المولد النبوي بكسلا..رحيق المكان وعبق الذكرى.

كسلا :أحمد بامنت.

..

أسفل جبل التاكا عند مرقد السيد الحسن الميرغني بالختمية بمدينة كسلا يحتشد الآلاف من المحبين والمريدين في مواقيت وأزمان مختلفة في مشهد يفيض محبة وعشقا سرمديا وإعتقادا لايدانيه شك في حب أفضل الخلق سيدنا محمد(ص) ولمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين قدر عظيم، فهم يحبونه ويوقرونه ويعظمونه أكثر من أهليهم وأولادهم بل حتى من أنفسهم ولديهم طريقتهم الخاصة التي يعبرون بها عن حبهم لرسول (ص) وآل بيته من مشايخ الطريقة الختمية والسادة المراغنه الذين ينتسبون اليه كل هذا الحب مع إمتثالهم لسنته عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم، كما قال الحق سبحانه وتعالى : “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم” ومعروف عن السواد الأعظم من أهل السودان محبتهم للرسول (ص)ولعل الشاهد على ذلك ليلة ذكرى مولده عليه أفضل الصلاة والسلام فدوماً ما تكون ليالي إحياء ذكرى مولده ليالي مشهودة،فتستقبل مدينة كسلا وفود المحبين من المدن والقرى المجاورة في مشهد يتكرر كل عام رغم التحديات التي لم تعيقهم من حضور ختمة المولد بكسلا مع السادة المراغنة، وكأنهم بذلك يعلنون حبهم للرسول (ص) وبعيد عن جدل المشروعية والحكم وقريبا من احساس هؤلاء المحبين الذين يتدافعون لإحياء ذكرى مولده مشكلين بذلك لوحة ظلت تتفرد بها كسلا حيث نجد أن المولد بالختمية يتميز بالكثير وتسطيع ان تتلمس ذلك عشق الحاضرين وهم يتشكلون في حلقة منتظمة وبهدوء قلما تجدوه  في مناطق أخرى حيث يجلس الحاضرون في حلقة والكل يعرف مكان جلوسه وتكاد تجزم أن هذه الجلسة هي ذات الجلسة وذات المكان الذي جلست فيه العام الماضي وهو ذاته المكان الذي ستجلس عليه في العام القادم إن مد الله لك عمرك وكنت من الحاضرين.
وتبدأ قصة العشق الكبير حيث تجد الأدوار موزعة والكل يعرف مهامه ويقوم بها بعناية فائقة وهنالك مجموعة من الشباب يطوفون على الحاضرين بماء الشرب والخليفة فرج الله يعطر الأجواء برائحة الند والبخور وبعدها يبدأ الخليفة عبدالله باتيرا بقراءة لوح المولد موزعاً الأدوار بين فرق الاناشد التي تتبارى في الأناشد فتصدح فرقة الزاوية الختمية بأنشودة يارب بهم وبآلهم عجل بالنصر وبالفرج.
من بعدها تأتي فرقة السيد الحسن فتبدع في إنشاد ومدح المصطفي وبعدها تنشد زاوية الميرغنية وزاوية السيد جعفر بقيادة الخليفة حسن النورابي وبعدها تنشد رابطة الحلنقة والسواقي الجنوبية والسكة حديد وتنشد فرقة البردة رائعة الإمام البوصيري وفي هذه الأثناء يطوف الخليفة عبد العظيم المليك بأكواب الشاي على الحاضرين في محبة وحميمية متناهية وقبل آذان المغرب بقليل ترفع الصلاة ويتأهب المحبون لأداء الصلاة.

تعليقات
Loading...