بروف هاشم علي سالم يكتب عن الحوار الوطني: المراقبون(٦).

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

(خربشات على جداريات الحوار.. سلسلة مقالات تكشف ما دار في اضابير الحوار الوطني). الحلقة (٦).المراقبون.

لدى انعقاد اي مؤتمر لجمع الشمل لفرقاء او إصلاح ذات بين فلابد أن يكون هناك مراقبون للتأكد من سلامة الإجراءات وان تكون هي جهة يلجأ إليها الفرقاء.. كان المراقبون للحوار السوداني ثلاثة جهات وهي جامعة الدول العربية و الاتحاد الأفريقي واللجنة العليا رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي كالعادة طلبنا لقاءا مع المراقبين لكي يتم شرح منهجية الحوار لهم وأهدافه وخارطة الطريق التي ستتبع وتم ذلك على أكمل وجه من لجنة السبعة زائد سبعة والأمانة العامة للحوار وأعتقدنا أن ذلك التنوير حدد لهم مايراقبونه بكل حرية.. وطلب ممثل الجامعة العربية الأذن في الحديث وبدلا من أن يؤكد بأنهم سيقومون بعمل اللازم بكل تجرد وحيادية… إذا به ينهال على ممثلي الاتحاد الأفريقي بحملة شرسة من الاتهامات وذكر أن الاتحاد الأفريقي لم يعطي اي فرصة لجامعة الدول العربية بالتدخل في حل مشاكل السودان وان الاتحاد الأفريقي انفرد تماما بالسودان يتدخل في كل قضايا السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية بينما جامعة الدول العربية والذي السودان فيها من المؤسسين أبعدت تماما من التدخل في قضاياه… وبدأت الردود بينهما تذهب إلى إثارة النعرات التي نحن بصدد حلها وهي الهوية للأمة السودانية هل هو عربي الهوى أو نوبي أو زنجي.. وبدأت خيوط الاختلاف تنسج نسجها في الاجتماع حيث أراد المراقبون بداية عملية استقطاب ستعقد لنا طرق الحل التي نسعى لها… وانتهى الاجتماع مع المراقبين بوضع عثرات لن تنجينا من السقوط في نصف الطريق إذا تعثرنا بها… فقدمت الأمانة العامة للحوار مقترحا للجنة التنفيذية بأن لايسمح للمراقبين بالتدخل في منهجية الحوار ولا في خارطة طريقه ولايسمح لهم بعكس اي رأي لهم في لجان الحوار بل عليهم بمراقبة مايرونه فقط لأن الحوار سوداني سوداني لا يسمح فيه بإبداء رأي في لجانه الا للسودانيين فقط وتم قبول الاقتراح وقفل بذلك باب كبير للاستقطاب في مجال الهوية.. كانت لجنة الهوية من أوائل اللجان التي توصلت إلى اتفاق في مجال الهوية.. كانت الهوية السودانية محل خلاف كبير وزاد خلافها التدخلات الفكرية التي تأتينا من الخارج ومن الجوار.. توصلنا إلى أننا لسنا عربا ولسنا زنوجا ولسنا نوبة.. بل نحن كل هؤلاء.. كوشيون بخلطة دم فيها النوبي و الزنجي والعربي… خلطة لن تجدها إلا في السودان… ثقافتنا هي تلك الخليط… أخلاقنا هي تلك الخليط… اجتماعيتانا هي تلك الخليط.. نحن جنس فريد لن تجد له مثيلا في العالم ولا يصح أن تلحقنا بأي جنس آخر.. واتفقنا جميعا بأننا سودانيون فقط.. مؤسسين لجنس فريد ونفتخر به.. فارفع راسك انت سوداني..

تعليقات
Loading...