الدنصرة

خضر الأمين

مصطلح مأخوذ من الديناصورات ،ففي خضم جمود المفاهيم التقليدية في الادارة التي حصرت مفهوم الجدارة علي سنين العمل المتراكمة في جهة واحدة فقط و التي جعلتني يوم أن استعين بالجذور للتعبير عن تلك الحالة ، قد يكون احدنا أو أحدهم عمل 20 سنة في جهة واحدة مع ثبات تكرار نفس الانشطة يوميا و سنويا و عند عرض السيرة الذاتية و التي تعبر فقط عن عدد سنين التعلم و عدد سنين العمل و لكنها قد تفشل في التعبير عن نتائج اداء الوظيفة و تأثيرها علي المجتمع ، فقد يكون أحدهم قد عمل منذ 1970م و كانت النتيجة عدم رضا المتلقين للخدمة من خدمات الجهة التي يعمل فيها ، وقد عبرت عن هذه الحالة بانها خبرة تماثل نتيجة 1 أس 20 =1 ، لذلك تأتي هنا قيمة المقابلات الشخصية المباشرة بشرط أن تكون متحررة من قيود التمييز غير المهني او وضع اعتبار للقيود السياسية في محاولة استكشاف مالم يستكشفه الورق.
ان التطور المضطرد في مفاهيم الادارة صنعت اجيال من الشباب الديناميكي و المتعدد المهارات و القادر علي الاستفادة من تسخير التكنولوجيا و احداث تغيير جذري في مستوي تقديم الخدمات و لا يتعامل مع الوظيفة العامة علي انها امتياز و انما تحدي ليعبر بها الي افاق تحقيق رضا لمتلقي الخدمة و بالتالي يتعامل بحماس ليكسب تحدي صناعة هذا الواقع في الوقت الذي يكتفي فيه الديناصورات في اللهث حول الغنائم و الحوافز و المخصصات ( دوافع و احتياجات المرحلة العمرية ) و اعادة تدوير بعضهم البعض تحت دعاوي ( الخبرة ) التي جربت في السابق لكن لم يتم قياس نتائجها و الظاهرة في العجز و الفشل الذريع المرصود تاريخيا …
هذا الكلام لا يقدح و لا يقلل من الاحترام لتلك الاجيال ، لكن يجب أن تنظر تلك الاجيال ان منحهم الفرصة مع كثرة الخيارات هي ما مكنهم في صناعة تلك الخبرة في الوقت الذي يستميتون في القتال علي الوظيفة بينما يتحركون علي العصي و لا يستطيعون تذكر ما حدث بالامس في مواقع تتطلب التركيز الذهني و القدرة علي التعامل مع التكنولوجيا التي امامهم و التي صرفت عليها أموال طائلة و تجدها في مكاتبهم كأنها ديكور ، هذه الاستماتة استمرت في حرمان الجيل الناشئ من تكوين الخبرة و حتي من تفرد و تميز منهم و خلق وضع استثنائي في الخبرة مقارنة مع عمره و عزز قدراته تم عمل تنفير منظم له فاغلبه هاجر و اغلبه فصل و اغلبه غادر مقهورا لانه لا يتحمل الظلم.
اما الفئة التي استطاعوا النجاح في ترويضها و سجنها في الوظيفة و زرع الخوف عليها في قلوبهم بطريقة هستيرية مطلوب منها فقط ان تجيد ( الكدسنة ) و النفاق و التملق غير ابهة بمسؤولية الوظيفة و غير ابهة برضي المواطن او سخطه ففي النهاية لديه مسؤول راضي عنه.
اكثر ما عاتبت عليه بعض اصدقائي من ذلك الجيل تخوفهم من المغامرة في ترفيع جزء من الاجيال الشابة و تجريب نتائج هذه المغامرة لكن تغلب عليهم الخوف من مخاطرة كسر العادة فكانت النتيجة أن هذا الجيل الشاب مهما كان سيئا في الاداء لكن تكون نتائج اعماله بهذا السوء الذي يظهر في واقعنا الماثل .
يكثر قادة الأمر الحديث عن هذه الفئة و لكن كثرة الحديث عنهم ماهي الا فزاعة الهدف منها الهاءهم بانهم مهمين لاسكاتهم أكثر من القيام بخطوات عملية في استيعابهم و تحميلهم المسؤولية …
ينتشر في كثير من المؤسسات العالمية شباب من السودانيين استطاعت تلك المؤسسات من الاستفادة من تميزهم و ابداعهم بينما ينجح الديناصورات هنا تحت مسميات عديدة منها السياسة كمثال في المكاوشة علي المواقع المهمة علي الرغم من انهم منحوا الفرصة علي مدي الحقب السياسية المتعاقبة السابقة و اخذوا حقهم ( تالت و متلت ) …

مع خالص الود و التقدير
الخضر الامين

تعليقات
Loading...