الرفيع بشير الشفيع يكتب : مصطلحات قاتلة تحتاج تفسير

هناك الكثير من المصطلحات المبهة التي يطلقها قادة حركات تحرير السودان- شمال ، بمختلف حركاتهم، لكنها جميعا ترمي في خدمة مشروعهم الموحد ( تحرير السودان وأفرقته) لتحقيق المشروع الأصل ، السودان الجديد .
إعادة تدوير مصطلح (الحركات الشعبية لتحرير السودان)، هذا المصطلح الأم، والذي خدموا به قضية فصل الجنوب، وهو مصطلح متكامل شكلا وموضوعا ومشروعا مع مصطلح (حركات تحرير السودان – شمال) والذي رفع بعد اسبوع واحد بعد فصل الجنوب، امعانا للمواصلة في حرب الشمال وتقطيعه لأجزاء أخرى، هو نوع من تدوير وتأصيل وإصرار على عملية تحرير السودان ليصبح سودانا جديد خاليا من اثنيته العربية، ليصبح أفريقيا خالصا، ومن دينه وابداله بدين البهجة.
(مصطلح هيكلة الجيش وتغيير عقيدته) مقصود منه اختلاق جيش جديد ، لا طعم له ولا لون ولا رائحة ، ويتم الزينه باللون الاحمر وتمويت ضميره وانهاء رسالته الوطنية ليخدم المشروع فقط.
الآن مصطلح التسويات التوافقية (الذي في صحيفة Sudan-voice.com الإلكترونية، ضمن منشور بعنوان الشعبية بقيادة الحلو: قوى رفضت مقترح دستور من الحركة يهيكل الدولة كما جاء على لسان محمد يوسف المصطفى (الذي انتشرت له فيديوهات، بعد قيام ثورة ٢٠١٩، كان يفتخر فيها بخروجهم كشيوعيين بعد اسبوع واحد ، الى الغابة بعد اعلان نميري ” وليس الإنقاذ”، الشريعة الإسلامية في ٨٣) فهذا المصطلح الرامي لتسويات توافقية عبر فرض ” هيكلة الدولة، بدل هيكلة الجيش (فقط) كما يطالب بها الجناح الشيوعي بقيادة ياسر عرمان، فشعار هيكلة الدولة هو الأخطر على الإطلاق، لا يقاربه في الخطور إلا مصطلح قال به السيد عقار في تسجيل له ( نحن منذ الإستقلال ، لم ننشء الدولة السودانية !!!
ورغم أن الفرق كبير جدا في البنية اللغوية بين مصطلحي، ننشء الدولة، و نعيد هيكلة الدولة، ونعيد هيكلة الجيش وعقيدته، لكنها كلها ترمي لهدف واحد وهو تحقيق شعار السودان الجديد.
فتفسير مصطلح (لم ننشء الدولة السودانية) مقصود به (محو الدولة السودانية القائمة تماما وإنشائها من جديد وفق مشروع السودان الحديد) ونحن كشعب معني بنتائج هذه المصطلحات، لنا الحق في التفسير ايضا بما نشعر به ونراه ، وإلا فليتنازل السيد عقار من عليائه ويفسر لنا مقصوده بعبارة (ننشء) هذه، وليأتي لنا محمد يوسف المصطفى وعرمان وكل قادة الحركات المسلحة بتفاسير واضحة لكل المصطلحات أعلاه.