الرفيع بشير الشفيع يكتب :أسوأ السيناريوهات.. (توقع حرب فصل الشريط الافريقي من تشاد لأثيوبيا). 

الخرطوم :مرايا برس

مبعث الوعي.. 

(كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني) ،حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

اثناء فترة التدويخ هذه ، يوجد بالطرف الآخر الذين يمثل نقيض الراشدين ، الكثير من المدجنين للوعي الوطني السوداني، ويوهمون الشعب ويشغلونه حتى لا يتكامل عنده الوعي وحتى لا يتوقع الأسوأ لأخذ الحيطة والحذر ، ويوهمونه بأن أصحاب الرشد ما هم إلا تشاؤوميون وسوداويون ، حتى يؤخذ الوطن على حين قرة.

في هذا المقال سوف نتطرق لوعي بعض المحللين الوطنيين في توقعاتهم لأسوأ السيناريوهات لإنهاء هذه الحالة التي يمر بها السودان التي بدأت بعد اسبوع واحد من انفصال الجنوب ، وتوقعات الحرب الفاصلة لفصل الشريط الأكثر افريقية والواقع من الحدود التشادية غربا الى الحدود الإثيوبية شرقا.
_______________________

من حقنا في السودان كشعب لا يرجو لوطنه ودينه وشعبه إلا الخير ، في هذه الأيام العصيبات على السودان والمنطقة والعالم ، أن نفكر بصورة أستثنائية تختلف عت نمط التفكير الغالب في السودان منذ الإستقلال بل منذ مئات السنين ، تفكير أستثنائي في كيف نحمي وطننا من الإنهيار الكامل بالتفتيت ، من واقع الحال الذي إرتسمت معالمه بفصل الجنوب ، والأسباب الذي أدت إليه ، وإستثنائي في السماع ووعي الراشدين من القوم الذين كانوا يحذروننا من تفتيت السودان منذ ١٩٨٣م ، ويعززون ذلك الوعي منطقياً برسم الرؤية الوطنية الشاملة والتي تقول أن السودان سيقسم الى خمس دويلات ، رأينا بأم أعيينا خُرطها وسمعنا ارهاصات تقسيمه عليها وعملياً واجهنا وشهدنا بداية التقسيم في مرحلته (أ) بفصل الجنوب ، ونفس الراشدين يجمعون لنا خيوط اللعبة في تقسيم بالمرحلة (ب) والتي نحن فيها.

يحدد بعض الراشدين الحرب الفاصلة لهذه للمرحلة (ب)، فصل (الشريط الأكثر أفريقية) في السودان ، وهو الشريط الموالي للحدود الجنوبية التي إفترضتها إتفاقية نيفاشا المشؤومة ، لتأتي (الوثيقة الدستورية، نيفاشا 2)، التي يقول عنها الراشدون أن كل فقرة فيها تعني إنفصال ذلك الشريط الأكثر أفريقية.

ومنشأ هذه التوقعات ، هي تجميعهم خيوط الواقع لما بعد انفصال الجنوب مباشرة، مقروءا ومقرونا بما حدث في ٢٠١٩م، الى ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ وما يحدث الآن ، في الفترة بعد قيام هذه الثورة والتي يقارنها البعض ، بإنقلاب مايو (الشيوعي ، القومي) .

ويقول الراشدون ان ما بدأ يحدث من انقلابات من اليسار اعتبارا من الانقلاب على الأزهرى وانقلابات عليه او تغييره ما هي الا حالات سجال، بين خطين متوازيين لا ثالث لهما في السودان ، هما خطان مرسومان منذ ما قبل الإستقلال ، بين (الوطنية مقابل العمالة)، وبين (الإلحاد مقابل الإيمان و الإسلام مقابل العلمانية ، وبين العمار للوطن مقابل الدمار).

سألت أحد هؤلاء الراشدين أن يحدد لي خارطة ذلك الشريط، فقال لي إنه (امتداد عرضي يبدأ من حدود شاد في الغرب ، وإلى حدود إثيوبيا في الشرق ومن حدود نيفاشا جنوباً إلى نهاية مدينة كوستي شمالاً).

*وسألته* عن اللاعبين الأساسيين والفرعيين، في هذه الحرب الفاصلة، فقال لي أنهم من وقعوا *الوثيقة الدستورية*(ما عد القوات الأمنية بما فيها الدعم السريع ، إضافة لبعض قيادات احزاب الشمال) وهي المجموعة التي افترضت (سلام) بين مجموعة مع بعضها(سلام زيتكم في بيتكم)، مجموعة احزاب يسارية وحركات مسلحة ،حاربت السودان منذ ١٩٨٣م لفصل الجنوب ، وبعد ٢٠١١ وقعت سلام بينها لتوحيدها ، ضد كامل الاقاليم الشمالية ، بعد تلك الحدود، هؤلاء هم اللاعبون الأساسيون، إما الجانبيون الذين يدعمونهم the backup alliances ، فيتمثلون في كل دول الطوق ، بما فيها جنوب السودان ودول غربية معروفة ، والهيئات والمنظمات التي تدعي الوساطة في السودان الآن ، والشواغل الإعلامية واستمرار المظاهرات والجيوب النائمة من المجرمين الذي تم اطلاقهم قبل ٢٥ أكتوبر ٢١ ، ومجموعات (جنود الحركات المسلحة التي ارتكزت في الخرطوم والتي امتلكت زمام الأمور الان في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ) مجتمعة وهذه الأخيرة بقيادة ابناء جون قرنق والذين طاروا مرة اخرى للخارج يمثلون (القاطرة والتريلا) ، عسكريا وسياسياً.

*وأضاف* الصديق ، أن الروابط التي تربط بين هذه المجموعة ، متعددة منها الأيديولوجي (العلماني ، الماركسي ، القومي العربي) ، *وروابط إثنية ،* تتكون من إثنيات من ذلك الشريط وأثنيات شمالية (ماركسية وقومية عربية)، وهؤلاء كان أسلافهم من قام بالإنقلاب في مايو وفي ٨٤ ، وأن الانقلابات تمثل سجالا واضحا بينهم وبين الوطنيين من بقية أهل الشمال.

*وسألته* عن أدلته على أرهاصات الحرب الفاصلة ، فقال لي أن السجال واضح جدا منذ بدأت الانقلابات وبدأها أسلاف نفس المجموعة التي صنفها الشعب بالعملاء والمرتزقة ، منذ أن قاموا بأول انقلاب صامت على اول ديمقراطية في السودان( ايام الازهري)، ثم على (عبود) ثم على نميري ثم على الإنقاذ الآن ، وفي كل تلك الانقلابات ورغم فتراتها القصيرة إلا انها اثبتت ومن خلال العمالة الظاهرة ومن خلاف الأجندة المتطابقة مع الخارج ومن خلال التمهيد لتفتيت السودان بشعارات التفتيت وبالصراعات الطبقية والمناطقية ، وبتحالفاتهم مع الجنوب منذ ١٩٨٣ الى فصل الجنوب ، وبإحياؤهم الفتنة في ذلك الشريط ( دارفور، جنوب كردفان، النيل الأزق) وبإنتقالهم لوضع اليد على الشريط بعد اسبوع من انفصال الجنوب في يونيو ٢٠١١ ، وبتكوينهم حكومة الخارج اليسارية منذ ذلك الحين ، وبتبنيهم أجندة ٢٠٣٠ و٢٠٦٤ ، وبقيامهم بالدعم الغربي والجنوب ، هذا الدعم الذي يستهدف تنفيذ حارطة برنارد لويس لتقسيم السودان ، وبحيثيات الوثيقة الدستورية وبتمكين بعض قادة النيل الازرق في مجلس السيادة ووضع اليد على دارفور وما حدث في كاودا مؤخر من اتفاق ، وادعاءات الخلاف بين كثير من الحركات المسلحة ، كل هذه قراءات واضحة جدا لا تدل على ارهاصات فقط ، انما هو واقع لا يعمه عنه او يتعامى إلا من ليس له عقل.

*وسألته* أخيرا ، عن متى يخطط هؤلاء للحرب الفاصلة عمليا(عسكريا) لفصل ذلك الشريط فقال لي ، انها بدأت بشيطنة بعض البؤر في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، وتحريك ملف الفشقة ، وبعض النواعق دول مجاورة، والضغوط من مجلس أمن فولكر، وبشواغل الثلاثية ، واستمرار المظاهرات ، لكنها ستبدأ (بصورة جهيرة ستيدأ حرب الإنفصال للشريط اعتبارا من الشهر القادم يونيو ٢٠٢٢ واذا نجحت عسكريا فبها وإلا فسيتم إعلان فصل الشريط ، كتجربة أولية).

اللهم أشهد فقد بلغت رسالة ذلك الصديق.

(فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌۢ بِٱلْعِبَادِ)صدق الله العظيم 

تعليقات
Loading...