القاص السوداني درديري كباشي يكتب قصة قصيرة بعنوان منديل إحسان

الخرطوم :مرايا برس

جاء احد ابناء الريف ضيفا الى العاصمة من الاقاليم ونزل عند بيت عمه كالعادة كلما احضرته مناسبة الى العاصمة. وكالعادة ايضا نزل بالصالون حيث الحوش ينفصل عن النساء كما هي طبيعة البيوت السودانية سالفا. كان عمه ابا لحسان ثلاث يثرن جنون شباب الحي والاحياء المجاورة. يكرمه الله بابن ذكر. اما هو فقد كان يتحين الفرص والمناسبات حتى يرسل للعاصمة. لم يحدد ميولا لاي منهن ولكن اي واحدة منهن كانت تلهب جروح قلبه وتداويه لتجرحه الاخرى من جديد. كان يحب سماع اسمه عند اي منهن بحرفه الثلاثة أي ( حمد) تخرج رنانة نغمة كسقوط أسورة مرصعة بالالماز او كما كان يزعم بعد ان يعود مساءا من المهمة التي ارسل لاجلها. يستلقي على سريرة يعد النجوم ويجرد في احداث اليوم. يقضي الليل مثل لجنة الانتخابات اذ يظل يفرز في الاصوات واحداث الحسان ليحدد من منهن فازت بقلبه او بالاحرى هو من فاز بقلبها واظهرت ميولها نحوه .. وبينما هو ذات ليلة يقوم بجرده اليومي المعهود سمع صرخة أعقبتها صرخات من حوش النساء وعبارة .. (الحقونا الحرامي) .. تصدح في ظلام الليل الهادي وتبدد سكونه .. تدفقت عنده هرمونات الذكورة والشهامة والغيرة والادرنالين وكل يتطلبة الموقف وتنفذه الغدد والفرصة والبطولة فينزوي الخوف ليهب شهما واقفا مطلا على السور الفاصل وشاهد اللصوص فعلا يقفزون السور خارجا غضب بغل دون تحكم في المشاعر .. سب وسخط ولعن اللصوص وجرى ليلحق بهم .. كان حريصا على ان يلحق باللصوص ويقبض عليهم قبل اي من شباب الحي ان يقوم بهذا الدور قبله لان هذا واجبه وحده كما يؤمن تماما.. هي فرصته أتته على طبق من ذهب ليثبت لعبلات عمه بأنه عنترة زمانه .. في البدأ جري اللصوص يصبهم الرعب من شجاعته المتدفقه وكذلك متوقعين ان صرخات الحسان ستجر عليهم جيشا جرارا من المراهقين المتيمين .. ولكن بعد ما وصل اللصوص منتصف ميدان كرة قدم يجاور المنزل اكتشفوا بان حمد وحده. هو فقط من يجري خلفهم .. بدأت خطواتهم تتباطأ في الجري مستهينين بقدرته على التفوق عليهم وهم ثلاثة .. شكوا ربما كان يحمل سلاحا ناريا .. أما هو عندما لاحظ لتباطؤ جريهم حس بأنه أدخل في ورطة لا يعلم مداها الا الله بدأ يرخي من جريته كذلك ويتلفت في انتظار أي مدد او دعم لم تبدو بوادره .. بل تفاجأ بأن الحي هادئ لم يكن أي احد من ابناء الحي يجري خلفهم داعما له. حتى عمه لم يقم من النوم ويطل من السود بطبيعة الحال.. هدأ وتبخر الحماس وأبطأ جريته حتى توقف تماما .. توقف اللصوص وبتلفته المذعور ايقنوا تماما بأنه لا يحمل اي نوع من الاسلحة .. بدأوا يتحركون تجاهه مشيا تحسبا ربما كان يحمل سلاحا أجل استخراجه .. اما هو عكس الاتجاه وشرع في الجري نحو البيت ,,, ليجد نفسه قد تحول لطريده كأنه في كابوس ملاريا مع تايفود بل كان حلما فظيعا .. جرى بكل طاقته يمني النفس بانه لو نجى من هذه غدا سيحزم حقائبه نحو البلد بلا عبلة بلا لمة …( بالله دا عم دا بناته يصرخوا ما يصحى يشوف الحاصل ؟؟) همس في نفسه وهو يجري .. بما ان باب البيت لم يكن مفتوحا اذا انه قفز عبر السور أذا عليه ان يعود من نفس الطريق الذي خرج منه .. للاسف ادركه اللصوص وهو يتشبث بالسور .. عاب على نفسه الصراخ لذلك تحمل علقته لوحده .. وفي الصباح بعيون وارمه وشفاه دامية ودع عمه وبناته .. وأخبرهم بأنه القن اللصوص درسا لن ينسوه أبدا .. ناسيا بأن معالم هذا الدرس مرسومة على وجهه هو فقط .. ولكن الدرس الحقيقي الذي تعلمه هو يجب الا تغلب عواطفه على عقله .. الرجل يقوده عقله والمرأه يقودها قلبها هكذا اقنع نفسه وهو يكمد عينه الوارمة بمنديل اهدته له احسان احدى الحسان وهي تودعه. 

تعليقات
Loading...