بروف هاشم علي سالم يكتب حول الحوار الوطني : ايقاف تنفيذ إعدام(ب). (١٠).

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

(خربشات على جداريات الحوار سلسلة مقالات تكشف ما دار في اضابير الحوار الوطني). الحلقة (١٠).

ذكرت أن هناك سبعة حالات تنفيذ أحكام إعدام.. خمسة منها كان الرئيس موجودا وهو أعلى سلطة يمكنه اتخاذ قرار تأجيل تنفيذ الحكم… لكن في الحالة السادسة وكالعادة كتبنا الخطاب وذهبت بنفسي لكي نحصل على تأجيل التنفيذ ولكن لم نجد الرئيس وكان خارج البلاد… والوقت يمر كالبرق يقترب من ميعاد تنفيذ حكم الإعدام ودائما لا أدري لماذا ينفذون هذا الحكم في الساعة الثالثة.. لجأنا إلى الرجل الثاني في الدولة نائب الرئيس الفريق أول بكرى حسن صالح… طلبت من مدير مكتبه مقابلة نائب الرئيس فرفض على أنه في اجتماع… طلبت منه أن يأخذ الخطاب ويدخله له في الاجتماع لأن الأمر عالي الحساسية فرفض أيضا.. طلبت منه للمرة الثالثة أن اكلمه في التلفون لأن الأمر يحتاج إلى قرار ولا يستطيع أحد غيره إن يتخذ هذا القرار فرفض أيضا… عندها شرحت له عاقبة موقفه هذا واني أحمله المسؤلية كاملة إذا تم تنفيذ حكم الإعدام هذا في هذا اليوم وعليه أن يتحمل تبعات موقفه هذا.. ووضعت له الخطاب وأردت الانصراف… يبدو أن مدير المكتب أتاه شاهد عقل وطلب مني الانتظار… واتصل بالسيد النائب بالتلفون واعطاني السماعة فشرحت له الموقف وخطورته وسألني ماذا كان يفعل الرئيس في مثل هذه الحالات.. قلت له كان يؤجل تنفيذ الحكم.. سألني عن الشخص المحكوم عليه بالإعدام هل هي قضية سياسية فاجبت نعم وكان معتقلا في إحدى المعارك في دارفور.. خور بقر.. فاجأني.. واذا لم يكن ذلك صحيحا… فاجأته إذا لم يكن صحيحا سأكون بديلا عنه في التنفيذ.. اتخذ الرجل قرار تأجيل التنفيذ بابتسامة صغيرة..
لا أدري ماذا كانوا يفعلون في كيفية إيقاف تنفيذ الحكم ولكنه يتم فورا… رجعت وارجلي لا تكاد تحملني وسؤال عجيب يدور في رأسي ماذا لو حدث هذا مرة أخرى لمحكوم آخر ولم أجد الاثنين الرئيس ونائبه لاتخاذ القرار..

تعليقات
Loading...