بالواضح…:كواليس لقاء أبوظبي… هل فهم البرهان اللعبة؟..

فتح الرحمن النحاس.

*رغم التكتم الإعلامي الذي طوق مائدة الحوار الأمريكي السوداني الإماراتي في أبوظبي، ورغم محاولات العميد أبوهاجا مستشار الفريق البرهان (تغبيش) الحقيقة وتقديم دفوعات (مسطحة) لدرء اللغط الذي دار ويدور حول اللقاء، إلا أن الحقيقة طلت برأسها من تحت (الغطاء السميك)، فقد رشحت معلومات لأننفي صحتها وفي ذات الوقت لأنوليها الإعتراف الكامل، لكنها على أي حال تعطي صورة واضحة وتكشف عن (الوحل) الذي وقع فيه الوفد السوداني هناك، وأن موقفه على الطاولة أقرب إلى الضعف أو (فقدان الحيلة) أمام مطروحات التفاوض، التي يبدو أنها جاءت (قاسية)، وأكبر من إحتمال طاقة الوفد، ويفضح هذا الضعف ماجاء في مكتوب العميد أبوهاجا الذي أفصح عن ماأسماه حاجة السودان لتخطيط (إستراتيجي) و جراحة (ماهرة دقيقة)، والتفكير خارج الصندوق، وتكوين (عقل جمعي)، والبحث في (خشم البقرة)، لإيجاد حلحلة للمعضلات الداخلية والخارجية التي يعاني منها الوطن…!!
هذا إعتراف من الرجل بأن الوفد السوداني ذهب إلى أبوظبي وهو خالي اليدين والذهن من أي (رؤية تفاوضية) سليمة، فغدا سفره أشبه بالرحلة السياحية التي تفتقر للمعنى والمحتوي، أو هو محاولة (لإختلاس) الإرادة الوطنية لصالح أجندة خارجية…!!
*فإن كان صحيحاً أن (الهدف) كما قال أبوهاجا، هو إيجاد حلول لعلاقات السودان الخارجية، التي زعم أنها كانت ملقاة داخل (بئر)، وإيجاد وضعية جديدة للسودان في المجتمع الدولي، فإذن لماذا لم يسبقه ماقال به من التفكير الجمعي خارج الصندوق والتشاور مع شركاء الحكم؟! لماذا فجأة أضحى ذلك مهماً بعد إنفضاض سامر المفاوضات؟! ألا يثبت ذلك ماذهبنا إليه بأن الوفد وجد نفسه في مواجهة مطلوبات أو (إشتراطات) من الإطراف الأخرى، هي بالضرورة أكبر من إحتماله؟! هل يمكن أن نصف الرحلة بأنها كانت (مغامرة) غير محسوبة النتائج؟!… أغرب من هذا فإن السيد أبوهاجا يصف الحوار بأنه مجرد (محاولة) لتأسيس علاقات خارجية، فإن كان الأمر هكذا، فهل يحتاج (لوفد كبير) برئاسة رئيس مجلس السيادة؟! أليس هذا أشبه بمحاولة (تفكيك لغم) قد ينفجر في وجه من يفككه إن لم تكن لديه الدراية الكاملة بمهمته؟! ثم متى كانت مصائر الدول والشعوب تخضع (لمناورات ومحاولات) ينطق لسان حالها بعدم قيمتها؟! ثم ماذا يعني إعترافك أولا بضرورة التشاور والتفاوض الداخلي حول هذه القضايا، ثم تعود وتصف ذلك بأنه إهدار للوقت وفقدان للفرص المتاحة؟! فأي فرص هذي وأين تكمن؟! هل تقصد أن نرهن إرادتنا لجيفة التطبيع؟! أم لأموال ملغومة نرجوها من آخرين؟!*
*من تصريح السيد مستشار الفريق البرهان، يتضح أن هنالك (إتفاقات تمت) وتتبعها حوافز لاحقة، نرجو ألا تكون (ثمناً بخساً) لبيع الدين والإرادة والتأريخ والثوابت الأخلاقية..!!

*سنكتب ونكتب…!!!*

تعليقات
Loading...