اللواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب :البعثة الأممية .. والمفارِق عينو قويّة!!.

الخرطوم :مرايا برس

قيد في الأحوال.. اللواء شرطة م عثمان صديق البدوي. 

دعا رئيس الحكومة السودانية السابق د. عبد الله حمدوك الأمم المتحدة لإرسال بعثة سياسية تحت الفصل السادس من ميثاق المنظمة الدولية من أجل ترسيخ العملية السلمية في ظل غموض شديد أحاط بتقديم الطلب دون عرضه على مجلس الوزراء والمجلس السيادي والحاضنة السياسية ” قوي الحرية والتغيير”، حتى تفاجأ به الشعب السوداني.. عند دخول فولكر وبعثته الأممية المسماة “يونيتامس”، الأمر الذي جعله أشبه بالقرار الفردي . وبموجب طلب د. حمدوك الفردي هذا، أصدر مجلس الأمن قراره بالرقم (2524) بإيفاد بعثة الأمم المتحدة للسودان للمساعدة في الفترة الانتقالية ولمدة 12 شهر كمرحلة أولى ، تنتهي صلاحيتها بعد أيام قلائل مالم يتم التجديد لها.

وتهدف هذه البعثة الجديدة “يونيتامس” للمساعدة في تحول البلاد إلى حكم ديمقراطي ، ودعم حماية وتعزيز حقوق الإنسان، والسلام المستدام، وتنفيذ اتفاقيات السلام في المستقبل، ودعم تعبئة المساعدة الإقتصادية والإنمائية وتنسيق عمليات المساعدة الإنسانية.

ومنذ وصول البعثة قرابة العام ، تولى رئيس بعثتها فولكر إجراء لقاءات واتصالات لشرح مهامه ، والدخول في حوارات مع الأطراف السياسية، آخرها تشكيل مبادرة ثلاثية من الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد بحمل الأطراف السودانية للجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية لحل الأزمة.

دعت تلك المبادرة لاجتماع تحضيري يوم 10 مايو الماضي، وقد فشل. ثم عادت ودعت إلى حوارات غير مباشرة مع الأطراف السودانية، وما زالت “تتسكّع” !!.

هذه الأطراف السياسية ، من أهم أسباب خلافها هو عدم الجلوس مع المكوِّن العسكري بحجة أنه غير شرعي، في الوقت الذي فيه أنّ كل أحزاب السودان السياسية الآن لم تقم على قاعدة شرعية ، لأنه معلوم في كل العالم المتحضِّر ، أوّله الأمم المتحدة ، أنّ أساس شرعية الحزب تبدأ من انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب ، هذه القاعدة الجماهيرية وحدها التي تختار رئيس الحزب وأمين عام الحزب!.. وقولوا لنا بربكم! ، أي حزب من الأحزاب السودانية تم انتخاب رئيسه أو أمينه العام من قاعدة حزبية؟! . كل الأحزاب… قديمها وحديثها ، عليها إخبار رئيس المبادرة الثلاثية، متى كان أوّل إنعقاد مؤتمر تأسيسي لها ؟!… وإن كان فولكر يدري تبقى مصيبة !.. وإن كان لايدري تبقى مصيبتين !!!

إذن لا الأحزاب في الساحة السياسية اليوم جاءت بشرعية ، ولا المكوِّن العسكري جاء بشرعية…. وطالما أن الأمر كذلك لابد من تنازلات والجلوس لطاولة المفاوضات ، وتشكيل حكومة سيادي ومجلس وزراء يتفق عليهما الطرفان وخروج البلد لبر الأمان، بتحديد فترة انتقالية ، تتفرّغ الأحزاب خلالها لتوفيق أوضاعها ، بإقامة مؤتمراتها التأسيسية والمجئ برؤساء أحزاب حقيقيين تنتخبهم قواعدهم لخوض الإنتخابات، وعلى البعثة الأممية، إن تم التجديد لها، الترتيب لتجهيز ملعب للإنتخابات وتهيئة المناخ الديمقراطي للعملية السلمية لتداول السلطة.

عموماً تبقّى للبعثة الأممية في السودان أيّام ، وعليها أن تحث الأطراف بالجلوس وِفق هذا الأمر الواقع… وإلّا ” عليها يسهِّل.. وعلينا يمهِّل”، فالحالة السودانية لا تنتظر أكثر من ذلك، فالشعب قد نفد صبره، وحال البلد يسير نحو الأسوأ . وعلى أبناء السودان الخُلّص أن يعلموا أنه لاخير يأتي من الخارج ، فقد جرّبت كل الحكومات المتعاقبة ذلك، ولم تجني وتحصد غير الوعود والجري وراء السراب… ولماذا نجري وراء ذلك “السراب” الما حصّلو الجاري؟!. ولدينا نيل جاري ليس له مثيل في العالم ، ولدينا ثروة حيوانية لا تحصى ، ولدينا أراضٍ بكرة شاسعة على مد البصر تنتج قمحاً ووعداً وتمنٍ، وتحتها ذهب “مُجمّر” يسيل لعاب كل القوى العظمى، والتي تنتظر أبناء الوطن الواحد أن يتقاتلوا ، لإعلان الدولة الفاشلة ، وبالتالي إعلان الوصاية الدولية، لتورث تلك الدول الأرض ، وما تحتها ، وماعليها من ذهب وموانئ إستراتيجية كم كانت تتمناها وتحلم بها لتنافس بها في حرب المياه الذي قد بدأ! ، ويتم تنفيذ البند السابع بجدارة…. وتُمسَح من الوجود دولة كان اسمها السودان. 
كان اسمها أم درمان
كان اسمها الثورة. 

تعليقات
Loading...