برف هاشم علي سالم يكتب عن الحوار الوطني :الحكم الذاتي والتمييز الإيجابي(٢١).

مرايا برس 

(خربشات على جداريات الحوار سلسلة مقالات تكشف ما دار في اضابير الحوار الوطني).الحلقة ٢١

تقدم احد الأعضاء في إحدى اللجان بمقترح الحكم الذاتي للمنطقتين ويقصد منطقة النيل الأزرق ومنطقة جنوب كردفان ووضع النقاط التي يراها لحل مشكلة المنطقتين بتنفيذ الحكم الذاتي لهاتين المنطقتين وأنه سيستوعب أبناء كل منطقة في حكم منطقتهم وسيزيل أبناء المنطقة التهميش الذي لحق بهم منذ فترات طويلة وفيه مقصد آخر لإنزال مبدأ تقسيم السلطة حتى يشعر أبناء كل منطقة انهم يحكمون منطقتهم بأنفسهم وان ثروة الإقليم تصرف على الإقليم وتحقق اقتساما عادلا للثروة وكان هذا مايعتقده صاحب المقترح… أخذ هذا الاقتراح أياما للنقاش وأخذت الآراء تتري من أعضاء اللجان الآخرين الذين يمثلون الأحزاب السياسية والحركات المسلحة والشخصيات القومية وكذلك الناشطون المشاركون في الحوار.. كان عرضا قويا أبرزت فيه معظم تجارب العالم وتمت الاستعانة بخبراء من خارج اللجنة لتوضيح الآثار المستقبلية إذا تمت الموافقة على هذا المقترح وبعد نقاش وجدال لأيام أتى احد ابناء منطقة جنوب كردفان باقتراح وجد قبولا مناسبا من أعضاء اللجنة وذكر في اقتراحه أن التهميش طال معظم الولايات لكن أثره كان أكبر على المنطقتين وذلك لنشوب الحرب واستمرارية عدم الاستقرار أدت إلى إيقاف التنمية في المنطقتين ويرى أن يكون الحل بتنفيذ مايسمى بالتمييز الإيجابي.. وأن تلتزم الدولة بتنفيذ الدراسة التي تقوم بها لجنة قومية بتحديد نقاط التمييز الإيجابي الذي يريده أبناء المنطقة… وأن تذهب اللجنة إلى داخل الإقليم وتقابل المواطنين هناك وتسجل مايريده مواطن الإقليم حتى تتم إزالة معاناته والمشاكل التي يعاني منها في التعليم والصحة والبيئة والزراعة والرعي والمياه والكهرباء والبنيات التحتية من طرق وكباري.. كان اثر هذا المقترح على المجتمعين في اللجنة كأثر الماء البارد على الغضب فوجد قبولا سريعا من أعضاء اللجنة وتم التصويت عله وفاز المقترح بموافقة الجميع وتم قفل مقترح الحكم الذاتي في تلك اللجنة وتم تزييل التوصية بأن ترفق مذكرة توضح مطالب المواطنين بما يريدونه من التمييز الإيجابي لكل منطقة من المنطقتين على حده وان يتم تشكيل لجنتين… أي لجنة لكل منطقة لأن ظروف كل منطقة تختلف عن الأخرى ومطالب المواطن في كل منطقة ليست بالضرورة تكون
مماثلة لمطالب المنطقة
الأخرى وتمت اجازة هذه التوصية بالإجماع… في خربشة أخرى سنورد مادار بعد ذلك…