اللواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب: تدخُّل دولي سافر وشعب أَبِي مازال صابر !!

الخرطوم :مرايا برس

بعد حلفها بالطلاق (ثلاث) ، وحسب لاءاتها الثلاث بأنّها لن تجلس مع المُكوِّن العسكري ، قالت أمس عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) سلمى نور ، وفي قناة الجزيرة مباشر ، أنها لن تبرم أي اتفاقية بأي وساطة ما لم يتحمّل المجلس العسكري مسؤوليته تجاه حماية السودانيين ، وإيقاف نزيف الدم الذي يُسفك في الشوارع.
جاء هذا التصريح تعليقاً على وساطة سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية “الضاغطة”! ومعلوم سلفاً لكي يجلس الطرفان (العسكري والحرية والتغيير) تمهيداً للتفاوض لابد من إيقاف أي تراشق بالكلام ، أو تشابك بالأيدي مع السلطات من خلال المظاهرات ،وعلى الأقل لوقف أسباب نزيف الدم وخلق أرضية صالحة للجلوس ومن ثم التفاوض ، لكن السؤال الكبير ! : هل تملك قوي الحرية والتغيير التحكُّم في الشارع ، وتقف أمام أولئك الشباب على الأقل لتخاطبهم وتقنعهم بأن يوقفوا المظاهرات لحين الجلوس مع المكوِّن العسكري ؟!… الجواب : لا أعتقد ذلك… لأن قوي الحرية والتغيير طيلة هذه الثلاث سنوات لم تلتق مع القوى الأساسية المحرِّكة للشارع ، وهي ( لجان المقاومة) .. ولا تستطيع أن تخاطبها .. ولن تقدر ! هي تتعاون معها في تأليب الشارع.. لكن بدون أدنى تنسيق … فهي بردّها على “السيدتين” السفارتين ، وبعد (الضغط) ، تريد أن تقول لهما بأنها ليس لديها أي مشكلة ، فقط على المكوِّن العسكري وقف نزيف الدم.. وتعلم تماماً أنّ نزيف الدم سببه الإحتكاكات التي تحدث أثناء المظاهرات، وببساطة جداً إن كانت قوي الحرية والتغيير تملك زمام الشارع ، فلتهدِّي من روع الشباب بأن يوقفوا المظاهرات لمدة أسبوع واحدة فقط ، للجلوس مع المكوِّن العسكري وإعلان نتيجة التفاوض لهم في مؤتمر صحفي يشهده ويسمعه كل العالم. لكنها لن تستطيع، في وقتٍ فيه تُعِد تنسيقات لجان المقاومة لمليونية ضخمة يوم 30 يونيو، حسب ما أعلنت.
وفي داخلها ، فإنّ الحرية والتغيير تعلم تماماً أنّ في جلوسها مع المكوِّن العسكري سيغلق الباب تماماً أمام معظم الأحزاب ، وستنفرد باللعبة السياسية، وستتولي أمر تشكيل الحكومة وإدارة ما تبقّى من فترة إنتقالية. وهذا ماتريده السفارتان ورئيس الآلية ، والذي كشف عن نواياه لينوي إدارة البلاد بقوى علمانية صرفة ، بعيداً عن الأحزاب الإسلامية كالمؤتمر الشعبي ، أو حتى التي لها مرجعية تاريخية إسلامية كحزب الأمة والإتحادي الديمقراطي والعدل والمساواة ، حسب أخر تصريح له بحظر الأحزاب الإسلامية ، لتنفرد الحرية والتغيير بهيكلة الدولة ، والتي أهمها تكوين مجلس تشريعي إنتقالي له حق التشريع خلال الفترة الإنتقالية ، وتشكيل مفوضية الإنتخابات من طرف واحد بعيداً عن أي حياد … ذلكم التشريع والتشكيل الذي يريد المجتمع الدولي أن يفصِّل له ( زي) على طريقته الخاصة ومزاجه وهواه… حينها وعندما يحين موعد الإنتخابات يكون كل شيئ مرتّب كما ينبغي له.
وهذا ما تحلم به السفارتان……. لكن الشعب السوداني صاحب الثورات الثلاث، أكتوبر، وأبريل ، وديسمبر ، يراغب عن كثب.. وفي نفسه يضحك من هذه التمثيلية السيئة الإخراج… ويتعجّب !!… والواعي ما بوصّو !!

تعليقات
Loading...