الحال لأن هناك متشردين وايتام، وفاقدي السند لم نضع لهم رؤية دولة لأجل تقوية عودهم ويتقدموا للأمام.
– في الآونة الأخيرة وقع المجلس عدد من البروتوكولات والاتفاقيات، ماذا يجني المجلس منها؟.
طالما أننا نضع الأنشطة والبرامج المستقبلية للأطفال، جلسنا مع أنفسنا وتساءلنا لماذا لا نعمل على توقيع مذكرات تفاهم مع عدد من الجامعات حتى نقدم لهذا الطفل اليتيم أو المتشرد وفاقد للسند خدمة تعليمية لأننا نؤمن بأن التعليم هو رائد التغيير الإجتماعي الحقيقي ، فالتعليم يجعل هنالك تصالح نفسي وبالتالي يقلل من العنف الذاتي والجماعي، ولذلك نحن نريد أن نجعل لدى الأطفال المقدرة على تجاوز أزمات الحياة. ونحن دولة ذات كوارث وظروف استثنائية، ولكل ما سبق جعلنا نطرق أبواب الجامعات، لنعمل سوياً من أجل الأطفال الذين يعانون. ونحن بصدد توقيع مذكرات تفاهم أخرى مع جامعات كبيرة مثل امدرمان الإسلامية والأهلية والقرآن الكريم وجامعة الخرطوم وعدد آخر داخل ولاية الخرطوم والولايات الأخرى، ولدينا معايير للاختيار ولدينا تفاهم مع البروفيسور هنود ابيا الذي تفضل بمنحنا ٣٥٠ فرصة لاطفالنا وسنخص بهذه المنح الأيتام والأطفال الأكثر هشاشة، ونجعل هذه المنح توزع بمعايير جغرافية متوازنة وموضوعية وبعيدة عن أية إعتبارات شخصية، كذلك منحتنا جامعة المغتربين ١٨ فرصة ستوزع بذات الشفافية والمعيارية بواسطة اللجنة العليا، كذلك كلية المعرفة منحتنا ٢٠ فرصة، خمسة فرص كاملة والبقية بجزء بسيط من رسوم الدراسة، وهذا الجزء البسيط سنسعى مع شركائنا لدفعه من أجل الطفل اليتيم، ومن اجل استنهاض همة المجتمع وخلق تصالح وود بين مجلس الطفولة وهؤلاء الأطفال المحتاجين، كذلك وقعنا مذكرة تفاهم مع جامعة الدلنج وتم منح المجلس ٣٥ فرصة متعددة و٩ فرص سنوياً لتطوير العاملين في مجال حقل الطفولة، ثلاث بكالريوس وثلاث ماجستير وثلاث دكتوراة.
هذه المنح يستفيد منها الأطفال خاصة أولئك الموجودين في مناطق بعيدة في بعض الولايات ولا يستطيع ذويهم دفع رسوم دراستهم حتى وإن كانت بسيطة،
والقصد مما نفعله هو استنهاض همة المجتمع لفعل المعروف.
– ما هي الرؤية العامة المقصودة؟.
رؤيتنا هي الا نعطي سمكة ولكن نعلم الأطفال كيف يصطادون وهم اقوياء وواثقين من أنفسهم، وبستطيعون أن يقدموا للسودان القيم النبيلة، فإذا نحن لم نرع هذه القيم حتماً ستنتهي، نحن نريد سياسة خدمة المجتمع تكون بصورة قوية وتلبي متطلبات الإنسان، وأن يكون جهاز الدولة خدمياً وليس شكلياً، ونحن نشكر بإسم الأطفال السيد والي ولاية الخرطوم الرجل الميداني الذي جاءنا في المجلس وقدم لنا ٤٧ مركزاً لتنمية الطفل، وهو اول والٍ من سنة ١٩٥٦م يقدم هذا العمل المتميز، وفتح منزله ومكتبه للأطفال في أية لحظة. ايضاً نقدم شكرنا لولاة الولايات التي زرناها وتفضلوا مشكورين بالموافقة على منح الأطفال من ٢٠ ل٣٠ فدان لبنائها والإفادة منها لأننا حريصون على الطفل اليتيم، وحريصون على أن يصل هذا الطفل لطريق الخير ويستطيع تحقيق أهدافه بأيسر الطرق.
أقدم شكري مرة أخرى لوالي الخرطوم ووالي شمال كردفان لتبرعهما بقطعتي أرض لإقامة مصانع للالبان، لأنه ليس هناك سوى مصنع واحد وتم استبداله لسحن الكركديه، وحتى لبن البدرة لبن فاسد، ولذا نجد كثير من الأطفال يعانون من الأنيميا والأمراض بسبب هذه الألبان الفاسدة التي غزت الأسواق،وهناك حالات تقزم أصابت الأطفال من سوء التغذية، فنحن نريد حماية الأطفال ومعالجتهم فالعقل السليم في الجسم السليم.
ولذا فعلى الجهات أن تقوم بدورها تجاه هؤلاء الأطفال. من المؤسف أن دولة مثل السودان بها موارد وأراضٍ خصبة وثروة حيوانية يعاني أطفالها من سوء التغذية.
– مؤتمر المسؤولية المجتمعية.
نريد من هذا المؤتمر أن نقولب كل القيم الجميلة التي نتحلي بها لمصلحة هذا الطفل الجائع المحتاج، في أية بقعة ومنطقة من مناطق السودان واينما وجد طفل وجد مجلس الطفولة لرعاية هذا الطفل والإهتمام به، وكل السياسات التي نرمي لها من أجل مصلحة الطفل إن لم تنفذ فإننا سنتنحى، نحن نضع السياسات ونقيس الأثر، لا نريد لطفل أن يعاني، هناك أطفال لا يجدون وجبة واحدة فهل نشعر بمعاناتهم.

تعليقات
Loading...