برف هاشم علي سالم يكتب عن الحوار الوطني : فتة عدس(١٧).

الخرطوم :مرايا برس

لم يكن لدينا زمن لوجبة الإفطار الا بعد الساعة الواحدة عندما تبدأ اللجان في الدخول للقاعات لبداية جلستها الثانية… كانت وجبة الإفطار تقدم في صناديق لسهولة عملية التقديم وأيضا لسرعة نظافة المكان وكان ذلك يتم بصورة ممتازة وفي زمن قياسي.. موظفو مكتبي كانوا خمسة رجال وسيدتين.. لم تشتكي السيدتان من تقديم وجبة الإفطار في صندوق ولكني ومعي بعض موظفي المكتب اشتكينا وطلبنا أن يقدم لنا في صحن مثلا فالصحن به البركة لأن احيانا يفطر معنا آخرون من خارج المكتب وفي الصحن يمكنك أن تعجن وان تضيف احيانا الماء.. قسم الخدمات لم يعتاد على مايبدو لمثل طلبنا هذا وذكروا أن لهم وعاء زجاجي كبير (كورية).. وذلك ما كنا نبغ لأننا كنا نريد أن نعمل البوش… طلبنا منهم أن يكون إفطارنا يوما فول بالمواصفات التي يمكن أن نعمل منه بوشا واليوم الآخر عدس… قرأنا الاستغراب في عيونهم ولم نكترث لما سيقولون.. نريد معدة مليئة تمسكنا حتي مغيب الشمس… وفعلا بدأوا في تنفيذ طلبنا… المكتب كله كان مبسوطا لهذه الفكرة واستمر الحال هكذا… ولكن يوما اتانا احد الوزراء في زيارة للأمانة العامة وبقي معنا حتى ميعاد تناول البوش.. فكان لابد من دعوته لتناول الإفطار معنا وصراحة كانت عزومة مراكبية ولكن وافق الرجل.. طلبت من الذين يجهزون البوش أن يضيفوا بعض التحسينات.. وأتى الإفطار وجلسنا حوله ولكن سعادة الضيف يبدو أنه أندهش ولم يتناول شيئا واصبح يتحدث ونحن نأكل وكلما نقص المحتوى في الكورية كان الضيف يقطع الرغيف إلى قطع صغيرة ويرمي بها إلى داخل الوعاء ونحن من جابنا نصب عليها مزيدا من العدس.. ويبدو أنه كان مستمتعا بهذه العملية وطلبنا منه التوقف حتى لا تبوظ فتتنا… وكانت فتة عدس مشهودة شهد عليها شاهد من مجلس الوزراء وان كان لم يذق طعمها…

تعليقات
Loading...