بابكر يحي يكتب: إضراب الشرطة ؛ للوطنية أكثر من عنوان!!.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس

صفوة القول… بابكر يحي

ولكأنهم اليوم يعيدون للسودان مجدا؛ ولكأنهم يعيدون فينا الأمل ويهمسون في آذاننا جهراً بأن جهاز الشرطة مليئ بالشرفاء؛ الشرفاء الذين يقولون ربنا أرنا الحق حقا ووفقنا الى اتباعه وأرنا الباطل باطلا ووفقنا لاجتنابه!!..
رجال الشرطة اليوم أكدوا أن إنسانيتهم أسمى من التعليمات، وأن كرامتهم أرفع من الأنقياد الأعمى ، وأن عزتهم أكبر من أن يداس القانون في عهدهم ؛ رجال الشرطة أكدوا أنهم واعون بدورهم الوطني وأنهم مدركون لكل التحديات..!!
رجال الشرطة تجاوزوا صغائر الأمور ورضوا أن يعملوا في أسوأ الظروف وقابلوا البؤس بمزيد من الصبر وقابلوا إهانة (صبيان القحاته) بمزيد من الحلم وظلوا كالشمس تهب الضياء بلا مقابل
رجال الشرطة أكدوا إنهم ليسو عبيد مأمورون ، أكدوا أنهم أصحاب إرادة وأصحاب عزيمة وقادة تغيير ، أثبتوا أنهم أشاوس وأبطال لا يخافون الفصل التعسفي ولا يتوارون خوفا من قادة دولة الخراب والدمار ؛ أكدوا أنهم أكبر من أن يهددوا من قبل أشخاص قد همتهم أنفسهم ورضوا بالذل والإهانة مقابل كرسي لا يسمن ولا يغني من جوع!!..
أثبت رجال الشرطة اليوم انهم انضموا لهذا الجهاز من أجل الناس ؛ ومن أجل خدمتهم – لا من أجل السلطة وعرض قليل من الدنيا ، أثبت هؤلاء الأبطال أنهم أصحاب بأس شديد، فهنيئاً لهم بهذا الإنجاز العظيم..!!

*صفوة القول*
لماذا لا تضرب الشرطة ؟ ألم يكونوا متأثرين بالأوضاع مثل غيرهم من الناس ؛ ألم يكونوا جزء من عامة الناس يأكلون الطعام ويشترون من الأسواق ؟ هل يصرفوا (بالدولار) مثل منسوبي مكتب حمدوك ؟! لماذا يستغرب الناس من إضرابهم فقد أضرب من قبلهم الأطباء وهاهي دولة قحت مضربة عن العمل لمدة عامين كاملين – فلماذا لا يستغرب الناس من ذلك ؟ لماذا يريدون من الشرطي أن ينفصل عن احساسه وعن أهله ، ففي نظر هؤلاء أن رجال الشرطة من كوكب آخر ؛ ومن نوع بشري خاص ، فكأن رجال الشرطة لا يشعرون بما يشعر به الناس، كأن طموحاتهم في الحياة صارت محصورة في ارتداء الكاكي والتمتع بالسلطة فقط، كأن لم يكن لهم أبناء وأهل وأقارب يحتاجون للإنفاق عليهم؛ والأغرب من ذلك كله والأدهى والأمر تصريح قادتهم فقد كانت أسوأ بمليون مرة من تصريح ناشطي قحت وشفاتتهم الذين كانوا يرددون (كنداكا جا بوليس جرا)؛ تحيتي مجددا لرجال الشرطة فقد أكدوا أن للوطنية أكثر من معنى، والله المستعان.

تعليقات
Loading...