الولايات المتحدة تتخلى عن دعم عملية السلام في جنوب السودان لعدم جدية القيادة السياسية 

جوبا :مرايا برس

 يعكس تجدد الاشتباكات بين المتمردين والجيش في جنوب السودان هشاشة الأوضاع الأمنية في البلد الذي تمزقه الصراعات الإثنية والعرقية، فيما تحمّل القوى الدولية القيادة السياسية في الدولة حديثة العهد مسؤولية تنامي العنف.
وقال مسؤول بجيش دولة جنوب السودان إن 15 شخصا على الأقل لقوا حتفهم الخميس، بعد اشتباكات بين المتمردين والجيش.

وقال المتحدث باسم الجيش جيمس لول رواي كوانج إن متمردي قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان شنوا الهجوم في ولاية الوحدة الغنية بالنفط.

وهذه هي المرة الثانية التي تهاجم فيها قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان جنودا خلال الأيام الأخيرة.

وقتل المتمردون 12 جنديا الأسبوع الماضي، في هجوم أدانته بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان “يونميس”.

وقالت الولايات المتحدة إنها لم تعد تسعى لدعم عملية السلام في جنوب السودان بسبب عدم قيام القيادة السياسية ببذل جهود في هذا الصدد.

وجاء في بيان وزارة الخارجية الأميركية “تأسف الولايات المتحدة لفشل قادة جنوب السودان في تنفيذ الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم لإحلال السلام في جنوب السودان”.
ونال جنوب السودان استقلاله في 2011 بعد حرب أهلية استمرت عقودا ضدّ قوات الخرطوم، لكنّ الدولة الوليدة ما لبثت أن انزلقت بعد عامين فقط إلى حرب أهلية دامية، خلّفت ما يقرب من 400 ألف قتيل وأجبرت الملايين من الأشخاص على الفرار من ديارهم. وفي مطلع 2020 تمّ التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بين الخصمين السياسيين الرئيسيين، الرئيس سالفا كير ونائبه رياك مشار، زعيم المتمردين السابق.

وفي هذا الاتفاق تعهد كير ومشار بتوحيد قواتهما لإعادة بناء البلد المدمّر، غير أنّ العملية السلمية ما لبثت أن تعثرت، إذ لم تُحترم البنود الرئيسية لاتفاقية السلام، كما أنّ المقاتلين الموالين لهذا المعسكر وذاك، والذين تباعد بينهم انقسامات عميقة، لم يلقوا أسلحتهم.

ويعتقد المحللون بوجود سببين أساسيين للاضطرابات في جنوب السودان، أولهما التأثير القبلي الكبير والثاني محدودية تحكم الحكومة المركزية في الجيش.

والوضع القبلي المعقد في جنوب السودان يتجسد في جيش جنوب السودان، والجنود مستعدون للقتال من أجل مصالح قبائلهم وعائلاتهم، في حين تقف الحكومة المركزية عاجزة أمام ضبط الأوضاع الأمنية.

ويرى المحلل السياسي السوداني بشير حسن أن الوضع في جنوب السودان “خطير للغاية”، وقادة الدولة يواجهون “أقسى امتحان” منذ تأسيس الدولة.

ويعتقد أن أكبر مشكلة يواجهها جنوب السودان سواء بالنسبة للمسؤولين أو المواطنين العاديين “هي عدم معرفة كيفية إدارة الدولة”.

المصدر : العرب اللندنية 

تعليقات
Loading...