بعد إعتماد 24000جواز سفر .. حاج ماجد سوار :عوامل الجذب والدفع والإضطهاد السياسي مسببات للهجرة.

تقرير : واصله عباس

تظل الأمال والأحلام طلباً لحياة أفضل ،، رغبة تراود مُخيلة الإنسان في حياته اليومية ، وتصبح شغله الشاغل حتى تصبح حقيقة ماثلة ،، وواقع معاش، وفي ظل تُغير المشهد السوداني المتجدد، أصبحت الموانئ والمطارات والحدود مداخل للخروج خارج أسوار الوطن ، في رحلة البحث عن العيش الكريم والرغيد ،، وبالنظر إلى التاريخ المتواتر في هجرة السودانيين ، نجد الكثير من البصمات والمعالم في العديد من الدولة التي إحتضنت أمنياتهم وأحلامهم وعمدت إلى تحقيقها ، فما كان رد الجميل إلا إخلاصاً وتفاني حتى أصبح السوداني في بلاد الغربة مضرب المثل للنزاهة والأمانة والسيرة الحسنة بجانب المحافظة على  القيم والموروثات السودانية الأصيلة ،،، مما فتح الباب على مصراعيه لمزيد من الهجرات إستناداً إلى تلك السمعة الطيبة.

24.000 جواز تنتظر الهجرة :_

في إفادة صحفية للعميد شرطة حسن التجاني مدير إدارة جوازات مجمع بحري ، والذي أكد فيه على وجود أكثر من 24.000 جواز سفر جاهزة للتسليم ،، وفي هذا مؤشر كبير يؤكد على أن السودان لم يعد ذلك الملاذ الآمن ،، والوطن الذي يسع الجميع .. وأنه أصبح مداخل للخروج طلباً لحياة أفضل في ظل واقع معتم يعيشه المجتمع السوداني.

في سؤالي للدكتور /حاج ماجد سوار – الامين العام الأسبق لجهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج وتعقيبا على إدارة الجوازات والهجرة بوجود 24000 جواز سفر بأقسامها المختلفة تنتظر أصحابها لإستلامها.. ، لهذا وفي سياحة عن الهجرة في السودان أوضح سوار أن الهجرة ظاهرة قديمة حيث يُعد السودان من اوائل الدول التي هاجر ابناءها منتشرين في كل بقاع العالم..مبيناً أن هنالك عاملين مسبيين للهجرة ينحصران في عامل الدفع وقوامه الاسباب السياسية والطبيعية والبيئية التي تتدفع بالمواطنيين للخروج من اسوار الوطن والبحث عن حياة كريمة ووضع إقتصادي أفضل ،، وفي المقابل لذلك توجد عوامل جذب في الدولة التي يهاجر اليها السودانيين تحقق أمانيهم وتسهم في إستقرارهم . وقياساً على تداعيات الأحداث وتسارعها عقب أحداث أبريل 2019م نجد ان الظروف الاقتصادية هي التي تدفع للهجرة بجانب فقدان الأمن والأمان دفعت بالسودانيين للاغتراب والاستقرار مثلما حدث في مصر وتركيا اللتين شهدتا هجرة واسعة . وعّد سوار توقف الجامعات السودانية لقرابة الثلاث اعوام والمدارس التي لم تشهد استقرار مما تعتبر مسببات جديدة للهجرة كأهم عامل من عوامل الدفع خارج البلاد ،، مقارنة بعوامل الجذب المتوفرة اكثر في دول الخليج العربي من التعليم المتطور والمستقر ،، وتوفر الحماية والأمان ،، وأستدرك قائلاً (ولكن للامانة فقد تأثرت دول الخليج بجائحة كورونا مما قلل الهجرة اليها). 
مبيناً أن سن الشباب هي سن الهجرة لهذا أصبحت هاجساً يؤرقهم، حتي دفعتهم للمخاطرة الكبيرة بركوب البحر الابيض المتوسط عبر القوارب الصغيرة مقصدهم دول اوربا مخلفين وراءهم كثير من الضحايا جراء غرق قواربهم الغير آمنة. ،، وبعضهم يأتي الي دول الخليج ولكن اصبحت الفرص ضيقة او تكاد تكون منعدمة ولهذا تكمن الخطورة في الامر ان الهدف من الهجرة فقط هو الخروج ومغادرة الوطن ،، مما يعني عدم وجود خطة عمل واضحة ،، أو وجود عمل مرتب ومضمون ينتظرهم ،، وفي المقابل نجد بعضهم يهاجر ومن ثم يبحث عن العمل بالنظر الي أعداد المهاجرين. وتوقع سوار ان 90% من اصحاب هذه الجوازات من الشباب وخريجي الجامعات ،، وأن 90% منهم ربما يكونو من الشباب الذين شاركوا في صناعة الثورة ،، حيث كانت لديهم احلام وامنيات في ثورتهم ، ولكن عقب احداث ابريل 2019 شعروا بالاحباط وصعوبة تحقيق احلامهم التي وضعوها في شعارهم الثوري (حرية –سلام .. وعدالة ) الذي لم يحقق لهم هدفهم، مما دفعهم للهجرة ،، وفي هذا خسرانا مبينا للوطن الذي يفقد موارده البشرية الرئيسية والمتمثله في شبابه الغض وبهجرتهم هذه يفقد الوطن جزء منه ،، بالرُغم أنه غني بثرواته ويحتاج إلى سواعد ابناءه الذين سيفتقدهم بعد تزايد اعداد المهاجرين منه . وربما من الظواهر الخطيرة في هذه الهجرات نجد نسبة مقدرةمن المهاجرين يعملون على بيع ممتلكاتهم مغلقين أي باب للعودة للوطن ثانية .
واستدرك (حاج ماجد سوار ) ان الاضطهاد السياسي الذي تعرض له منسوبي النظام السابق بعد أن تسيد المشهد السياسي آخرون عملوا على إضطهاد السياسيين المنسوبين له مما دفعهم للخروج من الوطن بحثا عن مكان يجدون فيه الإحترام والتقدير والحياة الأفضل بعد تضييق الخناق عليهم .. ولهذا نتمني أن يعود السودان إلى أمانه وإستقراره.

تعليقات
Loading...