بروف هاشم علي سالم يكتب :معهد الدستور الألماني (٤).

مرايا برس 

(خربشات  على جداريات الحوار سلسلة مقالات تكشف ما دار في اضابير الحوار الوطني). معهد الدستور الألماني (٤).

زارنا أيضا بروفيسور ألماني يشغل مدير معهد الدستور الألماني وذكر أنه كتب الدستور الألماني وشارك في كتابة 7 من الدساتير الأوربية… واطلع على توصيات الحوار من خلال الموقع الإلكتروني للحوار والذي كان يدار بثلاثة لغات اللغة العربية واللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية ويدار خلال 24 ساعة متواصلة وقصد باللغات الثلاثة الدول العربية والدول الناطقة باللغة الفرنسية خاصة دول غرب أفريقيا ثم الدول الأوربية… وجدت الرجل معجبا جدا بالتوصيات لتغطيتها كثيرا من التفاصيل التي تكمن مسببات الخلاف دائما خلالها… وذكر أن هذه التفاصيل ستسد كثيرا من الثغرات في كتابة الدستور الدائم للبلاد ومع انها أتت بتوافق كبير لمعظم المكون السياسي السوداني فإنها تصلح بأن يكتب منها دستور دائم للبلاد.. وكانت المفاجأة انه كتب فعلا منها دستورا يمكن أن يكون دائما للسودان… ويحتفظ الان هو بهذه النسخة… طبعا كتابة الدساتير لابد لها من لجنة أو جمعية منتخبة تكون مهمتها فقط كتابة الدستور ثم يحدث استفتاء عليه من الشعب لاجازته.. تناقشت معه أن لدينا حتى الآن 7 دساتير وكلها دساتير مؤقتة لأن الشعب لم يتم استفتاؤه عليها وللأسف كلها كانت دساتير مؤقتة لأنها كتبت بثوابت حزبية وليست بثوابت وطنية.. أوضحت له أن كل حزب يأتي إلى مقعد السلطة يلغي في أول قرار له العمل بالدستور لأنه دستور مكتوب بثوابت حزب آخر كان في السلطه قبله ويريد أن يكتب دستورا جديدا من ثوابت حزبه هو… أوضحت له أن مشكلتنا في السودان اننا نهدم كل مانجده قد تم بناؤه من الذين حكموا قبلنا.. نزيل كل مابناه من كانوا قبلنا في الحكم بل ونكنس كل آثارهم حتى ولو كان بعضها إيجابيا لكنها الأنا والذات.. لذا نحن منذ الاستقلال نبني ونهدم نفس البنيان ونعيد هذه الدائرة الخبيثة مرات ومرات ومازلنا محلك سر… لم يرتفع بناؤنا ومازال حائطنا لا يستر عوراتنا.. كل الدساتير الدائمة في العالم تمت كتابتها بعد حوار طويل مضني فالدستور الأمريكي تمت كتابته بعد حوار والدستور الفرنسي كذلك وكل الدول المستقرة سياسيا لها دساتير دائمة كتبت بعد حوار وطني طويل.. إلا بريطانيا التي ليس لها دستور بمعنى دستور حتى الآن ولكنهم حلوا مشاكلهم بنظام ملكي وكانت هذه فكرتهم في السودان ولكن النظام الملكي لا ينجح في بلد بها مئات من القبائل وفي بلد لم يقتنع بعد بقبول الآخر… يبدو أن هذه الخلافات بيننا ورثناها أو زرعها فينا المستعمر البريطاني ومازالت في أعماق الكثيرين منا.. فهل ندرك يوما ما اننا كلنا سودانيون لا ننتمي لقبيلة أو عصبية بل ننتمي لبلد اسمه السودان يستطيع أن يسعنا جميعا…

تعليقات
Loading...