برف هشام عباس يكتب:رحيل الصاعقة …صعق القلوب. 

الخرطوم :مرايا برس

كنت أسمع عن الأستاذ حسن عبد السلام،فهو رجل مجتمع شديد التعلق بمحيطه،لكن الظروف لم تجعلن أحتك به إلا في العام 1995 عندما التحقت لفترة بسيطة ضابطاً للعلاقات العامة والإعلام بهيئة السكة الحديد،كنت أشاهده بهمة عالية يعمل في الخدمات الاجتماعية،ثم توطدت علاقتي به بحكم السكن سوياً في حي الداخلة العريق وصداقتي مع إخوانه،عندما تعرفت عليه أكثر وجدته رجلاً طيب القلب، سليم النوايا، يجب الخير للآخرين،كان مدخله للمجتمع العطبراوي الواسع هو نادي الأهلى بعطبرة الذي أحبه حد الحب،وأعطاه جل أهتماماته ووقته وماله وصحته،حب أرهقح حد الإرهاق،لكنه العشق الذي يجعل الانسان يعطى دون مقابل،بجهده وجهد أبناء حي الداخلة جعل من النادي الأهلى إسماً كبيراً في خارطة الكرة السودانية والأفريقية بعد أن مثل النادي السودان في عدد من البطولات الأفريقية،وقد اجتهد كثيراً في استقطاب اللاعبين حيث خرج من النادي الأهلى معظم الأسماء الكبيرة في الملاعب السودانية،وكذا المدربين الماهرين فشاهدنا في الداخلة طارق أحمد آدم وجمال أبوعنجة وغيرهم ، وجعل من سوح النادي حركة دائبة من البذل والعطاء الكروي والرياضي والانساني.
رحل خلال الأسابيع الماضية الأخ حسن عبد السلام بعد أن خلد سيرة عطرة ومواقف انسانية خالدة ،ولم يمنعه انتقاله للخرطوم أن يكون مرتبطاً بمجتمعه العطبراوي، فكان شهماً عند المواقف التي تتطلب ذلك، وظل منزله مقصداً للكثيرين ،فكان واسع العطاء كريم الاستقبال ،فلا تتوقع منزله دون قادم أو مغادر أو زائر .
ما يميز سيرة الاخ الفاضل حسن عبد لسلام هو الطموح والتطلع والتميز فاستطاع أن ينتقل من المحيط العطبراوي إلى محيط الوطن فاعلاً في مجلس نادي المريخ العاصمي الذي عاش متوشحاً بحبه،فإذا كان النادي الأهلي فيه احساس الأم عنده،فإن المريخ كان عنده احساس الأب،ثم بعد ذلك قدم تجربة متفردة في الاتحاد العام للكرة السوداني ، ثم رئاسته لعدة دورات اتحاد الكرة بولاية الخرطوم،إن هذه السيرة المتميزة هي امتداد للعمالقة من عطبرة الذين اسهموا في الكرة السوانية أمثال المرحوم محمد أحمد رحمة وغيره.
برحيل الأستاذ حسن عبد السلام تنطوي صفحة إنسان طيب القلب،رقيق المشاعر،واسع العطاء،يحب الناس ويحترمهم،ولا شك أن الحزن مخيم الأن في حي الداخلة العريق الذي ارتبط به أيما ارتباط،أما النادي الأهلي فلو كانت عنده مقل لأنزل الدموع وداعاً لمحبه وعاشقه وراعيه ،ننعيك وأن تمثل قيم التسامح والصبر على الناس ورد الأذى بالخير،رحمك الله أستاذنا حسن عبد السلام وجعل الجنة مثواك والعزاء لأسرتك الصغيرة التي كم كنت مرتبطاَ بها، وأسرتك الكبيرة في حي الداخلة وأخص صديقى العزيز أحمد عبد السلام وأخوانه،والعزاء لكل القبيلة الرياضية في السودان ونادي المريخ والنادي الأهلي بعطبرة ثم القبيلة الرياضية في عطبرة،وكل الذين يعرفون هذا الرجل النيبل والذي أعرف عنه الكثير من الخير والعطاء والذي كان يخفيه.
رحم الله الأخ النبيل والجار العزيز الأستاذ حسن عبد السلام. 

تعليقات
Loading...