إستشاري التدريب د. عبدالمنعم العميري يكتب: هل أنت محظوظ… مرايا برس.

ينابيع الحكمة..مرايا برس

يا الله . فلانٌ هذا شخصٌ محظوظ . فلانٌ هذا له حظٌ عجيب . أنا ليس لدي حظ .. كثيراً ما نسمع هذه العبارات . فهل يوجد شخصٌ محظوظ وشخصٌ غير محظوظ ؟! بمعني آخر : هل يوجد حظ ؟!
الإجابة الصحيحة (نعم . يوجد حظ) . والإجابة الصحيحة أيضا” (لا . لا يوجد حظ) . كيف هذا ؟ كيف يمكن أن تكون كلتا الإجابتين صحيحة ؟ وكل إجابة هي عكس الأخري ؟! نعم . إذا عرفت ما هو الحظ ، وعرفت كيف تمسك به ، هنا يوجد حظ . أما إذا لم تعرف ما هو الحظ ، و لم تعرف كيف تمسك به ، هنا لا يوجد حظ . حسناً إتفقنا . إذن ما هو الحظ ؟ يقول علماء التنمية البشرية بأن معادلة الحظ هي كالتالي : (فرصة + إستعداد = حظ)
إذن الحظُ يتكون من فرصة زائداً إستعداد . إذن أين تكمن المشكلة حتي تكونَ محظوظاً ؟ دعنا نري : الفرص موجودة في كل مكان . وأين ما كنت فأنت محاطٌ بالفرص . حتي ولو كنت مستلقياً في سريرك داخل بيتك . والأفكار موجودة بالعشرات وبالمجان . ولكن المشكلة تكمن في الإستعداد . نعم ، المشكلة تكمن في الإستعداد . فهل أنت مستعد ؟ .. أهاااا ، رجعنا الي النقطة الأولي . ماذا أفعل لكي أكون مستعداً ؟ الإجابة كن متيقظاً علي الدوام ، وأرهف حواسك . إفتح عينيك ، وأرهف سمعك ، وأيقظ فؤادك ، فالمؤمنُ كيِّسٌ فَطِن ، كما وصفه الحديث الشريف . وانتبه دائماً لما حولك .. هل سمعت بسلسلة فنادق هيلتون ؟ من المؤكد أنك سمعت بها . فهي أشهر من أنْ تُعَرَّف . أسسها شخص إسمه هيلتون . ولكنه لم يكن يعمل في مجال الفنادق ، أو له صلةٌ بالفندقة . كان رجل أعمال . وفي رحلةِ عملٍ له لإحدي البلدات خارج مدينته . مكثَ الليل كله يبحث عن غرفةٍ خاليةٍ في تلك البلدة ، يقضي فيها ليلته ولم يجد . وفي الصباح ترك ما جاء له من أعمال ، وقال : لماذا لا أنشئ فندقا” ؟! وكما يقول السودانيون ( ومن ديك وعيك ) أيْ إنطلقْ . وما زالت أسرته تتوارث سلسلة الفنادق هذه ، وآخرهم الآنسة الشهيرة (باريس هيلتون) . هل هذا الشخص محظوظ ؟ وهل إتيحت هذه الفرصة له وحده ؟ كم شخصاً غيره لم يجد غرفةً مثله ، وقام بلعن سنسفيل هذه البلدة المشئومة ، وأهلها المشئومين ؟! ما الذي صنعَ الفرقَ لدي السيد هيلتون ؟! الذي صنع الفرق هو الإستعداد والتأهب . كان هيلتون تاجراً شاطراً . ورجلَ أعمالٍ يعرف كيف يستثمر . وليس الإستثمار في المال وحده ، ولكنه كذلك في الفرص الجيدة .. هل أنت مستعد ؟ إذا لم تكن مستعداً دعنا نشتري لك إستعداداً ، كيف ؟! ما هو شغفك ؟ ماذا تحب ؟ بغضَ النظرِ عن عملك ، أو دراستك الجامعية . نصيحتي لك هي : إبحث عن شغفك . إبحث عن حبك . ثم لاحظ الفرص في المجال الذي تحبه . لأن حبك لهذا المجال سوف يجعلك تري الفرص التي فيه أكثرَ من الآخرين . وستري أبعدَ من الآخرين . وكن مستعدا” علي الدوام . جداتنا (حبوباتنا) زمان ، كان لهن صندوق خشبي يسمي (السحارة) ، يحفظنَ فيه الملابس والعطور والنقود والأدوية وكل ما هو عجيبٌ وغريب . وبرغم شح الإمكانيات ، وقلة الأثاث ، فإن هذه السحارة كانت تحتوي علي كل ما يمكن أن يخطر لك علي بال . فقد كنَّ دائما” مستعدات . لذلك خرجت من بين إيديهم أجيالٌ إعتز بهم الوطن . وأختم مقالة اليوم بهذه القصة . في إحدي دوراتي التدريبية . كانت إحدي المتدربات مهندسةٌ تعمل بوزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم . ذكرت بأنها درست تخصصاً جديداً في الهندسة . وكانوا هم أولُ دفعةٍ في هذا التخصص . وكانوا محبطين لما ينتظرهم في سوق العمل . حيث أنَّ هذا التخصص جديد . ولم يسمع به معظم الناس . فلم يتحمسوا لإستخراج شهاداتهم الجامعية . ولم ينشطوا للبحث عن وظيفة . ما عدا صاحبة القصة . والتي إستخرجت شهادتها الجامعية . وكتبت سيرتها الذاتية . وأعدت ملفاً معتبراً تركته في الإنتظار . وكانت المفاجأة أن لجنة الإختيار للوظائف فتحت التقديم لهذا التخصص . وكان الوقت المخصص للتقديم لا يتعدي الساعات . وبالكاد إستطاعت هذه المهندسة الوصول الي منزلها بسيارة أجرة . وإحضار أوراقها والتقديم لهذه الوظيفة . وماذا كانت النتيجة ؟ تم تعيينها في الوظيفة . والبقية ؟! كانوا نائمين في العسل المر !!
تذكر دائماً بأنه يوجد من الحظ ما يكفي الجميع . وتذكر دائماً بأنَ الحظَ يتكون من فرصة زائداً إستعداد . وتذكر دائماً بأن الكونَ ملئٌ بالفرص . وتذكر دائماً بأن ما ينقصنا هو الإستعداد .. كن مستعداً علي الدوام . وأرهف حواسك . واتبع شغفك . وسيأتيك حظك يسعي إليك علي عجل ، بإذنه تعالي.

تعليقات
Loading...