. بشارة جمعة أرور يكتب: النصيحة الأخيرة للقائد البرهان

الخرطوم :مرايا برس

قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) صدق الله العظيم.
ختم الله صيامكم بالقبول.
واسكنكم الجنة مع الرسول. وجعل عيدكم فرحة وبهجة لاتزول…
وكل عام وأنتم بخير.
و نسأل الله أن يتقبل كل من فقدناهم ويجعلهم مع الذين أَنعم اللَّه عليهم مِن النبِيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان و حسن العزاء ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى والمصابين.
أخصك بهذه النصيحة دون الآخرين لأنك القائد والمسؤول الرئيسي في تحمل المسؤولية في هذا الظرف العصيب الحرج،وعلى القائد أن يعمل بعزم ويقود بحزم و حسم…
لذلك أقول لك، أسرع وسارع، أسرع وسارع، أسرع وسارع لإقامة المصالحات في كل أطراف البلاد ومن ثم توجها بالمصالحة الوطنية الشاملة لتجنيب البلاد التفكيك والتشرذم…والصلح خير أي الصلح الحقيقي الذي يقود إلى التصافي والتعافي والتسامح فتسكن إليه النفوس ويزول به الخلاف، خيرٌ على استمرار الشحناء والبغضاء و العداوة في داخل المجتمع.فالدول لا تبنى بالتشاكس و التغابن والتخاصم أو بتكريس وتعميق خطاب العنصرية والعصبية البغيضة، وكذلك لا تدار بالتراخي و التهاون والإهمال، بل بالحكم الرشيد والسلطة القوية حيث لابد أن تأخذ بحقها وإلا فقدت القوة و السيطرة وبذلك ستفقد عندئذٍ الهيبة وبسط حكم القانون.
واليوم هناك مجموعة من الظواهر والأحداث الجارية تعتبر علامات أو أشراط تدّل على قُرب وقوع أو
يوشك أن تداعى علينا الفتن العظيمة والكوارث المهلكة للأمم وهي تكريس الظلم والاضطهاد والعدوان والإحتراب و التناحر و التنافر. الذي طغى على مشهد واقع السودان اليوم، بدل التضامن والتلاحم الوطني.
ويجب ألا نسمح لاختلافاتنا و صراعاتنا السياسية أن تدمر قدراتنا وتفتت وحدتنا.
نعم، مطلوب منا أن نقوم بالتقويم والإصلاح لنحقق الأفضل.و المعلوم أن كل ضغط يولد انفجاراً في النهاية و الانفجار لا يستأذن أحد، وما تفعله الكراهية والبغضاء لها وقع وخيم على ذات من يتبعها…وإلخ
والحياة كلها في الحقيقة أهداف وغايات، فإذا كان هدفنا تحقيق الحرية و السلام و العدالة كأهداف مأمولة،والغاية السامية هي وحدة الشعب والازدهار والتقدم فالجهد المبذول غير كافي لبلوغ المرام و المبتغى…
فيا فخامة الرئيس والقائد لهذه المرحلة، القائد سُمِّيَ قائد ليقود،لا لينقاد…،وسياسة شراء الوقت و المجاملات بالموازنات ماهي إلا مضيعة للزمن و إهدار الجهود ولا تجدي نفعاً في مثل هذه الظروف الحرجة…و الأفضل لك و للوطن أن تتقدم وتقود المصالحات اليوم وليس غداً وبشكل موسع في كل ربوع الوطن وصولاً إلى المصالحة الوطنية الشاملة قبل فوات الأوان،والذي يجمعناً أكثر من ما يفرقنا، لذا يجب ألا نسمح لفتح المزيد من نوافز الخلافات ونهدم جسور الأخوة الوطنية و وحدة الوجدان والمصير المشترك الذي يجمع أبناء الوطن.
فالصلح أمر حتمي وسيتم عاجلا أم آجلا، شاء من شاء وأبى من أبى،إِلم تفعلوه أو تعملوا لتحقيقه ، سيقيض الله لهذه البلاد من يقودها ويجمع شتاتها، وينصرها من الهزيمة، ويحررها من الطغيان…نأمل ألا تتعامل مع هذه النصيحة كالرؤى و الأفكار والمبادرات والمقترحات التي قدمت إليكم منذ البداية من قبل وبعد الشراكة الفطيرة مع الحرية و التغيير،وكذلك بعد إتفاقية سلام جوبا والتمديد الثاني للفترة الانتقالية…فكان كل ما جاء إليكم قوم أو جهة وجهتموهم تلقاء السابقين ثم انصرفتم وصرفتم النظر عما قدموه من مبادرات ورؤى ومبادئ و مقترحات فصارت مجرد لقاءات وفرقعات إعلامية ثم جمعت الأوراق والوثائق و تراكمت بعضهما فوق بعض في الأضابير والرفوف…

تعليقات
Loading...