التقراي يمهلون آبي أحمد ثلاثة أيام قبل اقتحامهم أديس ابابا.. عبدالقادر الحيمي.

أديس أبابا :عبدالقادر الحيمي

ارتريا شلل وارتباك كامل :
التقى مبعوث الإتحاد الافريقي اوباسانقو الرئيس النيجيري السابق ، فى مغلى اول امس الدكتور دبرصيون جبرا ميكائيل رئيس حكومة التقراي الوطنية عارضا وساطة اللحظات الأخيرة لايقاف جحيم الحرب الاهلية الطاحنة في اثيوبيا . وكما هو متوقع رفض د. دبرصيون الوساطة رفضا باتا ، بل ووجه انذارا قويا لآبي احمد بمغادرة اديس ابابا وامهله ثلاثة أيام قبل دخول قواته الى عاصمة البلاد اديس ابابا. كما طرح للوسيط اوباسانقو هدف الحركات المعارضة المسلحة ل 9 اقاليم اثيوبية من أصل 11 اقليم ، بتنحى آبي احمد وتشكيل حكومة انتقالية موسعة تضم كافة اقاليم اثيوبيا تجهز البلاد لانتخابات عامة. وقد توحدت هذه الحركات المسلحة المعارضة في جبهة موحدة تدعو للفيدرالية والكونفدرالية وتنسق فيما بينها عملها السياسى والعسكري. وكان اوباسنقو قبل شهرين طلب من آبى احمد الغاء تصنيف جبهة تحرير التقراى TPLF حركة ارهابية ليتفاوض معهم .
من ناحية أخرى ، صرح قائد جيش تحرير اوروميا OLA( كومسا ديربا ) المشهور بأسمه الحركي، ( جال مورو) لوكالة الأنباء الفرنسية عن قرب شن قواته لهجوم نهائي على العاصمة اديس ابابا واضاف ( ان النصر صار قريبا ووشيكا).
فيما يسود الخوف والتوتر على سكان مدينة اديس ابابا ، لكن الاحوال داخلها وفي اطرافها هادئة ، لكنها تعيش في ظل الاوضاع التي تسبق العاصفة ، ورغم ارتفاع اسعار السلع مع انخفاض قيمة ” البر” مقابل الدولار بدا المواطنين فى تخزينها رغم عدم استطاعة الكثيرين شرائها .
تعتمد الحكومة فى الدفاع عن اديس ابابا على ميليشيات ” فانو” وما تبقى من قوات الجيش الفيدرالى واستدعت أيضا العسكريين المتقاعدين بل ودعا آبي احمد سكان العاصمة بالاستعانة بأي سلاح للدفاع عن ( بقائهم) وذلك في تحريض واشارة الى أن القوات الغازية سوف تقوم بعمليات انتقامية ومذابح في اوساط المدنيين.
لكن الواقع يكذب ادعاءات تصريحات آبى احمد التي تروج للكراهية والاستئصال العرقي ، اذ ان كل مدن الامهرة التى دخلها وسيطر عليها التقراي وهي مدن ” ديسي , كمبوليشا، خميسى، دبرا تابور، مجدلا الخ” وأخيرا مدينة ( موجا) والتي سيطر عليها التقراى بالامس وتقع على طريق ولدايا وبحر دار عاصمة امهرة، كل هذه المدن ذات الاغلبية من السكان الذين يدينون بالاسلام ، لم ترتكب فيها قوات التقراي اية جرائم او انتهاكات انسانية ، بل على العكس استقبلهم سكان هذه المدن بالذبائح.
فيما يظل الإعلام الرسمي الحكومي خاصة القنوات الفضائية بنشر خطابات الكراهية ويستمر فى وصف TDF و OLA بالحركات الإرهابية التي تسعى للإنتقالية والهيمنة على الشعوب الاثيوبية ، ويدعى الإعلام الرسمى في تغييب للشعب الاثيوبى عن تحقيق الجيش الاثيوبى انتصارات وهمية كبيرة على الإرهابيين وتدميرهم والقضاء عليهم ، بينما لا وجود لهذا الجيش على أرض الواقع ، ويشارك مكتب الجزيرة في اديس ابابا في حملات التضليل والتعتيم الإعلامي عبر مدير مكتبه محمد طه توكل والذي يسخر كل امكانيات مكتب الجزيرة لمساندة اعلام الحكومة وحزبها الازدهار. كل مكاتب الجزيرة حول العالم تتسابق في بث الأحداث في تقاريرها الاخبارية ، بينما يعمل محمد طه توكل وربيبه حسن رزاق في التعتيم على احداث حرب يتابعها العالم باكمله.
من المتوقع فى غضون الايام القادمة ان تشن قوات TDF و OLA كما اعلنت قيادتهم السياسية والعسكرية الهجوم النهائي على العاصمة الاثيوبية اديس ابابا من على عدة محاور تنطلق اساسا من جنوب شرق وجنوب غرب اديس ابابا ، مما يضع المشهد العام فى السودان بصفة خاصة والقرن الافريقي بصفة عامة امام تطورات جديدة يفرضها التحول والتغيير الجديد الذي طرا على الساحة الاثيوبية .وامس اقيمت احتفالات كبرى فى مدينة خميسى بامهرة وهي التي التقى والتحمت فيها قوات التقراي والاورومو وشارك القادة العسكريين الطرفين تلك الاحتفالات.
الحدود الشرقية للسودان :
شهدت الفشقة بشقيها هذا العام انتاج وفير من الذرة ، السمسم، بذرة عباد الشمس ، والقطن بشكل لم يحدث من قبل ،اذ لأول مرة منذ ثلاثين عاما مارس السودانيون زراعة اراضيهم فى الفشقتين ، ولاول مرة منذ ثلاثين عاما توفرت العمالة السودانية وبكثافة عالية فى القيام بعمليات الحصاد ، اذ كانت طيلة السنوات السابقة تعتمد عمليات الحصاد سواء في الفشقة او المناطق الزراعية الأخرى بالقضارف على العمالة الاثيوبية.ولم يحدث هذا التطور المذهل الا بفضل الامن الذي حققته قواتنا المسلحة بفضل بسط سيطرتها وسيادتها وتأمينها لكامل حدود الحدود الشرقية بل ونشرت تعزيزات اضافية لتأمين عمليات الحصاد، ولم تحدث كما فى السابق اية اعتداءات اثيوبية في كل مراحل الزراعة والحصاد طيلة الاشهر الخمسة الماضية، وهو مالم يكن يتحقق لولا انتشار وحدات القوات المسلحة وتأمينها الكامل للمنطقة.
لم تتوقف وفود حكومة اقليم امهرة لحكومة ولاية القضارف وطلبهم الرئيسي هو فتح معبر القلابات / المتمة في محاولة لتحسين وتطوير علاقاتهم مع السودان وبادروا باطلاق سراح بعض الشباب الذين تم اعتقالهم أثناء وجودهم
في المتمة اثر إغلاق السودان المعبر ، كما بادرت حكومة امهرا بالكشف عن مكان جثمان الشهيد نقيب القوات المسلحة والذي تسملت اسرته رفاته واعيد دفنه في مسقط راسه في ( قري). يبدو ان الاثيوبيون بحاجة ماسة لفتح معبر القلابات لاستيراد المنتجات الغذائية السودانية والتي كانت تذهب اليهم بكميات كبيرة ، خاصة ان الاقليم يعاني من شح المواد التموينية في ظل الحرب في اقليم امهرة ونزوح داخلي لاثنين مليون مواطن ، بالإضافة لخروج 40 الف فدان من الزراعة هذا الموسم في جنوب وللو وجنوب قوندر وخروج اكثر من 60 الف فدان من المزارعين الاثيوبيين في الفشقة بشقيها واوردت صحيفة اثيوبية حكومية ان 10% فقط تمت زراعتها في اقليم امهرة.
رفض الجانب السوداني وبشكل نهائى فتح معبر القلابات ، ويبدو ان فتحه كما اعتقد مرتبط بالنزاع الحدودي ولرفض الاثيوبيين تقديم معلومات عن مواطنين سودانيين آخرين مفقودين ومختطفين.
ارتريا :
يسودها شلل كامل وارتباك نتيجة لتتطورات العمليات العسكرية في اثيوبيا وفشل الجيش الإرتري مع الجيش الإثيوبي للتصدي لقوات التقراي والاورومو وخسارتهما للحرب.
لم يظهر اى رد فعل علني لاسياس افورقي وهو المعروف عنه البطء في التعبير عن رد فعله في الأحداث الكبرى . رياح التغيير التي هبت في اثيوبيا لن ينجو منها وستقتلعه عاجلا ام آجلا، فهو احد عرابي الحرب ضد التقراي أعدائه التاريخيين ، وقد تمكن من استعادة المناطق المتنازع عليها في ( بادمي وزاليمبسا) شمال اقليم التقراي وقد تسبب هذا النزاع في حربين مع اثيوبيا في نهاية التسعينيات.
رغم ان التحكيم الدولي أقر بتبعية هذه المناطق الى ارتريا ، لكن أعتقد أن التقراي سيخوضون حربا ضده لاستعادتها بل قد يستهدفون اسقاط نظامه عبر جبهة تحرير ارترية يرعونها وهي كانت المقصودة في تصريح لآبي احمد قبل ايام ، من أن قوات اجنبية تحارب مع التقراي ، بينما الحركات الارترية الأخرى غائبة تماما عن ما يحدث وبعضها انخرط في أجندة الشرق السودانى ويطالب علنا بامارة اسلامية في كسلا .
بني شنقول:
تصلنا انباء مؤكدة عن اندلاع مواجهات عسكرية كبيرة تخوضها حركة تحرير شعب بني شنقول ويشتبك مقاتلوها فى معارك كبيرة مع القوات الحكومية وقوات الاقاليم الخاصة وسنورد تفاصيلها لكم غدا.
اخطأ آبي احمد بشكل فادح فى شن الحرب على التقراى ، كما اخطأ بالمقابل فى رفض المبادرة الامريكية لوقف القتال وكل المبادرات الدولية الأخرى ، وجعل اثيوبيا معزولة عن المجتمع الدولى ، وصار يحض المجتمع الإثيوبي على القتال بعد أن خسر جيشه الحرب وتفكك، فيما لاذ بالصمت أباطرة الحرب من قيادات حزب امهرة الديمقراطى المندمج في حزب الازدهار ، ولم نر تصريحات او ظهور علني لديمكى مكنن حسن ، نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، وزير الخارجية ، رئيس حزب امهرة الديمقراطى ، او حتى بقية القيادات الامهراوية سواء فى حكومة الاقليم او المنضوية فى الحزب الحاكم .
من الأهمية القصوى الإستقرار فى اثيوبيا لأنه يقود الى استقرار القرن الافريقي بأكمله وهو حاليا يغلى كالمرجل وسيشهد تطورات كبيرة خاصة في جيبوتي وارتريا كمعطيات مباشرة للحرب الاثيوبية التي قد تطيح بأنظمة جيبوتي واسمرا.
آبي احمد في عزلة تامة داخليا وخارجيا ونسمع انه لايقيم فى مقره الرئاسي فى اديس ابابا بل فى قاعدة ( دبرزيت ) الجوية قرب اديس ابابا ، فيما يطالب فى مواقع التواصل الإجتماعي اعضاء حزب الأزدهار بإقالته.
هل سيذهب آبى احمد وحزبه الازدهار الى ” مزبلة التاريخ “؟
هذا ما سيتضح خلال الأسابيع القادمة .

تعليقات
Loading...