الرفيع بشير الشفيع : الحبل السري بين حزب الأمة ، المؤتمر الشعبي، وبين احزاب اليسار

الخرطوم :مرايا برس

الناظر لتصرفات بعض قادة حزب الأمة والمؤتمر الشعبي بعد “ثورة” ٢٠١٩ البلشفية وظهورهم بجلود الحملان الغير وديعة في التعامل مع الشأن السوداني ، والتحامل على تاريخها والخط البياني لنضالها ومجاهداتها ، وإنتقاص وتضداها للطابع الوطني والديني الذي ارتسمه لها الشيخان الترابي والصادق عليهما شآبيب الرحمة من الله الناظر لذلك بعين فاحصة، ليستغرب من حجم الإختراق الفكري الذي تسبب فيه اليسار لقياداتهما الحالية.

أصبحت هذه الاحزاب وبعد وفاة قادتها السيد الصادق والشيخ الترابي ، رحمهما الله ، فاقدة للبوصلة تماما ، وفاقدة للوعي الوطني والسياسي وأصبحت تتبنى خط ورسالة ومشروع عميل ويساري الهوى ، وبحت المحتوى ، وقد انفلت منها رسن القيادة للمساهمة في الوطن بما يستحق ، وكلا الحزبين أصبحا تائهين ، بسبب طيش بعض قياداتهما الجديدة، المتمكنة من رسن وقيادة كل حزب منهما، وهذه القيادة أصبحت بعد الثورة البلشفية في ٢٠١٩ ، أصبحت منزوعة القناع ومنزوعة الدسم الوطني وأقرب للتماهي مع المشروع العلماني ، العملائي ، الغربي.

فمثل ما يحدث في حزب الامة ( التليد)، من بعض القيادات ، يحدث بصورة مؤسفة جدا في حزب المؤتمر الشعبي ، وقد أصبح الحزبان يتصرفا بلا بوصلة ، ولا هدى ولا كتاب منير، ولا يستطيع أكثر المحللين صحافة أن يفرق بين (بعض) قيادتهما وبين أي يساري في الاسلوب او الطابع الجديد للحزبين ، ويمكن جدا أن يتهم بعض هذه القيادات لهذين الحزبين التاريخيين ، بالعشى السياسي الليلي وعدم المقدرة على التفريق بين الحق الوطني والأنا الشعبية ، وبين ما يجري للسودان وبين أحلام الفتي الطائر و نتف ريش الحزبين ، وبين تقوية اجنحتهما لمزيد من استدامتهما وثباتهما في الساحة السياسية ، وبين الحفاظ على سيادة هذين الحزبين ، وتاريخهما ودورهما في استقلال السودان ، وأسلمة الحياة وبين حفظ ماء وجههما وبين الجري والرحرحة وراء العملاء والأعداء.

انظروا للتطابق العجيب بين لغة بعض هذه القيادات، وقارنوها بلغة وأسلوب أي واحد من صقور اربعة طويلة، تجد الخطابات متطابقة في حروفها وجملها ومداخلها وختاماتها مواضيعها ومراميها والغرض منها ، مع فوارق بسيطة تمثلها ( الشرافة ببسم الله الرحمن الرحيم)، لزوم التجميل لصدر الخطابات التي لا تشبه متن الخطاب هذه الايام في خطاب الشعبي.

إن إنتفاضات بعض القيادات والرموز الصادقة والوطنية والواعية هذه الايام على ما يدور من المتسلطين الجدد على قيادة هذه الاحزاب والذين أتى بهم ( قلسيب) الثورة، او مكنهم في كبد الحزب ، سطوتهم اللسانية ، وتبنيهم لخطاب اليسار الجاهل ونزع أقنعة وجوههم بعد “الثورة” البلشفية في ٢٠١٩ ، وألتهوا عن ما يحدث على السودان بتلغيظ وفهلوة الخطاب.

ونحن نعتقد ان اسباب ذلك كثيرة ومنها أن بعض أعضاء هذه الأحزاب ظهر عليها الملل وطفح كيل التصبر على تخبط تلك القيادات، وما ظهر من موات الإداري للأحزاب ، وما حدث ويحدث من كثير منهم من ثورة داخلية وانتفاضة ، يعتبر شيء طبيعي ومنطقي لتدحرج قدرة تلك الادارة ( البهلوانية المتصابية) مقارنة مع حق الاحزاب في التماسك والتمسك بخطابها التاريخي ودورها الفخيم والمتوازن والوطني الواعي ايام قيادة السيد الصادق والشيخ الترابي ارحمهما الله ، وهي الآن تفتقد البولصة وتستظل تحت رآيات اليسار ، وتتلاسن بلسانه وتتمنى وتفكر بقلبه وعقله.

ويشهد الله أننا لم نقل ذلك بنية تفتيت هذه الأحزاب الوطنية ذات التاريخ الناصع والهام ، ولدورها التاريخي في حفظ التوازن السياسي والإدارى للوطن ، ولكن هذه الاحزاب تمثل بهذا التوازن ، معادلات هامة في الوطن ايضا ، ولكن نريد المساهمة في تقويم ادارتها ، واعادة رشدها واعادة هذه الأحزاب لتواصل دورها الوطني المنوط بها ، والمستحق ، على ألا تكون ظهيرا للظالمين والعملاء وغيرهم.

تعليقات
Loading...