الناقدة السورية د. عبير خالد تقدم دراسة ذرائعية لرواية دائرة الأبالسة للروائي محمد الخير حامد. 

الخرطوم :مرايا برس

(خروج من لعنة قتل الأب..واحتماء بخيمة الطيب صالح). 

مقدمة:

هل كان الطيب صالح، عبقري الرواية العربية، لعنة على الروائيين السودانيين؟ وهل يمكن بحال من الأحوال أن تكون روايته الأشهر (موسم الهجرة إلى الشمال) هدفًا يجاهد الروائيون السودانيون لبلوغ أفقه دون التطلّع إلى تخطيه؟ هل يمكن أن يكون هذا الرجل بأدبه رمزًا يوتوبيًّا لا تدركه حتمية الموت؟
الحقيقة المشهودة في الوقت الحالي أن (قتل الأب) أو على الأقل الانفلات من العيش في جلبابه، أمر قد حصل! فما عدنا نشهد، في مطلع الألفية الثالثة، وبعد الإطاحة بالبشير، إلا النزر القليل من الأعمال السردية المستنسخة عن مواضيع عبقري الرواية العربية، وفضاءاته وعوالمه (القرية – الغيبيات -الغرائبية – الشخص الغريب والشخص الحكيم…)، وإنما بتنا نشهد موضوعات تلتصق بالواقع المعاش, تعرّيه؛ وتفضح سوءته، بجرأة لم نشهد لها سفورًا من تحت عمامة الطيب صالح؛ ولكن أثر الطيب صالح أقرّها، من خلال جائزته المشهورة التي منحت هذه الأعمال شهادة الفوز والتميّز. وهذه ظاهرة صحية، تنبّه لها الأدباء السودانيون المعاصرون، بعد فترة ركود نامت فيها عجلة الأدب عندهم، لأنه انفصل عن مقتضيات التحوّل التكنولوجي والأيديولوجي وما رافقه من تطور اجتماعي وتغيرات سياسية واقتصادية ومجتمعية عامة.
وهذه الرواية المعنونة بـ(دائرة الأبالسة) للأديب السوداني محمد الخير حامد، والفائزة بجائزة الطيب صالح الدورة السابعة عشرة للعام 2019، هي من هذا النوع من الأدب الروائي السوداني الذي اختار فضاء الواقع المعاش ليقوم بمهمّة تخلت عنها السلطة الرابعة- الصحافة- وهو قلم من أقلامها الحرفية، لكنه لم يتلقّفها بقلم الصحافة، بل تلقّفها بقلم الأدب، القلم الأمين الذي لا يداهن ولا يخضع إلا لحرية الفكر ورصانة الأدب وخلفيته الأخلاقية الهادفة لتوصيل رسالة مجتمعية هدفها بناء مجتمع أفضل.

تجنيس الرواية:

رواية واقعية.. تتبع المدرسة الواقعية النقدية تحت نظرية الفن للمجتمع.

مستويات الدراسة الذرائعية:

أولًا- المستوى الأخلاقي:

البؤرة الفكرية الثابتة:

الثيمة الرئيسية التي حملها العمل هي ثيمة الفساد الإداري والوظيفي في المؤسسات الخاصة الاستثمارية، والوسط السياسي الذي نمت وترعرعت فيه تلك الآفة، فإذا كان الحال مأفونًا في المؤسسات الخاصة، فكيف هو في المؤسسات الحكومية؟!

لقد انتهج الكاتب منهج الواقعية النقدية في معرض طرح موضوعه، لكنه تجاوزه إلى الواقعية الاشتراكية حينما طرح حلوله لعلاج تلك الآفة، وما دائرة الأبالسة إلا نموذجًا مصغرًا للدولة التي تعفّن فيها كل شيء، الشخوص، والنفوس، والضمائر، بفعل المحسوبيات والجشع والسرقة والاختلاس واستغلال النفوذ، والخوف من فقدان الكرسي الوظيفي، والتخلُّف الفكري والعقائدي والخيانات والانحطاط الأخلاقي والثقافي والوجداني، لا يختلف مدير الدائرة عن رأس السلطة الحاكمة، ولا مرؤوسوه عن حاشية تلك السلطة الفاسدة، لكن .. وسط تلك العتمة العفنة، تلمع أضواء خافتة، لضمائر قررت الخروج من خيانة الصمت، حينما حاقت بها شباك الغدر، يعني عندما وصل البلل لذقونها، استفاقت لتقلب الطاولة، وليشتعل بريقها بثورة عارمة.

أحداث الرواية تدور في فترة الحقبة الأخيرة من حكم البشير، وتتبنى أحداث الثورة في بداياتها، ثورة، أشعل فتيلها انتقام شخصي، ما لبث أن تحول إلى ثورة شعب استطاع الإطاحة بمستغليه، ويجاهد لبلسمة حروقه واستعادة عافيته وكرامته وثرواته المنهوبة.

الخلفية الأخلاقية:

بنى الكاتب صراع الانحسار على خلفية أخلاقية عادلة مسنودة على قوانين المنظومة الأخلاقية الأدبية التي لا تقر نفادًا من القانون لأي جرم أو مجرم، كما تنبع أخلاقيتها من أن الكاتب لم يسندها على جدار التشهير والفضيحة، بل على جدار المواجهة بين سلوك الفاسد وضميره:
كان عاصم يفكر في تعذيبهم جميعًا. محمود عبد الكريم , كمال غريب, صادق عبد الرحمن, وحتى إبراهيم وهبي, سعى لترويعهم وإذلالهم أكثر من فضحهم, وتمنى أن يرى ما حدث لكل واحد منهم, وعندما أتته اللحظة الفاصلة؛ جمع كل المستندات والمراسلات المالية التي تكشف فسادهم, وأرسل إلى كل منهم نسخته التي تخصّه في طرد خاص.

ثانيًا- المستوى المتحرك:

عناصر التشابك السردي:

العنوان: وُفّق الكاتب في اختيار العنوان كمكوّن نصّي مكثّف ومختزل لمضمون العمل الروائي. عنوان مكاني(دائرة)، وصفي، قاطنوها وصفهم بـ(الأبالسة).
الاستهلال: مسحوب بخيط التشويق على لسان سارد عليم, يصف الحركة الاضطرارية لضمير رجل (هو) قام بفعل مؤذ في حق رجل منسوب بالأبوة لشخصية أنثى (هي)، يصفها بالبريئة، إذًا؛ هو استهلال تقديمي لشخصيات العمل الروائي، عبر حركية الأفعال الداخلية, الغامضة التي تنتظر الإفصاح عنها، يقول:
ضميره يؤنبه بشدة، لأنه قام بفعلته الأخيرة ضد والدها وهي لا تعلم بما حدث، بريئة هي، ولا تستحق أن تُعامل بهذه الطريقة القاسية، لكنه قدرها الذي لم تخترته هي؛ ولم يكن له يدٌ فيه. والدها وزمرتهم هم مَنْ تسببوا في كل ما حدث.

الموضوع: الموضوع الرئيسي كما أسلفنا كان موضوع الفساد، الذي أطّر صورة مجمعة لكل المواضيع الجانبية المنبثقة أو المكوّنة له، منها الدسائس والمؤامرات بين أفراد المؤسسة الواحدة، وكذلك العلاقات المشبوهة بين رأس الهرم والقاعدة، من العاملين مرورًا بالمرؤوسين، تلك العلاقات المحكومة بالخوف من الفضيحة، حين يخضع العقل المدبر لسلطة الماورائيات والغيبيات أو الخرافات، كما خضع المدير ليونس وحسن فكة، وكذلك الخوف من فقدان السلطة, حين يخضع الضمير لتهديد السلطة العليا.
أيضًا، أثار الكاتب موضوع الرشوة والابتزاز في المؤسسات الإعلامية عمومًا، والسلطة الرابعة (الصحافة) خصوصًا، التي خانت أمانة الكلمة، وتخلّت عن الدور الهام والحسّاس المنوط بها في تعميم المعرفة والتنوير وتشكيل الرأي وتوجيه الرأي العام والإفصاح عن المعلومات وخلق القضايا، وتمثيل الشعب، واختارت السكوت واستلام المقابل.
عرض الكاتب أيضًا لموضوع التحرش في حرم المؤسسات الوظيفية، والأحكام التعسفية بالفصل من العمل أو الإبعاد بحق المتحرش بها.
كما عرض لموضوع اختراق الحسابات الالكترونية لأغراض مختلفة، تتراوح بين التجسس بقصد الابتزاز أو كشف الأسرار والفضائح بقصد التسلية.

الحبكة: شكّلها الكاتب من العديد من الحبك السردية الفرعية، قام بجمعها وتضفيرها في ضفيرة واحدة، استقامت من لحظة الذروة (حين كشف يونس لعصام العلاقة بين المدير وحسن فكة وتداعيات ذلك الكشف على كل الشخصيات) من بعدها بدأ مثلث الانحسار, مثلث الانحسار كان صراعًا دراميًا حقيقيًا اختلف بشكل كبير عن مثلث الصراع الدرامي الأساسي الذي تصاعد من عتبة العنوان باتجاه الذروة, هذا الصراع كان مخفيًّا بالمقارنة مع صراع الانحسار الذي شهد حركة فاعلة راديكالية حقيقية، وانقلاب فكري كبير باتجاه الانتصار للضمير في معركته مع الفساد والفاسدين.

النهاية: رغم أنها كانت نهاية راديكالية إلا أنها كانت منطقية على قانون السببية. حيث تلاشت الأحداث باتجاه حدث النهاية، كما انكمشت الشخصيات، وانعزل الكثير منها خارج ميدان الحدث، وبقيت فقط الشخصيات الفاعلة (عصام وحسام)، والمفعول بها، المدير: لم يفعلوا شيئًا حياله، ويبدو أن ربطة العنق وحدها هي التي أسدلت الستار عن خواتيم الحكاية.
حكى حسام لصديقه كل ذلك وختم حديثه بقوله:
“بعدها طبعًا هرعت كل المؤسسة لنجدته، لكنها لم تفلح في شيء أكثر من إلحاقه بمستشفى الحالات الحرجة، وما يزال حتى اللحظة بغرفة العناية المركزة”.
بهذه النهاية، استخدم الكاتب تقنية التدوير لإجلاء اللبس وتفسير التلغيز في حدث البداية، لتحقيق قانون السببية استخدمه الكاتب على امتداد المتن السردي استخدامًا موفقًا.

الشخصيات: مبنية بدقة، بكل أبعادها الجسدية والنفسية والاجتماعية، رغم كثرة عددها.

عناصر بناء الحدث السردي:

التشويق:

إن التشويق هو أول عنصر من عناصر بناء الحدث السردي، وهو الذي يتحدد-بوفرة وجوده- نجاح العمل السردي أو فشله.

لفتني في هذا العمل الطريقة التي اتبعها الكاتب في بناء الحدث السردي، والمشهدية التي برع في رسمها ورشقها بعناية بين فصول المتن السردي، حيث جعلها مرابط لحبل التشويق الذي مده وشبكه من العنوان، (دائرة الأبالسة) المشبك الأول، وانتهاءً بالمشبك الأخير حدث النهاية، مارًا عبر المشاهد كمرابط يشبك ويسند عليها حبل التشويق.

الكاتب اتبع طريقة الارتجاع الفني في عرض الأحداث، حيث عرض الحدث في نهايته، ثم رجع الماضي ليسرد القصة كاملة، وهذه الطريقة مستخدمة بكثرة في مجالات تعبيرية مثل الأفلام السينمائية، والكاتب يدرك ميزاتها، وكأنه يؤهل العمل ليكون مستقبلًا سيناريو لفيلم سينمائي، لذلك كثرت في المتن السردي المشاهد السيناريوهية، فمثلًا، بعد فصل الاستهلال، نجده يزج بمشهد وصفي مباشر:
مشهد العربة المرسيدس، وأبوابها المفتوحة على مصراعيها، مع صوت مذياعها المرفوع لأعلى درجاته صادحًا بالموسيقى والأغاني، كان هو المشهد المألوف ….
ولم يدخر الكاتب جهدًا بتمرير تدريجي لشخصيات العمل، حتى عبر المشاهد السيناريوهية، التي أجاد توقيت قطعها أو بترها بنفس الدرجة التي أجاد فيها توقيت زجها، ليلعب عموديًا على حبل التشويق المشدود أفقيًا بين العنوان والنهاية. وعبر هذا المشهد مرر شخصية (يونس) بكل أبعادها الجسدية والاجتماعية والنفسية، وفي آخر المشهد تتسلل شخصية (حسن فكة)، عبر حوار غامض بينه وبين يونس، ويلخص السارد العليم العلاقة بينهما، كاشفًا- بمواربة القصد منها التشويق والجذب- جانبًا من شخصية حسن فكة، لكن هذا الكشف يضع القارئ في وضع محفز للاستزادة التعريفية عن تلك الشخصية:
…. وكثيرًا ما لاحظ أن ما يقوله حسن فكة للناس، أو يصرح به في أحاديثه العابرة؛ كان يصبح حقيقة ماثلة بمرور الأيام، بل وتتكشف تفاصيله، أو يحدث كما قاله هو بالتفصيل، كله أو بعضًا منه، وكما رواه أمام الجميع، فهو الشخصية التي كان يبحث عنها.
عند هذا الحد يقطع الكاتب المشهد السيناريوهي، لينتقل إلى حدث سردي، لا يغفل عن استهلاله بأسلوب مشوق أيضًا، مستخدمًا الاستهلال الزمكاني، كما يلي:
في نفس هذا اليوم، وقبل سنوات. دخل هو إلى المؤسسة.
من هو؟
إنه عصام مأمون الرشيد، الذي نصبه الكاتب شخصية محورية بطلة، وسط العديد من الشخصيات التي كانت شخصيات محورية بطلة حين قدمها السارد العليم من الداخل ومن الخارج عبر الفصول المشهدية الخاصة بها.

العنصر الثاني من عناصر بناء الحدث السردي هو عنصر التعبير:

والمقصود به (التعبير عن نفوس الشخصيات وحسن التوقيع والانتظام في حبكة شديدة الترابط وأن يكتسب صفة السببية، وحتى يبلغ الحدث درجة الاكتمال، فإنه يجب أن يتوفر على معنى، وإلّا ظلّ ناقصًا). وقد استطاع الكاتب تحقيقه عن طريق إتاحة مساحة كافية للسارد العليم ليستخدم الطريقة التحليلية، ليغوص في أعماق الشخصيات، وينقلها للمتلقي بأمانة، وبما يحقق الاتساق بين المكنون النفسي الداخلي والسلوك الاجتماعي الخارجي، وإن كانت الطريقة التمثيلية في عرض الشخصيات، وطريقة الترجمة الذاتية في سرد الأحداث، أكثر جدوى في إعطاء الكاتب براحًا أكبر في تحليل الشخصيات والأحداث معًا بعيدًا عن المباشرة، وعلى لسان الشخصية ذاتها، ما يبعده عن الاتهام بالهيمنة والسطوة على أفكار شخصياته ومسار الأحداث، لننظر كمثال، كيف أتاح الكاتب، من خلال السارد العليم- الفرصة لمدير المؤسسة، محمود، وهو الشخصية المحورية المعارضة للتعبير عن انطباعاتها النفسية وسلوكياتها:
ورغم أن أهله وأقاربه وجيرانه كانوا يصنعون حوله حالة من النجومية والتقدير، ومع تلك الهالة الأخرى التي كان يضفيها هو على نفسه، إلا أنه بدا منفعلًا وغير جاهز لمخاطبتهم، كان موقنًا بأن البعض يفهمونه، ولا يضعون له أكثر من قيمته الحقيقية. ويعلم بأن هيبته المصنوعة لن تطغى على الجميع، وبالرغم من أنهم كانوا يدركون بأنه المسؤول الأول بالمؤسسة، وبإمكانه فعل أشياء كثيرة ضد مصالحهم، لكن ثقتهم كانت شيئًا آخر، وربما لم ينتبه في غمرة تعاليه إلى أنه إنسان يمكن أن يخطئ مثل غيره من الناس، وأن حديثه قد يحتمل الخطأ والصواب….

العنصر الثالث من عناصر الحدث السردي هو العاطفة:

فقد وجدناها عبر علائق ثنائية عدة، أصدقها وأكثرها بروزًا علاقة الحب التي ربطت بين قلب البطل عصام وأريج بنت مدير المؤسسة، على الرغم من أن الكاتب كان سطحيًا نوعًا ما في إقناع المتلقي بجدية وعمق تلك العاطفة، إلا أنه، وعبر سارده العليم، نقل ملامح تلك العاطفة بكل اختلاجاتها وهي في طور النشوء والابتداء، فشهدنا تكرارًا لجمل ومفردات تحمل ذات المعنى:
استعان بالكثير من عبارات السلام والترحاب ليصلها إحساسه المتبتل الملتاع، لهفة انتظاره لهذا اللقاء كانت كدفقة بوح صاروخية قادمة من أديم الحرمان والأسى……
هي نسيت وقائع اللحظة، والزمان، والمكان، … كان عشقه داخلها متكورًا ومستديرًا ككتلة من اللهيب والاحتراق …. هو فقط من تحداها وكسر يقينياتها التي كانت لا تعترف بالحب والعواطف والهوى…. كسر القاعدة التي تسير عليها، ورمى بعيدًا بكل قناعاتها السابقة، بعثرها لقاؤه….
الثنائية العاطفية الأخرى كانت بين عادل مرحوم وبنت خالته رجاء، والتي انتهت على يد زوجته المسيطرة على كل مفاصل حياته، دون أن ندرك لماذا كان الزواج عادل من رجاء ( بالسر) هو الأمل والدافع الذي قد يوصله لمراده!

والعنصر الرابع من عناصر الحدث السردي هو زمن الحدث:

فالحدث السردي يستغرق أزمنة مختلفة، منها زمن الحبكة أو الزمن الخاص وقد حددها الكاتب بعدة سنوات سابقة، حين بدأت الأحداث بشتاء وانتهت في ليل خميس، لم يحدّد الكاتب فيها يومًا ولا شهرًا ولا سنة، وهنا يلزم توجيه انتباه الكاتب لهذه الحيثية، أما الزمن العام فهو فترة السنوات الماضية حتى نهاية 2015تاريخ انتهاء كتابة الرواية كما ورد.

ثالثًا- المستوى البصري:

المدخل البصري:

الغلاف بألوانه الظلالية بين الأبيض والأسود، واللوحة التي يتجسد فيها رقعة مدورة يتحرك فوقها أجساد لنفر من الأشخاص بوضعيات مختلفة، البقعة محمولة بين أصابع مشققة الأظافر، مفاصلها العظمية شأفة، فوق الرقعة كرة على شكل بيضة مغروس فيها نبتة وحيدة، عميقة الجذور، وكاملة الساق مورقة.
لوحة الغلاف كدلالة بصرية تحيل إلى صراع بين واحد، ضد جماعة، وهذا ينسجم مع مضمون الرواية وعنوانها، حيث الصراع بين الواحد (الضمير_ التنوير_ الحق) ضد آفات الفساد والمفسدين.
العمل يمتد على مساحة حوالي 190 صفحة، مقسم على 14 فصل متضمنًا فصل النهاية، التنسيق المطبعي (الفقرات والهوامش وعلامات الترقيم) جيد جدًّا، الأخطاء الإملائية قليلة.

المدخل اللساني:

استخدم الكاتب الألفاظ والمفردات السهلة والمتداولة، رتبها حسب النظم السحري النحوي الذي تتميز به الجملة العربية الفعلية (فعل – فاعل.) أو الإسمية (مبتدأ – خبر -شبه جملة – فعل ناقص) اعتنى بالبناء الجمالي والبلاغي مستخدمًا علم البيان والبلاغة. استخدامه لألفاظ غربية معاصرة خلق حيوية وطزاجة في العمل.

الأسلوب:

ناوب بين الأسلوب التقريري المباشر، وبين الأسلوب الإنشائي الأدبي.
الأسلوب التقريري مكتسب من مهنته الصحفية، لم يفصل العمل عن أدبيته، سيما وأن الصحافة طرفًا رئيسًا من أطراف الصراع.
الأسلوب الإنشائي الأدبي أيضًا مكتسب من أدبية الكاتب كشاعر وقاص.

الخاتمة:

مرور سريع على هذا الأثر الفائز، متمنية للأديب محمد الخير حامد متابعة المسير في هذا الدرب الأدبي الرصين، ليكون من حمَلة الرسالات الإنسانية والمجتمعية النبيلة.

تعليقات
Loading...