الناقد عزالدين ميرغني: النقد لا يحاكم المؤلف أخلاقيا..ولا خطوط حمراء.

الخرطوم :مرايا برس

مدخل..

الناقد الأدبي عزالدين ميرغني هو أحد النقاد القلائل في هذا الجانب الذي عزا ندرة النقاد لصعوبة هذا الفن الذي يتعلق بالموهبة قبل العلم، وهو واحد من أهم الأصوات في الساحة الأدبية والفكرية والثقافية في البلاد وهو من المنادين بتطويع العامية السودانية وتفصيحها حتى تحفظ كثيرا من مفردات اللغات الأخري مثل اللغة النوبية، والبجاوية وغيرها من اللغات واللهجات السودانية القديمة، جلسنا مع الأستاذ عزالدين ميرغني فكانت هذه الدردشة الحوارية…

– ندرة في النقاد؟.

في كل العالم نجد عدد النقاد قليل لأنها موهبة إضافة الى أنها تحتاج لقراءات عميقة ومتواصلة تأتي بعد أن يصقل الناقد نفسه بالعلم والمعرفة، والنقد مدارس متنوعة في السودان هناك تخوف من النقد، إضافة الى أن الجامعات السودانية لا تحفل بالنقد الحديث فمنهج النقد لديهم يرتكز على القديم فقط.

– هل هناك أزمة نصوص ادبية؟.

في الشعر بالتحديد ليست هنالك مشكلة لأن الشعر قديم في السودان ولكن هنالك  أزمة في الرواية تحديداً أما فيما يخص القصة والشعر هاتين جذورهما ضاربة في القدم  اما الرواية حديثة حتى في العالم كله وليس السودان فقط ولايعني بالضرورة أنه ليس لدينا روائيين فوجود عيسي الحلو، إبراهيم إسحاق وأمير تاج السر يعني أن الرواية بخير لكن رغم ذلك فهي أضعف حلقات المنتوج الأدبي لأسباب عدة منها تقليد الاخرين.

– الخروج عن النص هل يعني الشهرة؟.

النقد لايجامل في مثل هذه الاشياء اذا كان الكلام عن الممنوع مثلا يفيد النص او تم توظيفه مثل الطيب صالح فالنقد لايحاكم الكاتب أخلاقيا فهنالك من يحاكمه في هذا لكن طالما النص نزل الى السوق واشتراه القارئ يبقى أن يقول الناقد كلمته ورأيه فيما اذا كان هناك اسفاف في الكتابة أم لا،اذا حاول الكاتب أن يوظف الجنس توظيفا دعائيا فإن النقد لايرحمه واذا كان وظفه توظيفا دلاليا مثال بت مجذوب في موسم الهجرة للشمال للطيب صالح كان النص يحتاج لمثل هذا التوظيف.

– هل المجتمع بمثل ما تم توصيفه؟

 المجتمع في الإقليم الشمالي هكذا فالمرأة اذا وصلت مرحلة عمرية معينة تصبح كالرجال وبت مجذوب نفسها عندما جد الجد كانت قوية جداً عندما ماتت حسنة بت محمود قامت بتجهيزها وبعثت الى الناس لسترها وكانت تتصرف كالرجال، لكن اذا كان هنالك اسفاف كتابي فلن نرحم الكاتب ، بعض الكتاب يريد توظيف هذا الاشياء لتُمنع كتبه لينال الشهرة وهذة دعاية رخيصة جداً لايقبلها النقد.

– هنالك خطوط حمراء لايمكن تجاوزها في النص الادبي؟.

في النقد لاتوجد خطوط حمراء ولكن المجتمع لديه خطوط حمراء سوى كان في إنجلترا أو أمريكا او في أي مكان لديه خطوطه الحمراء والكاتب الواعي هو الذي يضع خطوطه الحمراء بداخله حتي ولو كان يسمح بها المجتمع.

– الطيب صالح بنى شهرته علي موسم الهجرة للشمال؟.

أكيد بالطبع لانه ببساطة نص انساني عالمي وفي رأي الكتابة الإنسانية هي الخالدة لأنها تنطلق من المحلية، مصطفى سعيد سوداني لجأ الى الشمال يزرع ويحصد وتزوج واستقر ودائماً الشهرة في الرواية تأتي من الجوانب الإنسانية.

– أي مدرسة من النقد يتبناها الناقد السوداني؟.

الكتابة السودانية واقعية اذا كانت في القصة او في الرواية لذلك المدرسة النقدية السائدة في السودان هي المدرسة الواقعية.

– الناقد السوداني يؤطر نفسه داخل النص السوداني فقط؟

الأدب السوداني غير معروف أو مشهور دعك من النقد فإذا لم يصبح الأدب السوداني مشهور من الصعب ان يكون النقد مشهوراً ولا يمكن ان يتجاوز حدود المحلية  فيجب علينا تجويد المنتوج الأدبي المحلي ونبدع في فنون الرواية والقصة والشعر ومن ثم نلتفت الى الآخرين فهي ليست عنصرية كتابية، والناقد اذا حاول ان يكتب من اجل الشهرة تكون كتاباته ليست بالقدر المطلوب ونحن أهملنا الطيب صالح لأننا لم نستطيع ان نكتب عنه أحسن مما كتبه النقاد الآخرين.

– هل على الكاتب وضع رقيب داخلي؟.

بكل تأكيد لا،، ليس على الكاتب أن يكتب لإرضاء طرف او آخر ولكن هنالك خطوط حمراء في المجتمع يجب عدم تجاوزها فما يهم الكاتب القارئ الذي يشتري هذا الكتاب.

– المعايير الفنية التي تحكم بها على النص؟.

في البداية يجب ان يكون الناقد متذوقا للنص وأحيانا قد تتذوق نص غير مقبول لدى الناس ويجب ان تفسر لماذا تذوقت هذا النص تحديداً  وفيما يخص القصة والرواية والشعر ما يهم الناقد اللغة اذا كانت ركيكة فإنها تنسف النص،، جمال اللغة ثم عمق المعنى ثم بعده نقيس درجة الخيال عند الكاتب هل أتى بشئ جديد أم نقل الواقع كما هو،  ثم درجة التوصيل للمتلقي الجسر الذي بناه الكاتب من اجل ان يصل النص الى المتلقي.

تعليقات
Loading...