الرفيع بشير الشفيع يكتب : إذا صحّ الخبر (فستكون هذه آخر رسائلنا)

الخرطوم :مرايا برس

هذه الرسالة ستكون آخر رسائل المساهمة بالنصح قبيل نهاية دولة السودان ، والعلم لله).

هذه الرسالة عبارة إستقراء للمستقبل القريب جدا للسودان، إستقراء ليس له أي علاقة بالدجل وإدعاء معرفة المستقبل من خلال قراءة الكف او قراءة فنجان ، ولا بعلم الغيب ، فعلم الغيب لله وحده، ، لكنه تشبيك للإحداث وإستخلاص وتوقع بشري لمآلات السودان بعدها ، ( وأرجو من الله مخلصاً ألا تتحق هذه القراءات التي سوف لن يتحمل السودان ما بعدها).

تنامى الى مسامعنا من مصادر (شبه مؤكِدة لما حدث)، أن إتفاقا قد تم بين المكون العسكري وبين “قيادات من المركزي متمثلة في بعض قيادات الاحزاب التلقيدية، من “منصة المركزي، نفسه، كالأتي :-

أ- تم الاتفاق مع (قحت المركزي) ممثلا في حزب الامه، والإتحادي الأصل ، وانصار السنه ، والشعبي والحركات المسلحه (عدا البعث والشيوعي) علي الاتي:-

١- تشكيل حكومه كفاءت (وطنيه غير حزبيه!!!)

٢- قيام مجلس سياده انتقالي برئاسة مدني ذو خلفيه عسكريه.!!!

٣- مجلس أعلي للقوات المسلحه برئاسة البرهان. 

٤- قيام إنتخابات بعد 24 شهر

انتهى الخبر

(ب) بهذا تكون الأحزاب والكتل *المبعدة* تلقيائيا ، إضافة إلى نأي صناع الأحداث من ” الحزب الشيوعي وحزب البعث) بنفسيهما وقد اختارا القيام بالتوجيه بالرموت كنترول والاستمرار في الضغوط من غرفة المراقبة وبالطبع أبعد المؤتمر الوطني (١٠ مليون عضو) ، وابعدت تلقائيا أيضا ، كامل التشكيلات الجديدة بما فيها المكون الجديد ،؛ التيار الإسلامي العريض ونداء أهل السودان بكل سجاداته ووطنييه، واثنياته ومناطقياته بالطبع، مع ابعاد بقية الشعب ، بما فيه الادارات الأهلية غير المنتمية لأي حزب، وتم إبعاد الشباب الوطني الذي قام بالثورة وتمت سرقتها منه بمن فيهم الكثير من شباب المقاومة وهذه هي الكتلة الأساسية التي ناهضت (مشروع علمنة السودان). 

فإذا صح الخبر كما هو ، فإني أتوقع الآتي:-

بما أن كل قيادات الاحزاب التقليدية التي تم الإتفاق بينها وبين المكون العسكري ( وبغض النظر عن اسماء الكفاءات التي ستشكل الحكومة وادعاء انها غير حزبية )، بما أنها تبنت تماما المشروع العلمانو- عملائي، في الفترة ما بين ٢٠١٩ والى الآن ، بل كانت شريكة مع اليسار في كل تجمعاته السياسية والعسكرية منذ اتفاقية الميرغني- قرنق في ١٩٨٧م ، وبرغم تخلي بعضها عن مبادئه في العام ٢٠٠٠ والالتحاق بالمشروع ، وبما انها جميعا، متواطئة او بصورة جريئة في فترة الثلاث سنوات الماضية، وقد تبنت خطاب علماني لم ينفصل كثيرا عن خطاب مشروع اليسار العلماني، وبما أن الحركات المسلحة ضمن الإتفاق ، وهي الجنين الشرعي والجناح العسكري لليسار، والمحارب للجيش منذ قيامها ، حتى إن أسموها حركات نضال ، وبما أن السيد البرهان قد تم اختياره من اليسار، ليقود الجيش في هذه المرحلة ( كما يقول البعض) *فإن على الشعب أن يتوقع الآتي:-*

١- أن يتم تكوين حكومة كفاءات ، يقال عنها غير حزبية ، تمويها ، وربما تكونةمن وجوه “يسارية، أو شبه يسارية” كاملة الدسم” من الصف الثاني في اليسار ، بواجهة الاحزاب التقليدية التي توصلت مع العسكر الآن ، وأن تقوم هذه الحكومة اليسارية ( المُقّنَعة) بتمرير كامل المشروع اليساري، العلماني ، المسنود خارجيا بحذافيره ( بالجملة او بالقطاعي) وأن يساند قادة الاحزاب المتفقة هذا الاتجاه، بكل ما أوتوا من قوة، وهذا سيحدث تفتيت جديد ليس للاحزاب المتفقة فحسب انما لما تبقى من نسيج اجتماعي وتماسك وطني ، ضمن مشروع الفوضى الخلاقة الذي يسعى له العملاء

٢- أن تتم حراسة تنفيذ بقية المشروع إياه بقوة البندقية هذه المرة من الجيش وربما الدعم السريع، وستكمم الأفواه المناهضة في الايام القادمة، وسيتم إصدار المرسوم رقم (٢) ” والشبيه بمرسوم قانون الدفاع عن السودان”، الذي أصدره نفسُ العلمانيين أوائل ثورة مايو (اليسارية)، والذي نص على ( الإعدام او السجن عشرة سنوات لكل من يحاول معارضة في وجه نظام الحكم او يخطط للقدح في أعضاء مجلس قيادة الثورة وذممهم، سواء كان ذلك عبر رفع الشعارات والمواكب والمظاهرات والمطبوعات والكتب والإعلام ) “إقرأ الديمقراطية في الميزان، المحجوب، ص ٢٢٩).

٣- الحزب الشيوعي وحزب البعث وكل الاحزاب التي تدعي القومية العربية والتي صنعت ثورات أكتوبر ٦٤ ومايو ٦٩ ، ستقوم من خارج الدارة، بتسخين الحديد على التشكيلة الجديدة على غرار ( أدي الود وصا والدلوكة عصا)، والتحرك بصورة محمومة وفق ( كراع برا وكراع جوة) ، كعادة الاحزاب اليسارية ، حتى تعزز تنفيذ مشروعها العلماني كاملا.

٤- نتوقع أن يتم إعلان الحكومة الجديدة في ٢١ أكتوبر ٢٠٢٢ ، ليوافق التاريخ، تاريخ ثورة ٢١ أكتوبر ١٩٦٤ م لترفع فيه ، نفس شعاراتها ويتغني اليسار بنفس اناشيدها، لأن أكتوبر ٦٤ هي ملهمة ابريل ٢٠١٩ وملهمة، وتمثل الانتصار الحالي لليسار في اكتوبر ٢٠٢٢ هذه المرة.

٥- الذي حدث بعد أن إكتشف الشعب المشروع العلماني، وقبله، هو عراك وتصادم بين مشروعين، مشروع شعبي وطني ومسلم ، ومشروع علماني عملائي يتملى بالخارج ، رفضه الشعب المؤمن لأنه مصادم لدينه واخلاقه ،رفضه وأوقفه الى حين ، ونتوقع أن يثور الشعب المؤمن للوقوف ضد إعادة تدوير نفس المشروع مرة اخرى هذه الأيام، رغم أنه سيأتي هذه المرة من الصف العلماني الثاني المتمثل في قيادات الاحزاب التي تم الاتفاق معها ومن يأتوا بهم من حكومة كفاءات انتقالية ، وسيقف الشعب اللمّاح الذكي، و بصورة لا يتوقعها أحد هذه المرة، ونتوقع أن يتم التصدي له بشتى السبل (وهنا تبدأ الفوضى الخلاقة الحقيقية والتي يسعى لها اليسار تماما).

٦- على الرغم من أن الاسلاميين، قد (سردبوا) وأنهم ليس لهم ناقة ولا جمل في السجال السياسي الحاصل منذ ٢٠١٩، وقد تركوا الساحة السياسية اتركوا اليسار عاريا أمام الشعب، ليكشف للشعب عواراته بنفسه، وقد حصل، إلا أن قيادات التيار الاسلامي العريض الجديد ، والمشكل من غالب مسلمي السودان ( وليس الإسلاميين بالضرورة)، والرافض للمشروع، سوف لن يصمت هذه المرة وسيكون له (تعامل اخر)، كما أعلن ذلك قادته، وستتم إعادة دائرة الشقاء مرة أخرى بمظاهرات واعتقالات ، وربما يإغتيالات وغيرها، وهذا عامل آخر يؤدي للفوضى الخلاقة ، التي ستعيد هذه المرة تدوير طاحونة الشقاء على السودان بما لا يحمد عقباه، وسيُطحن السودان هذه المرة طحنا دقيقا هذه المرة، ( لا قدر الله)، ويسنفجر برميل البارود الذي تمت تهيئته تماما بأصحاب المشروع ( الداخليين والخارجيين) وهذا عامل آخر للتفتيت على غرار طبع اليسار ( يا فيها يا نطفيها).

٧- تم تجريب المشروع العملائي ، الملحد، وعرف الشعب نتاج ثوراته في اكتوبر ١٩٦٤ ومايو ١٩٦٩م و٢٠١٣ واخيرا في ٢٠١٩م، وسيقوم كل الشعب المذكور في قائمة المبعدين أعلاه وبأحزابه وواجباته ( ما عدا البعثي والشيوعي بالطبع )، بمقاومة تمرير المشروع في نسخته الأخيرة، ونتوقع أن تكون هناك مواجهات حقيقية هذه المرة ستؤدي إلى تمزيق السودان ( وهذا هو المطلوب بالنسبة للمشروع إياه واصحاب المشروع) ايضا.

٨- الأخطاء التي وقعت فيها إدارة الجيش والدعم السريع منذ ٢٠١٨م، بعد شعورها ببداية ارهاصات الثورة البلشفية في ٢٠١٩ ، كانت أخطاء قاتلة، على الجيش والدعم السريع قبل كل شيء، وقد حذرهم العقلاء من الوقوع فيها ، وهي :-

أ- على الرغم من أن للتغيير كان وما زال من سنن الله ؛ وكانت هناك ضرورات أملتها رياح التغيير الخارجية والداخلية ، إلا أن مشاركة الجيش في سلام جوبا والتوقيع عليه والتوقيع على وثيقة دستورية ، تمثل واحدة من أهدافه تفتيت الجيش وتصفية الحسابات مع الدعم السريع ( العدو الاستراتيجي لأصحاب المشروع، كما يصفه البعض، وكان التوقيع يمثل و بصورة واضحة، التوقيع على تغيير عقيدة الجيش واعادة هيكلته وتذويبه أيضا، وقد كان هذا من أكبر الأخطاء القاتلة ؛ وقد مثّلت مساعدة الجيش والدعم السريع وتماهيهم مع إحداث التغيير في ٢٠١٩/١٨ ،؛ دون دراسة وافية ، ودون محاذير لنتائج التغيير ودون معرفة أن من أحدث التغيير أكبر الأخطاء القاتلة ، ولم يتعظ الجيش او الدعم السريع مما أحدثه اليسار على عبود (العسكري) في ٦٤ وعلى نميري(العسكري) في ٦٩ ، وعلى البشير ( العسكري ) في ٢٠١٩/١٨. ودون أن يسمعوا لنصح ناصح ، وقعوا على العشاء الأخير في جوبا ، وهم بذلك قد فرطوا حبال المشانق على رقابهم، هذا ليس بمستغرب كثيرا ، لأنهم بشر لهم تقديراتهم التي تخطيء وتصيب وأن الهجمة على السودان كانت كبيرة والإستدراج والاستقطاب لكثير من (قيادات الاحزاب )، وبعض قيادات الجيش والدعم السريع وجزء كبير جدا من الشعب، كانت كبيرة ، من احزاب يسارية كانت تعمل وتخطط لذلك منذ ٢٠١١ ، وبتاريخ عمل عسكري منذ ٢٠٠٣م وعمل تحالفي خارجي منذ ١٩٨٣م .

ب- لكن الأغرب من ذلك أن يقع الجيش في الفخ مرة أخرى وقد مورست عليه شتى انواع وصنوف الحرب منذ اكتوبر ٢٠٢١ عندما تم ايقاعه في فخ التغيير ( الذي اسماه اليسار انقلاب منذئذ ).

٩- نتوقع أن يتم تنفيذ الجزء الاخطر من مشروع اليسار في بقية المرحلة الانتقالية ( أن كانت هناك فعلا فترة انتقالية) نتوقع أن يتم الأتي :-

أ- ممارسة الضغوط على الجيش لتمرير جريمة دومج الحركات المسلحة ( الظهير والأبن الشرعي لليسار ولمشروعه) في الجيش.

ب- أن تتم بعد ذلك تغيير عقيدة الجيش واعادة هيكلته وتذويبه.

ج- أن يتم التحريض ومزيد من الفتن بين الجيش والدعم السريع لمحاولة الإيقاع بينهما ، لانهاك قواهما ووجودهما.

د- نتوقع البدء في تنفيذ مشروع السودان الجديد والقاضي بإنهاء الوجود الشمالي العربي، وانهاء الصور الأسلامية في السودان ، ثم اتمام مشروع أفرقة ، وعلمنته ثم تقسيمه وهو المطلوب الأخير ضمن المشروع الاستراتيجي المتكامل.

( إذا صح الخبر ووقع كارثة هذا الاتفاق، فعلا ، فنتوقع حدوث كل المذكور اعلاه وبحذافيره، بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وبصورة ناجزة او عبر تمديد الفترة الانتقالية إلى ما لا نهاية).

إذا صحّ الخبر ، فستكون هذه آخر رسالة لنا، سنصمت بعدها صمتا طويلا بعدها ، وسنجلس على كرسي المراقبة لنرى إن كان في العمر بقية

والله أعلم.

اللهم أشهد فقد بلغّت.

تعليقات
Loading...