الرفيع بشير الشفيع يكتب:يا ابراهيم الحوري- سلام

الخرطوم :مرايا برس

فوجيء الشعب السوداني بنقل السيد العميد ابراهيم الحوري، فجأة من منصبه كرئيس لتحرير صحيفة القوات المسلحة، إلى خارج العاصمة ولا ندري في أي رَفّ سيوضع السيد ابراهيم الحوري وأي تعتيم سيمارس على قلمه الوطني الوهّاج الذي يلهج بحب الوطن يتصف بحب السودان وأهله ويعتز بجيشه ، ويفتخر!!!

مارس السيد ابراهيم الحوري في موقعه رئيسا لصحيفة القوات المسلحة لسان حال ووجدان وواجهة القوات المسلحة، أقصى أنواع الشفافية في خطابه الذي كان ينبض حقاً ويتوكأ على الحقائق، وكان خطاب الرجل وطنيا نزيها مجردا من الخوف، بعيدا عن الفتن، ومعتدلاً تمثل كل جملة فيه ، لقمةً من حناضل في حلوق الأعداء، ودفعةً قوية للجيش وللوطن في زمان التكالب والتحرش على الجيش واستقصاد بنيته التحتية وقوامه وبقاءه، من جراذين العملاء الجدد ، ومن دهماء العلمانية . لكنه أيضا أزيح من موقعه، في زمان يمثل القلم فيه عند الجيش والشعب أعتى سلاح يضمن كرامة الجيش وعزته وبقاءه وحمايته من سوس العِداء، ووالله لا ندري لماذا!!!.

نحن نعرف تماما الصراع الذي يدور مع الجيش ، لتفتيته ولحل وثاقه وجعله لقمة صائغة أمام حشود الحركات المسلحة (في ساعة الصفر التي لا محال آتية) لتحقيق المشروع الصهيو- علماني، والذي بدأ بطرد الوطنيين ومحاربتهم بالللسان وبالبيان من قبل اليسار العلماني ومن الخارج بعد سرقة الثورة التي كان الناس يأملون من خلالها تغييرا ايجابيا حقيقيا.

كلما أقدمت القيادة العليا للجيش في تفريط الحبل حول عنقها، اندهش الشعب وارتجف وخاف من أن قيادة جيشهم مخترقة.

أقدمت قيادة الجيش على (ابتلاع) طعم تغيير القيادة بتلك الصورة الدراماتيكية فأستغرب الناس، ثم أقدمت على قبول حكومة الفاشلين وتحالف معها فخاف الشعب، وأقدمت على توقيع سلام جوبا ، رغم أن سلام جوبا مبدأه ومنشأه وقصده الأول هو تفتيت الجيش، والدعم السريع لكي يترك السودان بلدا سائبا بلا قوة ولا عزة ولا كرامة، فصبر الشعب ، أصرت قيادة الجيش على أن شركائها من اليسار ، الشيوعيين والبعثيين والجمهوريين وما يسمى المؤتمر السوداني العلماني، أصرت على انهم أفضل من يخرج الوطن من القهر الاقتصادي والظلم الخارجي، فسقطوا مع حلفائهم وفشلوا في إدارة الدولة ثلاث مرات، ثم أقدمت قيادة الجيش(وقت صدرها ) وتبنت تكفين جنازة الوطن وحدها ، وتبادلت في ذلك الأدوار مع اليسار، واستمرت المصغبة والفشل واستمر الرعب ونهض اليسار مرة أخرى بكل مكوناته، ليلعن خاش)، قيادة الجيش والقيادة تبتلع الطعم ، جلست القيادة في ظل هذا الذل مرة اخرى وارادت ان تجرب لمرة اخرى مواصلة الذل والخبال على الوطن وأفشل المشروع مرة اخرى.

احتار الناس في قيادة الجيش والسيد المحترم القائد العام يخرج للناس بمسدسه في جنبه ويقول على هذه الجهات وتلك الجهات الابتعاد عن الجيش !!!! عجبي وهذا يعلم بالليل والنهار من هؤلاء الذين هم ضد الجيش فعليا ومن اؤلئك الذين ينخرون في عضده بالليل والنهار، ويعلم أيضا من الذي يحمي الجيش ويقف مع الجيش وسيقف ساعة المحاص، يعلم من حمى ظهر الجيش في الغابات والاحراش وخاض من اجل بقاء الجيش أعتى الحروب ويعمل من الذي سيخوض أكبر من تلك الحروب متى جاءت ساعة الصفر، لا ينتظر من قيادة جيش او غيرها ان تأذن له وتفتح الطريق، ويعلم تماما أن الذين يخيفهم بحتة مسدس قد اخترقوا بطون الدبابات في الميل أربعين.

الأغرب من ذلك أن يدلي السيد المحترم قائد الجيش برسالة لبعض ضباط ، من أن يقطعوا صلاتهم بالآخرين وأن هنالك بعض الناس يتواصلون مع بعض الضباط!!! عجبي !!! وهذا القائد الهمام يدرك تماما ويعرف معنى تلاحم الشعب مع جيشه وأن هذا الجيش ليس جيش عمالة خارجية او غزاة او مرتزقة حتى يقطع صلته مع شعبه !!! عجبي!!!

سمعنا وكنا نكذب حتى أنفسنا أن ( تشليع) الجيش قد بدأ بعملية الدمج للآلاف من المرتزقة الذين حاربوا الجيش و الوطن لعشرات السنين، لكن الجيش يستجيب ، سمعنا أحدهم(يُبلّع الجيش كلامه)، ويقول نحن عندنا الطريقة التي تجعل الجيش يقبل شروطنا والجيش ينصاع، سمعنا المتفلتين والمتفلتات يرددون (الجيش ما جيش برهان الجيش جيش السودان) والقائد الهمام يصمت ولم يضجر ولم يتبرم ولم يخرج خارج العاصمة ليرسل رسائله (المدغمسة) لهم ولم ( يقنطر) عليهم مسدسه!!! ، سمعنا بالأمس هذا الدعي الجديد يشرح معنى اعادة هيكلة الجيش وتغيير عقيدته، وقيادة الجيش بعد طلاقها البائن بينونة كبرى( لا مشاركة لا تفاوض ولا سلام ولا كلام)، تتمنى بيت الزوجية، الحرام!!!.

ثم نعلم أخيرا أنه بسبب اتصال بعض من الشعب ببعض ضباط جيشه، تكون نتائجها إبعاد الأصوات الجهيرة بالحق، والأصيلة في وطنيتها والصادقة في مبادئها وابعادهم من أهم صحيفة تمثل بوابة التعبئة المعنوية للجيش حتى لا ينهار وللشعب حتى يلتحم مع جيشه فيحميه بعد الله.

هل سيقنع الشعب من قيادة جيشه، وعلى الدنيا السلام!!!؟

عجبي، وما أعظم عجبي.

تعليقات
Loading...