بروف هاشم علي سالم يكتب عن الحوار الوطني.. الأمن في سفارة السودان بألمانيا (29).

الخرطوم :مرايا برس

(خربشات على جداريات الحوار سلسلة مقالات تكشف ما دار في اضابير الحوار الوطني. الحلقة29).

.. الأمن في سفارة السودان بألمانيا..
من ضمن الجولات في بدايات الحوار من مبادرة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كانت هناك شخصية سودانية في ألمانيا يجب مقابلتها أيضا وتم الأعداد لذلك.. اذكر اني وصلت الفندق الساعة الثانية عشرة ليلا ودخلت الغرفة ولا اعرف شخصا في تلك المدينة.. وفي الساعة الواحدة صباحا رن تلفون الغرفة من الاستقبال بأن لي مكالمة تليفونية لكي استقبلها…سالته هل من داخل ألمانيا قال نعم… مكالمة من داخل ألمانيا وانا لا يعرف زيارتي احد.. استرجعت كل مافي الذاكرة ولم تسعفني بمن يكون المتصل… استقبلت المكالمة وكان هناك في الخط.. أمن السفارة السودانية.. ذكروا الاسم كاملا وأنهم الان متوجهون إلى الفندق لمقابلتي.. أي سيصلون الفندق الساعة الثانية صباحا.. لا أدري حتى الآن كيف عرفوا الفندق الذي أنزل فيه وكيف عرفوا الغرفة… المهم وصل وفدهم وكانوا رجلين ومعهم امرأة سودانية.. عرفوا أنفسهم.. رئيس شعبة الأمن بالسفاره ومساعده ومسؤول الإعلام.. بدأوا حديثا عاما ثم تحول الموضوع إلى سبب الزيارة إلى ألمانيا.. بدأت اشرح لهم مبادرة الجامعة ومقابلة السياسيين والحركات المسلحة لجمعهم في مؤتمر جامع للحوار ووضع مشاكل السودان أمامهم على المنضدة وأخراج كل ما بداخلهم من هواء ساخن وكل مسكوت عنه ليتناقش الناس في طرق تؤدي إلى الوصول إلى حلول يرضاها السودانيون أنفسهم ويضعوا لها حلولا تنبع من معاناتهم الطويلة ليضعوا حدا لها ويحدث التعافي بين الناس ويعتذر الناس لبعضهم البعض ويقبل كل طرف اعتذار الآخر وإذا كان هناك تعويضا لظلم يتم بالتراضي بين الناس ويفتح الناس صفحة جديدة للسودان ينطلقون بعدها إلى الأمام ولا يلتفت فيها أحد إلى الوراء.. سال رئيس المجموعة هل هذا هو الغرض من الزيارة.. اجبته وليس لأي غرض آخر.. اعتذر الرجل عن الحضور في وقت مزعج ولكن كان لابد من الزيارة.. لأن التلفونات والتوجيهات تتري علينا من المركز وينتظرون التقرير… أما كما ذكرت السبب الان.. فقابل من شئت وتحدث مع من شئت.. واستاذنوا في الانصراف… انصرفوا ولكنهم تركوا في ذهني سؤالا لم نجد له في السودان إجابة حتى الآن.. هل التفكير لحلول مشاكل الوطن تحتكره الحكومة فقط… أم ذلك متاح لكل مواطن فيه حتى ولو كان معارضا..

تعليقات
Loading...